ولد محمد فال :علاقتي بكل أقطاب المعارضة جيدة سواء منها الداخلية والخارجية
يعتبر الرئيس الموريتاني السابق اعلي ولد محمد فال أول عسكري يصل إلى السلطة في بلاده عن طريق انقلاب عسكري 2005 ويقوم بتسليمها للمدنيين طواعية. بعد تسليمه السلطة عام 2007 لسيد محمد ولد الشيخ عبد الله اعتزل ولد محمد فال الحياة السياسية قبل أن يعود إليها بعد انقلاب 2008 الذي قاده الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز.
قرر ولد محمد فال قبل فترة الخروج عن صمته لمصارحة الموريتانيين بأن بلادهم تتجه نحو الهاوية بفعل ممارسات نظام ولد عبد العزيز وأخذ على عاتقه تصحيح وضعية موريتانيا الكارثية التي قال في أكثر من مناسبة ان تسييرها يتسم بالارتجالية والانتهازية والفوضوية على حد تعبيره. بوابة “إفريقيا الإخبارية “التقت الرئيس الموريتاني السابق اعلي ولد محمد في انواكشوط وكان لها معه هذا اللقاء. *بوابة إفريقيا الإخبارية: كنتم أول عسكري سلم السلطة للمدنيين في موريتانيا بعد انقلاب عسكري ، لماذا لم تحتفظوا بالسلطة كأقرانكم من العسكريين؟ – اعلي ولد محمد فال: لم يكن الهدف من الحركة التصحيحية التي قمنا بها سنة 2005 هو الوصول الى السلطة او البقاء فيها و إنما كان الهدف اسمى من ذلك وهو إنقاذ موريتانيا من الانزلاق ووضعها على سكة الديمقراطية وبناء دولة مؤسسات يجمع كل الموريتانيين ومن بعدهم المجتمع الدولي على مصداقيتها وشرعيتها وهذا ما تم فعلا وبذلك اكتملت مهمتي.
* بوابة إفريقيا الإخبارية : بعد غياب طويل عن الساحة السياسية ظهرتم فجأة كأشد المناوئين للنظام الحالي فما هي مآخذكم عليه ؟ – اعلي ولد محمد فال : هذه “الإشاعة” والدعاية المغرضة دأب عليها أنصار النظام لحاجة في أنفسهم والحقيقية انه وبعد نهاية الفترة الانتقالية 2005 – 2007 شعرت ان الهدف المتمثل في إرساء الديمقراطية ووضع البلاد على الطريق الصحيح قد تم عندها انسحبت متمنيا أن لا تجد أمور في البلد تجبرني على العودة إلي ممارسة العمل السياسي وفعلا ابتعدت خلال تلك الفترة عن ممارسة أي نشاط سياسي لكن سرعان ما جرت رياح الواقع بما لم تكن تشتهيه سفن الغيورين على مصلحة البلد وجاء التمرد العسكري الذي نسف كل ما تم التوصل إليه في المرحلة الانتقالية وأعادنا إلي المربع الأول. وقد كنت أيام التمرد العسكري2008 خارج البلاد وتزامنت عودتي مع إطلاق مفاوضات سياسية تشارك فيها كل الأطراف ، فقررت التزام الصمت وقتها إفساحا للفرصة أمام المفاوضات وحتى لا أعكر صفوها وبعد تلك الجولات التي انتهت بتفاهمات دكار كنت مقتنعا ان تلك التفاهمات الهزيلة وغير الجادة من طرف النظام لا يمكن أبدا ان تحل الأزمة لكننى مع ذلك قررت عدم رفضها إتاحة للفرصة أمام الحلول السياسية إلي درجة أنني قبلت المشاركة في انتخابات معلومة النتائج مسبقا وبعد هذه الانتخابات المزورة وأمام فشل كل مساعي المعارضة الهادفة الي إيجاد حلول سياسية تضع حدا لازمة البلاد خلال المأمورية الأولى وبعد ان بات جليا ان النظام ماض في اختطاف البلد وأدرك كل الشعب الموريتاني عدم توفر أي إرادة لدى النظام لإيجاد حلول سياسية قررنا كما اوضحنا ذلك في بياننا الاول انه لابد من مواجهة هذا النظام بطريقة صارمة لحمله على ايجاد حلول سياسية تحظى باجماع وطني قبل ان تتطور الامور الي ما لاتحمد عقباه. أما مآخذي على النظام فهي تتلخص في طريقة التمرد الفردي التي اختطفت الشرعية ووأدت الديمقراطية وأعادت البلاد إلي المربع الأول.
*بوابة إفريقيا الإخبارية : قلتم ان البلاد على حافة الهاوية فما الخلاص خصوصا أن خيار قيام ثورة في موريتانيا غير ممكن من جهة ونتائجه غير مضمونة من جهة أخرى حسب تجربة الربيع العربي؟ – اعلي ولد محمد فال: التغيير لابد أن يتم وهو إما ان يتم بطريقة سلسة محكم في نتائجها من خلال تشاور وطني جاد وشامل تشارك فيه كل الأطياف والتيارات والقوي السياسية الموريتانية ويخرج بحلول سياسية توافقية، و إما ان يكون بالطرق الأخرى كالثورات والانقلابات وغيرها .
