أين هو الرئيس؟!
هذه مجموعة من الأسئلة التي سأحاول أن أجيب عليها بإجابات مختصرة جدا، ولعل السؤال الأهم فيها هو السؤال الذي ختمتُ به هذه الأسئلة، وهو السؤال الذي اخترته لأن يكون عنوانا لهذا المقال.
سؤال : أين هي الكهرباء؟
جواب : لقد تم تصديرها إلى الدول المجاورة!! سؤال: وأين هو الصرف الصحي؟ جواب : إنهم يعدون عنه دراسة!! سؤال : وأين هم رموز الفساد، وفي أي سجن يقبعون؟ جواب : إنهم قطعا ليسوا في السجون كما وُعِدوا بعد انقلاب 2008، إنهم يقودون الآن الوزارات، ويترأسون مجالس الإدارات، إن منهم الوزراء، وإن منهم السفراء، وإن منهم المكلف بالمهام، وإن منهم من يُستشار بالغدو والآضال، وإن منهم من هو دون ذلك!! سؤال: وأين هي مصانع الألبان؟ وأين هي مصانع الجلود واللحوم؟ وأين هي مصانع العلف؟ وأين هو الطريق الرابط بين سيلبابي وازويرات؟ وأين هي بقية المشاريع الكبرى التي وعد بها الرئيس في حملة 2009؟ جواب: لقد تم تأجيلها لكي تكون وعودا لحملته الرئاسية في العام 2019 !! سؤال : وأين هو الجامع الكبير؟ وأين هو المطار الكبير؟ وماذا عن نتائج الحرب الكبرى على البلاستيك؟ جواب: إن من نتائج الحرب الكبرى على البلاستيك هو أن أسعار البلاستيك قد ارتفعت بعد أن ظلت ولسنوات طويلة ثابتة لا تتغير على عكس أسعار السلع والبضائع الأخرى!! سؤال : وأين هي نتائج التحقيقات الكبرى؟ فأين هي نتائج التحقيقات عن سقوط الطائرات العسكرية؟ وأين هي نتائج التحقيقات عن قتل بعض المتظاهرين في أكجوجت وفي مقامة وفي العاصمة نواكشوط؟ وأين هي نتائج التحقيقات عن جريمة تمزيق المصحف في مسجد خالد بن الوليد؟ جواب : ربما تكون نتائج تلك التحقيقات قد أكلها الماعز!! سؤال : وأين هو مصنع تركيب الطائرات؟ وأين هو سوق الأوراق المالية؟ وأين هي الطاقة النووية؟ وأين هي الأرباح التي حققها اقتصادنا الوطني بعد أن اشتغل العمال لأربع ساعات كاملة من يوم الجمعة الموافق للثالث من أكتوبر من العام 2014؟؟ جواب : دعك من كل ذلك، فأنا وأنتَ وذحن جميعا نعلم بأن كل ذلك لم يكن إلا مجرد كلام!! سؤال : وأين هي المليون شجرة التي تم غرسها في المأمورية الأولى؟ وأين نتائج منتديات التعليم؟ وأين موريتانيا الجديدة؟ وأين التغيير البناء؟ وأين تجديد الطبقة السياسية؟ وأين هو المجلس الأعلى للشباب؟ وأين هو نصيبي أنا من العدالة، والذي كان قد وعدني به الرئيس ذات يوم انقلابي مثير؟ جواب : لا تيأس يا هذا، فسيأتيك نصيبك من العدالة كاملا غير منقوص، ولكن قد يكون في حياة أخرى غير حياتنا الفانية هذه!! سؤال أخير : وبالمناسبة فأين هو الرئيس مطلق ومفجر كل هذه الوعود الكبرى؟ جواب : إما أن يكون حاجا أو معتمرا في الاراضي المقدسة، وإما أن يكون في رحلة علاجية أو سياحية بباريس، الشيء المؤكد هو أنه لم يحضر صلاة العيد في الجامع العتيق، وأنه لم يهنئ الشعب الموريتاني بهذه المناسبة العظيمة. لقد اختفى الرئيس في مكان ما، ولسبب ما، وكأنه يمثل دور البطولة في فيلم هندي، أو كأنه طرب بعد سماع قصيدة من الشعر الهندي ذات سهرة في مدينة موريتانية قديمة. لقد اختفى الرئيس عن قصد، وعلى طريقة الأفلام الهندية، ليترك لكل مشاهد أو لكل مواطن الحق الكامل في أن يتخيل مكان الاختفاء، وسبب الاختفاء، وأن يطلق الإشاعة التي يراها الأقرب لتفسير لغز اختفاء الرئيس، وعندما تكثر الإشاعات وتتعدد فسيطل الرئيس حينها، يطل كما يطل أبطال الأفلام الهندية ليقول للأشرار : يا يأيها “العجزة” أنا هنا، وإني بصحة جيدة!! حقا إننا لسنا في دولة، ولو كنا في دولة تحترم نفسها لما حُق للرئيس أن يختفي عن الأنظار بكل هذه البساطة، وأن يقضي الأيام العشر في فرنسا، وأن يتغيب عن صلاة العيد، خاصة بعد أن تسمى برئيس العمل الاسلامي، وأن يتعمد عدم تهنئة الشعب الموريتاني بهذه المناسبة العظيمة، أن يتعمد كل ذلك، ودون أي إيضاح أو أي تفسير رسمي لذلك. حقا إننا لسنا في دولة، وإنما نحن نعيش أحداث فيلم هندي ساذج وسخيف جدا!! حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل