هل هناك أزمة فى المشاركة السياسية للشباب؟ / السيد ولد الهاشم
– من يثق فى الشباب؟هل يثق الشباب الموريتاني فى ذاته؟ وهل تثق النخب الحاكمة فيه؟ فالثقة فى الذات عامل هام فىالميل الى المشاركة (الطوعية والإرادية). وترتبط الثقة فى الشباب بعوامل ذاتية/فردية وأخرى بيئية/ مجتمعية..
وكلاهما يؤثر على مستوى الثقة فى الشباب، سواء ثقة الشباب فى قدراته أو نظرةالنخبة الحاكمة للشباب (ولنأخذ مثلا ظاهرة حشد الشباب فى مؤتمرات سياسية وحزبية عن دورالشباب ومن يتحدث فيها الى من؟، ومن يتكلم ومن يستمع؟)والذى يدعو الى الحيرة هو لماذا توجد هوّة كبيرة بين النظرتين؟، ولماذا تستمر هكذا؟، وماالذى دفع الشباب بعيدا عن مرمى النخبة السياسية؟، ومتى يتغير هذا الوضع؟، وما هو الاختلافبين الشباب الموريتاني والشباب فى العالم من حولنا؟ وإذا صدق تفسير تعثر التنمية بأسباب تاريخيةواجتماعية واقتصادية فما علاقة وضعية التخلف الاجتماعى بذالك ؟
ولأسباب عديدة يبدأ الشباب الموريتاني حياته متأخرا، ربما على المستوى الخاص والسياسى أيضا،ويؤدى الفقر واهتزاز تكافؤ الفرص الى الإنكفاء على الخلاص الفردى فيستغرق الشاب طويلا حتىيصل الى نقطة إشباع معقولة له، ثم ينتبه الى تعرضه للشيخوخة المبكرة بعد فتور حماس الشبابوجرأته، ثم تأتى عوامل خارجية وتتفاعل مع درجات الإحباط فُتوّلد وهجا من نوع آخر، ولكنه يأتىمتأخرا.١٠هنا، يحدث الإلتباس بين الجيل بالمعنى الفكرى والفكر داخل الجيل، وتظهر ثقافة الأزمة، وماتحمله من استقطاب وسيولة فى الحراك الاجتماعى بين الأجيال وكذلك الأنساق الفكرية الطبيعية لكلجيل، فيشعر الكبار ممن فاتهم القطار بخيبة الأمل، ويتشكك الشباب الجدد فى قدرتهم على الإنفكااكمن هذا المصير،وتتمثل الحيرة فى طرح متأخر لسؤال ملح: من المسئول عن هذا؟، وهل لا تزال هناك فرصة؟،وهل المشكلة فى القدرات الذاتية أم فى السياسات المتبعة؟
الحديث الى الشباب وفحص تطلعاتهم يصل بنا الى جانب آخر فى مشهد الحيرة لدى الشباب،فعلى الرغم من بساطة هذه المطالب (مثلا حرية التعبير السلمى، الاستماع الى آراء الشباب، تدريبعلى التجريب والتعلم الذاتى..) إلا أنها تواجه تعنتا فعليا، لا لفظيا، من جانب النخبة الحاكمة..وفضلا عن بساطة هذه المطالب، وأهميتها كاستثمار فى المستقبل، فإنها تصبح ضرورةلتعزيز دوره الشباب فى التنمية والديمقراطية وإعدادهم لتحمل المسئولية، وإلا ظل القول بأن”الشباب هو محور التنمية وأداتها” مجرد شعار لا يصدقه كثيرون.قد تدفع هذه الحيرة من التعنت تجاه مطالب فتح بعض الأبواب القليلة فحسب الى الهجرة، ليسفقط بحثا عن فرص عمل وإنما عن فرصة حياة أفضل، حتى وإن كانت غير شرعية وتتصفبالمخاطرة الشديدة