* بوابة إفريقيا الإخبارية : بصريح العبارة في الغالب التغيير في الدول الافريقية ومنها موريتانيا لا بد له من موافقة المؤسسة العسكرية وهي في موريتانيا يقال بأنها تمر بأحسن حالاتها فما تقولون؟ -اعلي ولد محمد فال : إن تأثير المعنويات واحترام الاقدمية والتراتبية والكفاءة لدي العسكريين يبقى أهم من آليات والوسائل حتى وان كانت ضرورية ومهمة هذه الوسائل التي لا تتوفر لجيشنا الوطني إلا وقت الاستعراض العسكري لتعاد مباشرة بعد ذلك الي المخازن التي يحتفظ رأس النظام وحده في مفاتيحها نتيجة انعدام ثقته في الجيش.
*بوابة إفريقيا الإخبارية : كيف هي علاقتكم ببقية أطراف المعارضة الداخلية منها والخارجية ( بوعماتو والشافعي) مثلا وكيف تنظرون لأدائها؟ – أعلي ولد محمد فال :علاقتي بكل أقطاب المعارضة الموريتانية جيدة سواء منها الداخلية والخارجية واعتقد إنها لم تقصر حسب الظروف المتاحة لنضالها وكانت فكرة منتدى الديمقراطية والوحدة الذي يجمع كل الفعاليات المعارضة من أحزاب ونقابات و حتى شخصيات رائدة في مجال توحيد وتنسق جهود المعارضة الهادفة إلي التغيير.
*بوابة إفريقيا الإخبارية :لكم علاقات خارجية واسعة فهل مازلتم تحتفظون بها ؟ وكيف تنظر تلك الأطراف للوضع في موريتانيا؟ – اعلي ولد محمد فال : علاقاتي الخارجية مازالت كما هي واعتقد ان كل الأطراف تنظر الي الوضع في البلد كما هو أي كبلد محكوم من طرف متمرد عسكري خرج على رئيس جمهورية منتخب لمجرد ان اقاله من منصبه وهي وضعية خارجة على الشرعية لكن لا ينبغى ان نطلب منهم ان يكونوا ملكيين أكثر من الملك لان الشعب الموريتاني هو المسؤول الأول عن هذه الوضعية .
*بوابة إفريقيا الإخبارية : قلتم إن الإعلام الرسمي وشبه الرسمي يحاصركم ويشوه صورتكم فلماذا لا تقومون بزيارات ميدانية لشرح وجهة نظركم للمواطنين بشكل مباشر؟ – اعلي ولد محمد فال : هنالك محاولة واضحة لتشويه صورتنا إعلاميا والتحامل علينا لكنه هذه المحاولات ظلت يائسة ومكشوفة ولم تحقق الهدف وذلك نظرا لكون اغلب الموريتانيين يميزون بين الصحافة الجادة والمهنية وبين تلك الأبواق التي يكرسها النظام لدعاياته المغرضة والمضحكة أحيانا ومهما يكن من الأمر وحتى في هذه الأبواق الرسمية وغير الرسمية فانه يوجد صحفيون مهنيون يتعاملون مع الاحداث والقضايا بكل مهنية وتجرد ولا يمكن للسلطة ان تتحكم في أدائهم. كما توجد صحافة مستقلة لا تخضع للنظام ولم تقبل الركوع له ومازالت تتيح لنا و لأمثالنا فرصة الرد على دعاياته وكشف زيفها كما وتمكننا من شرح طبيعته لكل الموريتانيين.
*بوابة إفريقيا الإخبارية : طالبتم قبل فترة بفتح تحقيق حول عدة قضايا فساد اتهمكم النظام بالتورط فيها ووافقتكم على قبول التحقيق معكم من جهة محايدة وطالبتم انتم كذلك بفتح تحقيق في قضايا فساد مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز. فلماذا قبلتم فتح تحقيق معكم ورفض هو ذلك ؟ – اعلي ولد محمد فال : من محاولات التشويه التي كنا نتحدث عنها ان رأس النظام يوجه لنا بعض الاتهامات ومع انه هو أعلى سلطة في البلد مما يعنى ان اتهاماته يجب ان تكون متبوعة بتحقيقات او متابعات وأمام رفضهم التحرك في هذه القضية وتماديهم في استخدامها في حملاتها المضللة والمشخصة اتضح للجميع انها مجرد اتهامات سياسية لذلك لم تعد المؤسسات التي يسيرها النظام ويتحكم فيها ويستخدمها كأداة لتصفية خصومه السياسيين سواء في القضاء او في مفتشية الدولة مؤتمنة للبت فيها لذلك دعونا السلطات الي طلب تحقيق دولي مستقل في هذه الاتهامات وحددنا امكانية احالة القضية لمؤسسة الانتربول وهذه المنظمة الشرطية الدولية التي تنتمى لها بلادنا ويحق لها التحقيق في كل المجالات كما تمتلك القدرة والاهلية للتحرك في كل بلدان العالم من اجل توضيح أي وضعية تعرض عليها. ونحن اقترحنا هذه الطريقة لأنها أكثر ضمانا ومصداقية و لأنه ليس لدينا ما نخفيه وطالبنا بمواجهة التهم التي تلاحق رأس النظام بنفس الطريقة ولم نجد راداأما السؤال عن أسباب رفضهم للتحقيق المستقل في هذه القضايا فيجب أن يوجه لرأس النظام لكنني اعتقد انه راجع إلى أنهم يعلمون علم اليقين زيف هذه الادعاءات ويفضلون التشدق بها لتضليل الرأي العام وتغذية دعايتهم السياسية.
– بوابة افريقيا