كشكول حكومة الإجازة / سيدي علي بلعمش

حصيلة الأسابيع الماضية تشبه الكشكول في حجمها و تنوعها و اختلاف تناغمها.

ـ سأبدأ كشكول حكومة الإجازة ـ التي شكلها ولد عبد العزيز على عجل بعد عودته من أمريكا مهددا و عودته من فرنسا مطرودا ـ بتصريح بوق ولد عبد العزيز الجديد، إزيد بيه ولد محمد محمود ( أنا لا أقبل الانجراف وراء التسميات المغالطة؛ فلا توجد حكومة في موريتانيا و لا ناطق باسمها) الذي قال فيه إن “وصف الرئيس محمد ولد عبد العزيز ب”المارق” ليس ضمن حرية التعبير المسموح” .

“المسموح”  من قبل من يا إزيد بيه؟ و بماذا يمكن أن يوصف ولد عبد العزيز غير “المارق”؟

و بماذا يمكن أن توصف أنت غير “البوق” الرخيص؟ إن من يصفون ولد عبد العزيز بـ”المارق” لا يتناقضون مع خطابهم و رؤيتهم : فولد عبد العزيز رئيس “التعساء” و هم لا يتمنون أن يكونوا تعساء.. ولد عبد العزيز رئيس “الشباب” و هم ليسوا شبابا .. ولد عبد العزيز رئيس “الاتحاد من أجل نهب الجمهورية” و هم ليسوا أعضاء فيه؟ فهل تضيف له أنت رئاسة جديدة أو تنزع من الآخرين انتماءهم و خيارهم الذي تنص عليه نسخة الحرية و الديمقراطية التي لا تعترف بها؟

أنت رجل بسيط يفسر الماء بالماء و أعتقد أنك تفهم على الأقل، أن مهمتك الكاذبة تحتاج مهارات عالية في التلميح و التورية و التأكيد بالنفي و النفي بالتأكيد و التصاون و التمظهر و الإيحاء. و قد بدوت بدويا ساذجا و خفيفا في ظهورك الأول و لا أتوقع لك طول العمر؛ فلا حكومة ولد عبد العزيز تحتاج مهرجا آخر و لا المرحومة وزارة الإعلام تستحق كل هذا العتب ؛ فقد خرجها وزير إعلام لا تخجله أي كذب و دخلها وزير إعلام لا تخجله أي حقيقة :

ـ فحين يصبح الآمر بالصرف خارج الميزانية هو من يتكلم عن “المسموح” ـ حين يصبح من يمدد للبرلمان بقرار مزاجي 3 ثلاث سنين دون أي مرجعية قانونية ، هو من يتكلم الناطق باسمه عن “المسموح به قانونيا”

ـ حين يصبح بطل الصفقات خارج القانون هو من يتكلم الناطق باسمه عن ضرورة احترام القانون ..

ـ حين يصبح صاحب طلقة “أطويلة لكصر” و صناديق كومبا با و اعترافات “بو” و تساؤلات “مامير” هو من يقول الناطق باسمه إن وصفه بـ”المارق” “ليس ضمن حرية التعبير المسموح”.. إما أن نكون أمام دولة مجانين ، ليست مسؤولة عن ما تقوله و إما أن نكون أمام دولة جهلة ، تعتقد أن “الرئيس” هو القانون و الناطق باسمه هو من يفصله و يحدد مقاساته.

نريد السيد الناطق باسم رئيس الدولة و حكومته و برلمانه و حزبه ـ بمناسبة حديثه عن “المسموح” ـ أن يخبرنا عن “حساب المستقبل” المخصص لمداخيل البترول التي كان يرسلها البنك المركزي في حساب في فرنسا و تمنع كل الاتفاقيات الدولية أخذ أي سانتيم منها لأنها حق الأجيال القادمة و قد تم الاحتواء على كل ما فيه من قبل ولد عبد العزيز حسب روايات متواترة ، سنصدق السيد الناطق الرسمي إذا تجرأ على الحديث عنها و لو بمجرد نفيها ..

نريد السيد الناطق الرسمي باسم ولد عبد العزيز بصفته الدائمة و المؤقتة أن يحدثنا عن ال 50 مليون دولار التي خصصتها السعودية لمساعدة سكان الطينطان، إذا كان هذا من “المسموح” به لأننا لا نريد إحراجك، حتى لو أشَّرت لنا بغمزة عين أنك لا تستطيع تحديد “المسموح” و الممنوع إلا في حق الشعب…

ليس في اللغة ما يمكن أن توصفوا به غير “زمرة الأغبياء” و ليس في القانون ما يمكن أن توصفوا به أقل من “جمعية الأشرار”؛ فهل تنتظرون حقا أن يكون من بيننا من يستمع إلى أباطيلكم السخيفة؟

