ما ذنب ابن تاشفين ؟ / عبد الرحمن ودادي
للمرة المائة بعد المليون يهزم منتخبنا الوطني، الأمر ليس بالجديد ابدا أو المفاجئ، الطريف هذه المرة ان الهزيمة كانت من طرف منتخب المغرب المحلي وليس الوطني وبخمسة اهداف نظيفة.
الصحافة المغربية اشتعلت بالسخرية وعبر المحللون عن رفضهم للعب منتخبهم المحلي مع فرق هزيلة تنحدر بمستواهم الكروي مثل منتخب موريتانيا وتمادى الصحفي المغربي وقال ان منتخبنا الهمام وصل عريانا وانهم من فصلوا لهم ملابس المباراة.
رئيس الاتحادية اشتعل غضبا وقال انه قادر على الباس المغرب بأكمله ؟!
يا سلام، بصراحة اقشعر بدني واحسست بالفخر والكبرياء وخفت ان يتقاطر الينا الشعب الشقيق بعد سماع هذا التصريح مطالبا بما يستر عورته.
المفارقة ان موريتانيا ليس فيها مصنع واحد للألبسة، ولكن لا بأس فربما يقصد الألبسة المستوردة؟
ولكن هل تسمح ميزانية موريتانيا بشراء ملابس حي واحد في الرباط؟
الأرجح انه يقصد الملابس المستعملة “فوكوجاي”.
المشكلة أن استيراد الملابس المستعملة ممنوع في المغرب.
ليست هذه العنتريات ما تهمني، فرئيس الاتحادية ملزم بالتغطية على الهزيمة المذلة، ولكن رجائي فقط ان ينزع اسم المرابطون عن هذا المنتخب الفضيحة.
كلما استمعت للجملة المكررة “هزيمة المرابطين” احسست بانزعاج شديد و تملكني شعور بالمذلة و جالت في خاطري أمجاد اسد الإسلام يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تلالاكين اللمتوني و ترامى الى ناظري سهل الزلاقة و فرساننا الأشاوس و هم ينهمرون على اعدائهم بالسيوف الصقال و الرماح العوالي تحت رفيف راية العقاب*.
شخصيا اقترح تسمية المنتخب ” أعداء الله ورسوله ” على الأقل لن نحزن ساعاتها عند سماع النتائج الثقيلة وسنتقبل صرف مئات الملايين في هزيمة “أعداء الله ورسوله” وهكذا تتحول أموالنا المهدورة الى تمويل الجهاد في سبيل الله ومصدر فرحة دائمة لشعبنا المسلم.
من غير المنطقي صرف مئات الملايين على منتخب احترف تحطيم معنوياتنا واذلالنا في الوقت الذي تصل فيه عندنا وفيات الأطفال الى اعلى المستويات العالمية وتعاني مستشفياتنا من نقص التجهيزات وتتعايش معظم مدننا وقرانا مع مشكلة عدم توفر الماء الشروب.
هناك حل معقول وهو الغاء الفريق والاهتمام برياضات أخرى، الهند وباكستان مثلا يركزون على رياضة الكريكت التي يحبها شعبهم ويبرع فيها لا عبوهم، والصين لا تولي الكرة اهتمامها بكرة الطاولة والكينغ فو وألعاب القوى من جري وقفز.
نحن نمتلك رياضات أكثر شعبية، الرماية مثلا ويمكننا بسهولة تطوير فريق محترف أو الجري الذي لا اظن أحدا في العالم سيسبق رعاة ابلنا أو السباحة التي يتعلمها “ايمراغن “وأبناء ضفة النهر قبل المشي.
إذا لم يعجبكم هذا الاقتراح فهناك ما هو أسهل، هناك رياضات أخرى عديدة وانا متأكد اننا قادرون على حصد الأماكن الأولى فيها من غير أدني جهد “سيس”، “بلوت”، كما توجد لعبة “بوكير” او البوكر كما تسمى في العالم.
علما ان هذا الأخيرة أصبحت من أكثر الألعاب انتشارا ولها بطولات عالمية وتلفزيونات خاصة بها. ربما يحتج البعض بكوننا دولة إسلامية ولكن اظن الأمر سيكون مقبولا لو تذكرنا اننا بشهادة المختصين نملك نظاما يسرق الكحل من العين وان قضائنا يحمي المرابين رغم الشريعة الإسلامية التي ترى في الربى حربا مع الله.
ما المشكلة أذا في ان يصرف اللصوص ومحاربو الله الأموال لتشجيع القمار؟ الأمر سهل تماما وأنا متأكد ان فقهاء السلطة سيخرجون بفتاوي طازجة تؤكد ان القمار أحل من ركوب الخيل وان ضباطنا الأشاوس سيحصدون الميداليات الذهبية والبرونزية والفضية بالتوالي.
*راية العقاب هي راية الرسول عليه الصلاة و السلام و راية الدولة العباسية السوداء المكتوب عليها بخط ابيض “لا اله الا الله محمد رسول الله ” الا ان المرابطين اضافوا لها الزخرفة بخيوط الذهب.