امعيزيزة: وداع وزارة المالية… هل كشف عن نموذج تسي
نظم طاقم وزارة المالية صباح الأربعاء، حفلا رمزيا توديعيا للأمينة العامة السابقة لوزارة المالية الأمينة العامة الجديدة لوزارة الزراعة امعزيزة بنت كربالي.
وقد حضر هذا الحفل التوديعي جمع من أطر الوزارة المذكورة المغادرة، من المستشارين والمدراء والمفتشين وغيرهم من بسطاء موظفي الديوان. وقد أكدت الأمينة العامة المنصرفة أنها لم تترك دينا يطالب به مزود ، وما أهملت مناسبة عيد أو غيره لمساعدة العمال البسطاء من موظفيها، وأن أي إدارة تابعة لها كانت تسير ميزانيتها باستقلالية، دون الاستلاف أو الاستدانة بعبارة أخرى من مخصصات إدارة أخرى.
وأنها ما بخلت بحسن تسيير لمهمتها ومحاولة القيام بها على أفضل وجه.
وفي المقابل شهد لها بعض العمال من ذوي الرتب العادية، بأنها كانت جادة وكانت منفتحة عليهم، نفوعة قدر الممكن، رغم مطالب متعددة يذكرونها، وخصوصا في أوساط موظفي BNP العمال غير الرسميين حتى الآن، والذين مازالت تعد الدولة بإنهاء معاناتهم والكثير منهم من النساء، والعمل على تعيين بعضهم.
نحن هنا نعرف أن تسيير وزارة المالية من أصعب دروب التسيير عموما، وأن وزارة المالية لا يمكن الوفاء بنموذجية بمهامها الكبيرة الكثيرة الشاقة بامتياز، لكن ما لفت انتباهي بصراحة حصول نسبة من القبول لصالح عمل هذه المرأة ، إبان كانت مسيرة مدة ثلاث سنوات لمرفق إداري مالي “الأمينة العامة لوزارة المالية”، ضمن أصعب ميدان على الإطلاق في هذا البلد الفوضوي في كل شيء تقريبا.
فهل استطاعت أختنا المرأة أن تنجح أحيانا فيما عجز عنه الرجال غالبا، ولماذا وكيف؟.
هذا ما سنرجع إليه موضوعيا وموسعا عبر تجربة هذه المرأة المتميزة، لنقف على حقيقة الأمر.
أهو نجاح ملموس ولو نسبيا، أم في واقع الآمر مجرد دعوى تمني، ربما يكون وقع بعضه أو بداياته، ومازال يحتاج إلى تحسين وتفعيل حقيقي.
وقد لا يخلو العمل البشري عموما، من الخصوصية والمحسوبية لصعوبة الموضوعية والإنصاف الكامل، لكن شيئا أفضل من لا شيء، إن صدقت دعوى الأمينة العامة المنصرفة إلى قطاع لا يقل صعوبة، قطاع الزراعة والإثمار.
وستبقى متابعتنا الجادة كفيلة بإذن الله للوقوف بدقة على حقيقة ما روج له في الحفل المذكور.
ونرجو بصدق أن تتحسن إدارتنا المتعثرة، وخصوصا تجربة إشراك المرأة في أعلى مراتب الشأن العام، دون إفراط أو تفريط.
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
