مريم بنت أحمد شيخ في ذمة الله ـ تعزية وشهادة طيبة
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره علمنا برحيل الأخت و السيدة الفاضلة الطيبة مريم بنت أحمد ولد أحمد شيخ ، زوجة الزميل محفوظ ولد الحنفي الأخ المحترم الذي نعزيه ونعزي أنفسنا وأهل شنقيط وذويها جميعا ونرجو لهم من العلي القدير الصبر والسلوان وللراحلة جنة الخلد .
وكانت الراحلة تعاني من مرض فتاك تم اكتشافه قبل أشهر فقط حين نقلت الى انواكشوط بعد استفحاله استحالة علاجه.
وقد كتب الأستاذ محفوط ولد الحنفي زوج الراحلة تدوينة مؤثرة وصادقة في حق زوجته البارة، وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
“كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام” صدق الله العظيم
بعد ظهر يوم الخميس التاسع من أكتوبر عام 2014؛ انتقلت إلى رحمة ربها الواسعة، إن شاء الله، زوجي الطيبة مريم بنت أحمد ولد أحمد شيخ القلاوي الشنقيطي، ولأمها زينب بنت الطالب جدو ولد الشيخ العلوي الشنقيطي. واليوم أجد الفرصة مناسبة لأتوجه بخالص شكري وامتناني لكل الذين توجهوا إلى بالتعزية والمواساة في مصابي هذا، سواء عن طريق تدويناتهم الفيسبوكية، أو اتصالاتهم الهاتفية، أو زياراتهم المباشرة، راجيا من الله العلي القدير أن يتقبل ذلك منهم جميعا وأن يثيبهم عليه أحسن الثواب وأن يحفظهم من كل سوء، وأن يرزقهم الحياة الطيبة الخالية من كل مصيبة أو مكروه… كل باسمه ووسمه.. إنني أحمد الله أن رزقني زوجا لا كالزوجات في أخلاقها ودينها ومروءتها وطيبة معاشرتها. لقد عرفتها كما عرفها غيري(والشهادة لله) سيدة مؤمنة محتشمة، ذاكرة لله، محافظة على الصلاة، مؤدية واجب ربها وحقوق الناس وأولهم والداها.. كانت كريمة، شديدة المحبة للمحتاجين والفقراء تعطيهم عن مسألة وعن غير مسألة، وتؤثر على نفسها دوما رغم خصاصتها.. كانت تسأل الله أن يشفيها من مرضها أو أن يرزقها جواره العظيم؛ فإنها لا تكره لقاءه وتعلم أن إليه المصير، وقد فاضت روحها وهي بكامل وعيها تذكر الله وتتشهد غير خائفة ولا فزعة، بل بنفس مظمئنة ووجه مستبشر؛ وذلك بعد أن أشارت إلي بلطف كي أخرج عنها بنتنا منى (8 سنوات) وإحدى أخواتها؛ فعرفت أنها علمت بدنو أجلها فسارعت بإخراجهما وتوصيلهما من العيادة إلى المنزل حيث لاحقتني مكالمة هاتفية تخبرني بأن روحها الطاهرة قد فاضت والتحقت برب رحيم أحبته واشتاقت إليه وعبدته وخافته (وتلك شهادتي لله وقد علمت أنه لا ينفع عند الله إلا الحق).. توفيت مريم عن بنتنا زينب الملقبة “منى” وعن ولدنا محمد (3 سنوات) أسأل الله العلي القدير أن يحفظهما ويتولاهما برعايته وأن يعلمهما ويهذبهما ويربيهما ويجعل فيهما منافع للإسلام وللمسلمين، وأن يرزقهما عمرا طويلا في السعادة والهناء. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله عليه أفضل السلام وأزكى السلام، وأشهد أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عند بأجل مسمى، وقد رضيت بقضائه وقدره، وإني لأسأله بعزته ومحبته، وباعتزازي بأنه ربي وإلهي، وافتخاري بأن لا إله لي سواه، ولا ناصر ولا نافع لي إلا إياه؛ أن يرحمها ويكرمها ويحسن إليها هي ووالدي وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.. وأن يفعل ذلك بكل مسلم دعا بخير للمسلمين ولأمواتهم خصوصا بالرحمة والعافية والإكرام من الله العزيز الشكور..
“سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين”.