قراءة في بعض الصحف المغربية
هسبريس – و.م.ع: رصدت الصحف المغاربية في أعدادها لنهار اليوم الثلاثاء مستجدات المنطقة منها ، اختطاف مواطن فرنسي على يد مجموعة مسلحة في القبايل (شرق الجزائر)، والمسار الانتخابي في تونس، والدخول المدرسي في موريتانيا.
ففي الجزائر، توقفت الصحف عند عملية اختطاف المواطن الفرنسي غوردال هيفري بيير ، أول أمس ، بين تيزي وزو والبويرة (منطقة القبايل) على يد مجموعة موالية لتنظيم (الدولة الإسلامية) بينما كان في رحلة سياحية رفقة جزائريين.
وعلقت صحيفة (الخبر) على هذا الحادث بكونه “سابقة في منطقة تيزي وزو، إذ أنه رغم عشرات الحالات من الاختطافات التي حدثت بمختلف مناطق الولاية منذ 2005 ، إلا أن جميع ضحاياها كانوا مواطنين جزائريين”.
وتابعت أن مثل هذه الحادثة “تضرب في الصميم محاولات السلطات الجزائرية إقناع الشركاء الأوربيين باستتباب الأمن في بلادنا، مثلما ستدعم هذه الحادثة التحذيرات التي وجهتها الإدارة الأمريكية مؤخرا لرعاياها بعدم السفر إلى الجزائر”.
ووصفت صحيفة (النهار) عملية الاختطاف ب”الغريبة”. وقالت “يطرح تواجد الرعية الفرنسي في منطقة يكثر فيها تواجد مجموعات إرهابية بعد يومين من رصد ظهورهم من طرف مواطنيهم الكثير من التساؤلات”.
واعتبرت أن ظهور الرهينة الفرنسي في شريط فيديو “وهو ما يزال يضع آلة التصوير الخاصة به، طرح الكثير من الأسئلة عما إذا كان الأخير بمثابة رهينة لدى خاطفيه، أم أنه ضيف عزيز يحظى بمعاملة مميزة لدرجة تركه من دون تفتيش أغراضه وانتزاعها منه”.
ورأت صحيفة (المحور اليومي) أن هذه أول مرة يتم فيها استهداف سائح أجنبي بالمنطقة خصوصا بتيزي وزو التي تحتل الصدارة في عمليات الاختطاف على المستوى الوطني بتسجيلها لأكثر من 77 حالة اختطاف منذ 2005 .
ومن ناحيتها، واصلت الصحف التونسية إيلاء أهمية خاصة للمسار الانتخابي في سياق انتهاء المدة المخصصة لتقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها يوم 23 نونبر المقبل.
في هذا السياق، كتبت (الصباح) على صدر صفحتها الأولى ” شهد قصر قرطاج أمس الاثنين (اليوم الأخير لتقديم ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية) طفرة غير منتظرة في ملفات الترشح، إذ فاق عدد المترشحين في يوم واحد كل التوقعات، ووصل عدد الراغبين في كرسي الرئاسة أكثر من 20 اسما، جلهم من المستقلين، أغلبهم رجال أعمال مستقلون، وعدد قليل من المرشحين الحزبيين”.
وأضافت أنه بالإعلان أمس الاثنين عن إغلاق باب الترشحات للانتخابات الرئاسية حسب الموعد النهائي الذي حددته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (…) وفي انتظار تحديد القائمة النهائية للمترشحين المقبولين لخوض السباق نحو الرئاسة، يكون مسار الانتقال الديمقراطي في تونس ما بعد الثورة قد بلغ أوجه.
وكتب المحرر السياسي في صحيفة (المغرب) “يوم أمس أغلق باب الترشحات للانتخابات الرئاسية فيما يشبه الكرنفال… كارنفال من الدرجة الرابعة سيء الإخراج والتصوير.. ولا أدل على ذلك من تقدم أربعة وعشرين مواطنا بترشحهم لأعلى منصب في الدولة دون استيفاء أدنى الشروط القانونية …”، مضيفة أن “الطموح لقيادة تونس هو طموح مشروع، ولكنه يستوجب توفر جملة من الشروط القانونية والسياسية… ويبدو أننا ما زلنا في تونس بعيدين عن هذا التوازن المطلوب”.
في نفس السياق، تساءلت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها ” كيف يمكن أن ننظر إلى الدفق الهائل من الترشحات الرئاسية، والذي قد يكون تجاوز السبعين مترشحا إلى حد كتابة هذه السطور¿”، مضيفة ” كثيرون لم يترددوا في إبداء تحفظهم إزاء هذا التهافت على كرسي الرئاسة، ورأوا فيه تشويشا على العملية الانتخابية في مغزاها وغاياتها، ومن ثمة تمييعا للحوار السياسي الجدي الذي يتيحه مثل هذا الاستحقاق الهام”.
من جهة أخرى، توقفت صحيفة (الضمير) عند الزيارة الرسمية التي قام بها راشد الغنوشي رئيس (حركة النهضة) الأسبوع المنصرم إلى الصين بدعوة من وزارة الخارجية الصينية ولجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، مشيرة إلى أن هذه الزيارة الهامة تأتي في سياق مجهودات راشد الغنوشي “لكسب المزيد من التأييد للتجربة التونسية في الوفاق والانتقال السياسي السلس وحشد الدعم اللازم لإنجاح مهمات المرحلة القادمة، التي تتطلب توفير ممكنات التنمية والنهوض الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن تخطت التجربة التونسية المهام التأسيسية بكتابة الدستور ووضع قانون انتخابي وإرساء عدد هام من الهيئات الوطنية المستقلة، وانطلاق المسار الانتخابي الذي سيستكمل المرحلة الانتقالية، ويضع البلاد على قاطرة مؤسسات الحكم الدائمة والمستقرة”.
وتطرقت الصحف الموريتانية إلى الدخول المدرسي، ومشاركة موريتانيا في أشغال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المناخ.
فعن الموضوع الأول، كتبت صحيفة (لاتربيون) أنه بعد مضي سنتين على انعقاد المناظرة الوطنية حول التربية والتعليم، لم تجد بعد التوصيات المتمخضة عنها طريقها إلى التنفيذ.
وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يتم ، في عهد الحكومة الجديدة ، تنزيل هذه التوصيات على أرض الواقع وأن تباشر الوزارة الوصية الإصلاح الذي طال انتظاره رغم ثقل الإرث وعظمة التحدي.
وتطرقت الصحف إلى مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، في أشغال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المناخ التي ستنعقد في نيويورك.
وفي سياق متصل، أشارت بعض الصحف إلى ترؤس وزير الخارجية والتعاون الموريتاني أحمد ولد تكدي، بمعية وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، أمس الاثنين بنيويورك، اجتماعا وزاريا بغرض متابعة نتائج قمة الكويت حول الشراكة العربية الإفريقية.
وذكرت أنه تم اعتماد خطة العمل المقترحة خلال الاجتماع الأخير لكبار المسؤولين لتنفيذ قرارات قمة الكويت حول هذه الشراكة.
في الشأن الحزبي، أشارت بعض الصحف إلى وجود “مساع جادة ” لإطلاق حوار جديد بين السلطة وأحزاب المعارضة “بعد شهور من التوتر الصامت”، مضيفة أن الجهود متواصلة لإقناع أطراف في المنتدى الوطني للديمقراطية (معارضة راديكالية) من أجل تجاوز الخلافات البينية.