أنباء عن أزمة في حزب “الكرامة”
كشفت مصادر صحيفة ، عن أزمة داخل حزب “الكرامة” تهدد تماسكه، بل قد يكون لها تأثير على مستقبل الحزب.
فهذا الحزب ـ تضيف “ميادين” التي أوردت الخبر ـ الممثل في البرلمان بعدد معتبر من النواب والداعم للرئيس محمد ولد عبد العزيز، يوجد استياء داخله من عدم إشراك الأخير له في المناصب، كما هو الحال لبعض الأحزاب الداعمة له، إلى جانب وجود استياء من استئثار بعض كبار قياديي الحزب بالمناصب الإنتخابية لهم ولـ”معارفهم”، حيث منحت خلال الإنتخابات النيابية بطريقة تشبه “صفقات التراضي”.
حزب “الكرامة” الداعم لولد عبد العزيز، مدعوم من طرف رجل الأعمال الشاب سيدي محمد ولد أبوه -المقرب من ولد عبد العزيز-، والذي صعد للواجهة السياسية من خلال هذا الحزب، بعد أن كان “ذكره” في عالم المال و”الأعمال” فقط، حتى تمكن من دخول الجمعية الوطنية بإسم حزب “الكرامة”. كما شهد الحزب غداة الإنتخابات النيابية والبلدية توافد العديد من “الفاعلين السياسيين” المحليين المتذمرين على حزب الإتحاد، فترشحوا بإسم “الكرامة” في بعض الدوائر، ليتمكن بعضهم من الفوز والبعض الآخر واجهه الفشل، وبعد أن باشر ولد عبد العزيز تشكيل حكومة ما بعد النيابيات، منح الحزب حقيبة وزارية، فقرر الحزب أن يمنح نوابه أحقية إقتراح من يمثله فيها، بدلا من أن يتم اختيار أحد قياديي الحزب الذين لم يشركوا في الترشحات للنيابيات. فوقع الاختيار على شيخ مقاطعة آمرج سيدنا عالي ولد محمد خونه، الذي دعم لائحة حزب “الكرامة” للنيابيات في المقاطعة بقيادة محمد ولد التراد، بينما سعى بكل الوسائل لدعم لوائح حزب الإتحاد في الإنتخابات البلدية على مستوى نفس المقاطعة، فتم تقديمه من بين المقترحات، ليصبح وزيرا للوظيفة العمومية بإسم حزب “الكرامة”. إلا أنه سارع إلى تولي الظهر للحزب والعودة إلى “أحضان” حزب الإتحاد من أجل الجمهورية كعضو في المجلس الوطني، ليصبح حزب “الكرامة” بذلك غير ممثل في الحكومة، وبدلا من أن يتم تصحيح الوضعية في حكومة ما بعد الرئاسيات بإشراك الحزب من جديد، تم الإحتفاظ بالوزير ولد محمد خونه ولم يمنح الحزب فرصة المشاركة في الحكومة، بل لم يمنح أية فرصة تعيين في القطاعات الحكومية كلها، خلافا لبعض الأحزاب الداعمة لولد عبد العزيز.
وفي سياق متصل، كشفت بعض المصادر أن أغلب النواب الذين دخلوا الجمعية الوطنية بإسم حزب “الكرامة” قد ولوا الظهر له، ولا يوجد أي تنسيق بينهم مع قيادة الحزب، التي انشغل أغلبها بـ”همومه” بعيدا عن الهم الحزبي، حتى أصبح مقر الحزب “الجديد” شبه مهجور، بعد أن كان يشهد حركية ونشاطا شبابيا منقطع النظير، إلى جانب حديث البعض عن أزمة “مالية” يواجهها هذا الحزب، والذي لم يستطع أن “يحتضن” “الرفاق” الباحثين عن “وكر” لإستضافتهم بعد الانسحاب عن حزب “الصواب” بسبب الأزمة التي عرفها مؤخرا.
ميادين