نصيحة للدكتور السعد ولد لوليد/ محمد ولد شيخنا
قرأت هذا اليوم مقابلة عجيبة غريبة أجراها موقع “الشرق اليوم “مع السيد الدكتور السعد ولد لوليد هاجم فيها بشدة مجتمع”البيظان”بأسلوب فج وغير منسجم مع الواقع وتحامل على الوحدة الوطنية واستفزاز واضح لشريحة من شرائحها وتحريض شريحة أخرى عليها..
لم أقرأ ،للأسف،في مقابلة الدكتور السعد ولد لوليد ما يوحي بأن هذا الرجل ملتزم بقواعد الحديث عند المثقفين وهو واحد منهم إذ كيف لمثقف أن يهاجم شريحة بعينها ويسمح لنفسه بوصف الآخرين بأقذع الأوصاف..وكيف لمثقف أن يعتقد أن حل مشكلة العبودية،على افتراض وجودها،يتأتى بالهجوم على “البيظان”؟ وحتى لا ينخدع البعض بما أورده أخونا السعد من شعارات يصدق وصفها بالعنصرية أقول: أولا: أنه على افتراض أن من سماهم “البيظان”الذين هددهم وتوعدهم،عنصريون فإن نقد سلوكهم ورفضه يستدعي قطعا وفق المنطق والأخلاق أن لا يكون صاحبه عنصريا،حيث أن الأمر يشبه من ينتقد على ابنه أنه يسرق أبناء الجيران وهو يسرق آبائهم. ثانيا:أن هجوم ولد لوليد على البيظان ومحاولة القول بأنهم مختلفون عن لحراطين عمل لا يستقيم أبدا فهما جزء لا يتجزأ من مكونة واحدة ولا مجال للشك في ذلك فّإذا سألت مثلا عن أسرة أهل لوليد التي ينتمي إليها السعد قيل لك إنها تنتمي بالمكانة والأصل والأصالة لأسرة موريتانية فاضلة معروفة .. وله أن لا يقبل ذلك متى شاء. ثالثا:أن الهجوم على من يسميه الجنرال ولد عبد العزيز أمر لا يستقيم فالدكتور لوليد هو أول من ساند ولد عبد العزيز يوم كان جنرالا بالبدلة العسكرية ويوم كان على رأس انقلاب أطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله،حيث أسس للدكتور لوليد مكانة بين أقرانه (مبادرة السعد التي أمر ولد عبد العزيز الجميع بالإنضمام لها وكان شعارها الأساسي التقريب بين البيظان ولحراطين ) وأغدق عليه الأموال وأجر له مقرا ب400 ألف أوقية حتى إذا تخلى الجنرال عن الدكتور انقلبت المفاهيم فتحول ولد عبد العزيز إلى دكتاتور وتحول البيظان إلى أمة من العنصريين..أخي الكريم قالت العرب:إذا أردت أن تطاع فقل المستطاع. أخي السعد ولد لوليد لقد رأيتك مرتين الأولى كنت فيها هادئا وثوبك قشيب ترفل في شيء من السعادة كبير عندما كان الجميع معك في (مبادرة السعد) وكنت على طبيعتك خلوقا هادئا مرنا ..والثانية على شاشة تلفزيون خاص لا أذكره بالضبط ولكنك هذه المرة كنت متشنجا وأعتقد ،إذا لم تخني الذاكرة،أنك قمت بتكسير المكروفونات والطاولة وتلفظت بألفاظ لا تليق..ألا ترى معي أن التشنج لا يخدمك ولا يخدم الشعارات التي تحمل..فلك مني نصيحة:عد إلى طبيعتك الهادئة ودع التشنج للمفترسين ..قالت العرب:من مات على غير هيأته فدمه هدر.. أخي الدكتور السعد عندما يحمل الشخص حرف الدال قبل اسمه يتوقع منه الناس مثقفا هادئا عارفا بعواقب الأمور محترما يحترم الآخرين أما ما سوى ذلك فليس لك ولست له فنحن نتمنى لك التوفيق و لا نتمنى لك الإخفاق في الحياة لأن أول الفروق بين الإنسان والحيوان هو العقل والعقل سمي كذلك لأنه يعقل صاحبه عن فعل ما يشين. مع تحياتي الخالصة