اسمع منا أيها الناطق الرسمي باسم ولد عبد العزيز، أننا لا نعترف برئاسته و لا بقانونه و لا بالناطق الرسمي باسمه؛ “فهل تغضب”؟ ما زلت أحاول معرفة لغز يحير الشعب الموريتاني و قد راسلت أسبوعية “لكانار آنشيني” للتعاون معها  لتقصي حقيقته ، فهل يخبرنا السيد الناطق الرسمي بحقيقة أسباب إصرار  “ميشل سابين” وزير الاقتصاد الفرنسي على أخذ إجازاته في موريتانيا  و أسرار ارتباطه بضابط موريتاني من قادة “بازيب”، أصبح على مرمى الاتهام من ولد عبد العزيز ؟  أم أن هذا مجرد ألاعيب أطفال (كما يقال) أم أن هذا أيضا خارج “المسوح” لك به ، أيها الناطق الرسمي المخول؟

لقد فتحت عليك بوابة جحيم بالتطرق إلى “المسموح” و نسيت أنها أسوأ كلمة يستعملها الناطق الرسمي باسم ولد عبد العزيز و أكثرها إحراجا.. و مع أن الأسبوع الماضي أتانا بناطق رسمي آخر لا ندري هل هو مؤقت مثلك أو سيكون دائما عكسك، تحدث  بإسهاب مثلك عن حدث متجاوز ، لم نفهم من إثارته على لسانه سوى أن كلام العقيد السابق أعلي ولد محمد فال كان بالغ التأثير على ولد عبد العزيز و جوقته السخيفة و أن الأرانب والمعلومات التي أعطيت له كانت أكثر سخافة من سابقاتها، إلا أنه علينا ـ بمناسبة حديث الناطق الرسمي عن “المسموح” ـ أن نسأله لماذا لا يكشف ولد عبد العزيز عن حالته الصحية للشعب الموريتاني و عن الأسباب الحقيقية لإطلاق النار عليه و من قبل من و لماذا ؟؟؟ و ما لم يفعل ولد عبد العزيز ذلك سيظلون يتحدثون عن “أطويله” و نظل نتحدث عن “شقة لكصر” و يظل السيد الناطق الرسمي آخر من يعلم و أول من يجب أن ينفي كل ما يخالف حديث الأفاك الأثيم.

و ما كنت أريد الحديث ـ ضمن كشكول حكومة الإجازة ـ عن تغيير عطلة الأسبوع لأن “الإسلامويين” يحاولون من خلالها التغطية على زلتهم بالمشاركة في مؤتمر “أفلام” الانفصالية و لن نقبل أن نعطيهم هذه الفرصة ؛ فقد كان حديثالدكتور حماه الله ولد السالم  جامعا مانعا لكل من يبحث عن الحقيقة و كان من الطبيعي (غير البعيد عن التطبيعي) أن يذكرنا كلام الوزير ولد محمد خونا بكلام الوزير ولد محمد خونا. ـ خروج أصحاب “شبيكو” من جحورهم و دفاعهم في العلن عن ما يسميه البعض جريمة المعاملات الربوية  و نسميه جريمة المعاملات الشيطانية، كان من أهم عناصر كشكول حكومة الإجازة، لأنه تعبير واضح و فاضح عن تحكم دولة ولد عبد العزيز في كل شيء من الرئاسة إلى قيادة “بازيب” إلى البرلمان إلى مجلس الشيوخ إلى المجلس الدستوري إلى اللجنة الوطنية للانتخابات إلى الهابا ، إلى تعيين شيخنا ولد النني سفيرا فوق العادة و كامل السلطة .. ألا نحظى بتعليق و لو موجز للسيد الناطق الرسمي على أي من هذه الأحداث؟ أم أن المسكين لم يخول للحديث عن غير “غير المسموح” للناس؟ لو كنت مكانك لطلبت من “السيد الرئيس” (كما تسميه)، أن يكون رئيسا ولو في الحد الأدنى: (لا يكذب و لا يغالط و لا يتآمر و لا يتاجر بصناديق كومبا با و لا يأخذ العمولات و لا  يخص أقاربه بكل ما يمكن أن يدر دخلا دون بقية الشعب و لا يستثني المعارضة من أي وظيفة في الدولة و لا  يصف هو و حزبه فقهاء البلد و أساتذته و خبراءه بـ”سدَنة الأفكار الظلامية..”كما وصف قادة المعارضة بالعجائز (من دون أن يحترم سنهم) و بـ”المجرمين” (لأنهم رفضوا الجلوس مع علج مثله على  طاولة الحوار)، أن يعفيني من التطرق إلى “غير المسموح” للآخرين لأنه أكثر إحراجا من المسموح لفخامته.. كأن ولد عبد العزيز تماما مثل الناطق الرسمي باسمه و الناطق الرسمي باسم حادثة “الأرانب” غبية المنطق و التفاصيل أكثر من نسخة “أطويلة” الأولى ، غير موفق في اختيار الناطق الرسمي باسمه، غير الموفق هو الآخر في اختيار الحديث عن “غير المسموح” في حق من وصفه بالرئيس ليسخر من الجمهورية كما سخروا من الأحكام الشرعية و المتخصصين فيها بوصفهم لهم بـــ”سدنة الظلامية”؛ فالسدنة هم أي العلماء و الظلامية علمهم أي أحكام الشرع .، أم أن للسيد الناطق الرسمي تفسير آخر غير ما وضحه الدكتور حماه الله ولد السالم بأسلوبه الرائع في مقاله الأخير “حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يتطاول على الإسلام” ؟

