ولد وداعة.. نماذج من فساد إدارته لأسنيم

تعيش سنيم حالة غير مسبوقة من الفساد واضطراب معايير الاكتتاب والترقية وغياب معايير النزاهة والشفافية  و قد ضاعف انخفاض أسعار الحديد العالمية من الخطر الداهم الذي يتهدد عصب الاقتصاد الوطني الأهم في حين أصبحت ثقافة التفاني في العمل و سلامة الإجراءات القانونية التي تميز بها عملاق الحديد الموريتاني في خبر كان.

و يلقي العمال و الأطر في الشركة المهددة باللائمة على محمد عبد الله ولد أوداعه الذي يجمعون على أنه اختار نهجا من الفساد و اللا مسئولية كانت سنيم أبعد ما يكون عنه بل إنها ظلت لعقود طويلة نموذجا يقتدى به وطنيا .

b_350_200_16777215_00_images_plg_jdvthumbs_00045.png

 

ويسوق هؤلاء أمثلة كثيرة على ذلك مؤكدين بأن أي تحقيق نزيه سيظهر فداحة الأمر و كارثيته و قال أحد الأطر إن اهتمام الرئيس الموريتاني بالشركة و تأكيده بأنه أنقذها ذات مرة من البيع أصبح الآن على المحك بينما أكد آخر أن ما يقوم به ولد أوداعه جريمة كبرى بحق الوطن .

و بدأ ولد أوداعه سنة 2011 رحلته الجديدة مع الشركة حيث كان قد فصل منها قبل سنوات  نتيجة أسباب يشاع حولها الكثير .

تزامنت عودة ولد أوداعه مع نقاش عروض المشاركين في مناقصة المقطع الأخير من مشروع الكلب 2 حيث تم الحسم في المقاطع الأخرى قبل قدومه .. و كانت جميع المؤشرات تشير إلى أنه سيكون من نصيب ESSAR  و هي شركة هندية عالمية لها خبرتها الطويلة في مجال التركيب اختارتها بعد سنين GLENCORE الشركة العالمية التي تستثمر حاليا في مشروع آسكاف لتركيب منشئات الاستخراج مما  يدل على صواب المنحى الذي كان يسير فيه الفنيون في سنيم … لكن ولد أوداعه أعطى أمرا فور قدومه بإلغاء ما تم من تقييم فني و مالي للعروض ليعطي توجيها باختيار شركة اسبانية تدعى COPISA  كانت لجنة التقييم قد استبعدتها نهائيا لعدم قدرتها الفنية على القيام بالعمل المطلوب

و يقول أطر سنيم إن المشروع الآن تأخر عن وقته المحدد ب 15 شهرا مؤكدين بأن جميع المؤشرات تشير إلى أن التأخر سيزيد 15 شهرا أخرى و مشيرين إلى أن كل تأخر سيزيد الفوائد على السلفة التي بدأت بها سنيم مشروعها  كل ذلك نتيجة عدم خبرة الشركة التي أوعز المدير إليها بإدارة المشروع مستبعدا الأكفأ و الأكثر خبرة في الميدان و يقولون إنه درج على إعطاء الشركة الإسبانية المحظوظة ملحقات إضافية في المشروع حتى أصبحت تكلفته أكثر ارتفاعا من كل العروض التي قدمها المنافسون عند البدء في وقت بدأت فيه سنيم حاليا بتسديد أقساط الديون من ميزانيتها المنهكة لا من عائدات المشروع الذي ما يزال بعيدا من الاكتمال بسبب “جشع مدير مغرم بالعمولات” على حد تعبيرهم .

وحسب هؤلاء فمن أمثلة الفساد ما يرفعه المدير من شعارات و يسوقه في الإعلام لتضليل الحكومة و الرأي العام باستراتيجية نهوض التي لا تعدو كونها مدخلا جديدا إلى العمولات حيث أنه في الجزء الخاص بالبحث و التنقيب رفض ما أشار عليه به طاقمه بإعلان مناقصة للحفر بل قرر تحديد سعر ثابت للمتر ليبحث بعد ذلك عن كل مؤسسة و لو وهمية لمعارف محليين أو ” زبناء ” يوقع معهم تعاقدا للحفر  و في حالات كثيرة تم تكليف شركات ليست من أهل الاختصاص ليضيع الوقت في بحثها عن شركات مختصة لتتعاقد معها هي الأخرى و يرون أن الأمر أصبح مغريا للمدير و من لعبه المفضلة العديدة لجمع الثروة .

حتى أن مشروع قلب أطوماي الذي تتعاون فيه كل من شركة سابك السعودية و سنيم قد تأخرت أعمالMSMS شركته المتفق على إنشائها بين الشريكين بسبب حرص سنيم

على إدارة عملية الحفر التي اشترطت سنيم أن تولى لها بنفس طريقة الحفر في مشروع نهوض و يضيف كثيرون أنه بدلا من النهوض فإن سنيم مهددة فعلا بالسقوط نتيجة الإدارة الغير مسئولة لولد أوداعه

و من مظاهر التناقض و الفساد أن مدير سنيم يتمتع ب 8 سيارات بين انواكشوط و انواذيبو تقوم بخدمته في حين يتظاهر بالقلق من هبوط أسعار الحديد و يعلن اتخاذ إجراءات تقشف لا تسري عليه بطبيعة الحال و لا تعني مخطط نهبه المستمر للثروة

و أكدت جهات عديدة أن ولد أوداعه اشترط على بعض البنوك التي تقوم سنيم بإيداع أرصدتها فيها إعطاءه عمولة مسبقة الدفع .

كما تحولت مؤسسة سنيم الخيرية في عهده إلى بقرة حلوب لأصهاره في ازويرات و الذين تهديهم  سنيم كثيرا من صفقاتها بالتراضي بشكل أصبح معلوما للجميع .

و يكرر العمال و المسئولون في سنيم أن مصير آلاف العائلات الموريتانية التي تعتمد في رزقها على سنيم قد تكون في خطر بسبب استهتار هذا المدير و يضيفون أنه لمعرفة ما إذا كان الإمر حقيقيا أو مجرد ادعاء منهم فإنهم يطلبون من الرئيس القيام بتحقيق شامل في إدارة هذا الرجل المدمرة لتظهر الحقيقة ماثلة للعيان .

صفية بنت العربي

موقع تقدمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى