التألق الموريتاني في المحافل الدولية
مما لا شك فيه أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية خطت خطوات كبيرة نحو التألق والحضور الدولي في محيطها الإفريقي والعربي ،بل وعلى المستوى العالمي ،فبعد سنين عجاف مرت على موريتانيا وهي في القمم والمؤتمرات الدولية يرد فيها قول جرير بن عطية التميمي :
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ++ ولا يستأذنون وهم شهود
أو قول الطرماح الطائي : لو كان يخفى على الرحمن من أحد ++ من خلقه خفيت عنه بنو أسد.
ها هي اليوم موريتانيا في عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز تقود زمام الأمم الإفريقية ،وتتصدر المؤتمرات والمجالس العربية حتى اعترف الجميع بمكانتها في المعادلة الدولية ،وأنها رقم صعب من تلك المعادلة لابد من الوقوف عنده وقفة إجلال وإكبار .تجلى ذلك في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ،ذلك المنتدى الفريد المتعدد الأطراف الذي ناقش فيه زعماء العالم جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البشرية كلها على وجه البسيطة ،حيث كان الرئيس الموريتاني رابع زعيم من زعماء الكرة الأرضية يلقي خطابه من بين تسعة وثلاثين زعيم دولة ،ليتوج بذلك أول زعيم عربي متحدث بلغة الضاد على المنصة الدولية ،متقدما على كل الملوك والأمراء والرؤساء العرب ،بل ومتقدما على زعماء دول عظمى بالمعيار الدولي كفرنسا مثلا … ولسان حاله يقول ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
نحن الأهلة في الظلام الحندس++ حيث انتهينا ثم صدر المجلس .
ونفس الحال في القمة العالمية للمناخ التي عقدت مؤخرا في مقر الأمم المتحدة ،والتي ألقى فيها الرئيس الموريتاني خطابا باسم الاتحاد الإفريقي … وغيرها من القمم والمؤتمرات العالمية التي اعلت فيها موريتانيا الصدر والصدارة .
إننا في موريتانيا ،وإن كان التجافي عن الظهور ونكران الذوات ديدنا وعادة ألفها علماؤنا وفقهاؤنا الأقدمون ،حتى صارت خصلة ومحمدة يتحلى بها كل المبدعين من أبناء شعبنا ،الشيء الذي نتج عنه عدم استيفائنا حقوقنا من الإعلام العالمي ،إلا أنه من الحيف وعدم الإنصاف وغمط الحقوق أن لا يعترف لنا بعض الحاسدين الحانقين بمكانتنا وفضلنا وإسهاماتنا الدولية -التي لا ينكرها إلا من أعمى الله بصره وبصيرته – ونرضى ونستكين لذلك ،بل قد يحمل بعضنا نكران الذات المذموم على أن لا يعترف بما حققه مبدعونا على كل الصعد ،بل إن البعض قد يحمله حب التأسي بأولئك الحاسدين إلى أن يقلب الحقائق والمفاهيم فيحاول حجب شمسها بغربال،في الوقت الذي يظهر فيه ما ستطاع أن يظهر من هفوات لاسبيل إلى العصمة منها بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ،فصدق فيهم قول القائل :
إن يعلموا الخير أخفوه وإن علموا ++ شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ،وأرنا الباطل باطلا ولا تجعلنا أتباعه .
د/ سيدي يحيى ولد عبد الوهاب