ـ السيد الناطق الرسمي باسم حكومة ولد حدمين و فخامة رئيس الجمهورية و حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية، ما صحة ما يقولونه عن رفض ولد عبد العزيز أن يمكث أي رئيس على محكمة الحسابات أكثر من فترة قصيرة  حتى لا يطلع على تفاصيل بعض الملفات الخطيرة ؟ سنصدق ما تقوله لنا حتى لو قلت لنا أن تعيين محمد الأمين ولد المامي وزيرا، كان لإنقاذ البلد من مخاطر “الآيبولا”..

ـ معالي الوزير المحترم و الناطق الرسمي باسم الجمهورية ، لقد قالت نقابات العمال إن عطلة نهاية الأسبوع يحددها قانون، لا يجوز في حق القانون الذي تتكلم عن “المسموح” في منطقه ، إلغاؤه بمرسوم رئاسي، فهل ستظل تدافع عن القانون أم أنك تقف في صف رئيسك ظالما كان أو ظالما؟

ـ أنا مع سيادة قرار البلد و مع توطيد علاقاته بكل البلدان العربية الشقيقة لا سيما جارتنا العزيزة الجزائر، لكن ألا تقرأ يا معالي الوزير و الناطق الرسمي باسم الحكومة، استفزازا بينا للمغرب من خلال اتفاقية التعاون التي تم إبراهما مؤخرا بين وكالة الأنباء الموريتانية و الجزائرية ؟ ألا تذكرك هذه الاتفاقية يا معالي الوزير و الناطق الرسمي باسم الجمهورية باتفاقية الدفاع المشترك بين فرنسا و موريتانيا التي تم بموجبها تدخل طائرات الجاغوار قبيل نهاية حرب الصحراء؟

ـ ربما تكون هذه ثقيلة على معالي وزير لم يستلم بعد راتب شهره الأول ، لكننا سنسألك فقط عن رأيك الشخصي في أحد وزراء حكومتك المخلدين ، لقد قال ولد أتاه أنه أتى بشنقيتل و هو طالب ، لم يبلغ بعد سن التوزير ، ألا يقلقك شخصيا هذا التصريح ؟ بمعنى آخر ، إذا كان ولد التاه يبرم مثل هذه الاتفاقيات بين الدول و هو على كراسي الدراسة، ألا تشكل لكم هذه “الغواية” أي مخاوف على مصير البلد في عهد توليه تسيير  أهم وزارة فيه؟ ..

لقد سمعنا عن علاقة الرجل المشبوهة بالصينيين و عن حرص ولد عبد العزيز على إبقائه بجنبه لتبرير كل تجاوزاته المالية و عن مهاراته العالية في مجال ترويض المشاريع التي لا يراد لها النجاح و تبرير فشلها بألف طريقة، فهل ترتاح أنت شخصيا يا معالي الوزير و الناطق الرسمي، لمثل هكذا شخصية في بلد تم فيه تحييد القانون بتعمد و تعطيل وسائل رقابته بتعمد و إبعاد أطره الأكفاء بتعمد و إفساد قضائه بتعمد…؟

و سأختم كشكول هذه الحلقة البائسة بأسئلة لا شك أن معالي الوزير سيرد عليها لأنها في صميم برنامج رئيس الدولة الذي لم يكتبه قط و لم يتحدث عنه قط ، رغم معرفة الناطق الرسمي و وزراء ولد حدمين الجدد و أعضاء حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية الأميين، عن تفاصيل تفاصيله ، بما يشبه الوحي تارة و ما يشبه “لكزانه” تارة أخرى: حكومة ولد عبد العزيز “تشكل لجنة لمكافحة الرشوة”:..!؟

فهل جننتم حقا.؟ مأمورية كاملة من الفوضى و المحسوبية و الصفقات المباشرة و الامتيازات الخاصة في ظل ما أسموه “محاربة الفساد” و لا نجد اليوم سجينا واحدا في البلد بهذه التهمة..؟ فمن سيصدق محاربتكم للرشوة أي لأنفسكم.؟ ـ سجل يا معالي الوزير ، أنتم حثالة حقيقية ، لا يخجلكم أي شيء في الوجود…

ـ كل من يتولون الشأن العام اليوممن حزب الحاكم و أقارب الحاكم و مقربي الحاكم و ضباط الولاء الأعمى للحاكم ، فمن يأخذ الرشوة يا سعادة الناطق الرسمي و من يقدمها له؟ ـ لا يوجد اليوم معارض واحد رئيس مصلحة في الدولة، فهل تفكرون جيدا في ما تقولونه؟ لقد حيرتمونا يا معالي الوزير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى