ردود الفعل المغاربية على تأجيل كأس الأمم الإفريقية
يريد المغرب تأجيل موعد تنظيم نهائيات كاس الأمم الإفريقية أورانج 2015 لتفادي انتشار فيروس إيبولا، لكن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لا يزال حتى الآن مصمما على إجرائها في موعدها.
وتعارض المملكة استضافة هذا الحدث الرياضي الذي حدد له موعد من 17 يناير إلى 8 فبراير بسبب مخاوفها من أن ينقل اليها الفيروس عبر مشجعي وفرق ليبيريا وغينيا وسيرا ليون، وهي الدول التي تعرضت أكثر لوباء إيبولا.
وفي هذا الصدد قال وزير الرياضة محمد أوزين لوكالة الأنباء الفرنسية يوم 16 أكتوبر “نحن نتحدث عن عدد كبير من المشجعين: 100,000 أو 200,000 أو 30,000 أو ربما أكثر. أعتقد أن البلاد غير مؤهلة لذلك ولا أرى أي دولة مؤهلة اليوم للسماح بمراقبة هذا العدد الكبير والسيطرة عليه”.
وفي خطاب للاتحاد الدولي لكرة القدم، يطلب فيه التأجيل، أشار أوزين إلى “ضرورة تفادي وجود تجمعات لمواطنين من دول تعرضت لوباء إيبولا”.
لكن الاتحاد الافريقي رفض الطلب يوم 11 أكتوبر، مشيرا إلى أن نهائيات أمم افريقيا لم تتعرض أبدا للتأجيل منذ بدايتها عام 1957.
ومن المقرر أن ينكب الاتحاد على دراسة طلب المغرب يوم 2 نوفمبر في العاصمة الجزائرية على هامش لقاء العودة لنهائي كأس دوري أبطال افريقيا أورانج 2014.
في غضون ذلك، تبحث الهيئة إمكانية إجراء نهائيات هذا الحدث الرياضي الأبرز في مكان آخر من القارة.
وقالت المصادر إن الاتحاد عرض ذلك على جنوب افريقيا وغانا وخمس دول أخرى استعدادا لاجتماع العاصمة الجزائرية. غير أن جنوب افريقيا رفضت العرض.
كما أعلنت الجزائر أيضا رفضها استضافة الكأس.
وقال وزير الرياضة الجزائري محمد تهمي يوم الثلاثاء خلال منتدى الصاحفيين الرياضيين في العاصمة الجزائرية “الأمور واضحة. فمن المستحيل علينا استضافة الكأس”.
ووفقا لمدرب المنتخب المغربي بادو الزاكي فإن “الاعتبارات الإنسانية يجب أن تكون لها الأولوية القصوى”.
وشاطره الرأي المدرب الجزائري المحلي عبد الكريم بيرا قائلا إنه في الوقت الذي “يشعر فيه بالحزن” بسبب احتمال تأجيل نهائيات كأس الأمم الإفريقية لعام 2015 فإن موقف المغرب منطقي.
وقال في حديث لمغاربية “جميع مشجعي كرة القدم في المغرب الكبير وإفريقيا وحتى في أوروبا ينتظرون مثل هذه البطولات للاستمتاع بمهارات وقدرات اللاعبين”.
وقال بيرا “في المقابل، إذا كان التأجيل بسبب مخاوف من وباء ايبولا، أرى أن ذلك منطقي من الناحية الرياضية وحتى الاقتصادية لأن صجة الناس أكثر أهمية من أي شيء آخر”.
كما عبر مشجعو كرة القدم الجزائرية عن دعمهم لطلب المغرب.
يقول التاجر الجزائري زكي وايل “أريد أن أرى الجزائر التي لديها فرص جيدة للفوز. لكن لا أريد أن أرى اللاعبين أو المشجعين يتعرضون لأي ضرر بسبب فيروس إيبولا القاتل”.
وأضاف قائلا “أنا متأكد من أن منظمي هذا الحدث الرياضي والكاف سيتوصلان إلى حل حتى لو كان ذلك يعني تأجيل النهائيات إلى الصيف”.
لكن موسى ديارا الأمين العام للاتحاد الموريتاني يتمنى أن تجري نهائيات كأس إفريقيا لأمم في المغرب.
وقال لمغاربية “لو نقلت النهائيات فإن ذلك سيعني ضربة لجميع المواطنين في المغرب الكبير الذين ظلوا يتنظرون هذه المنافسات لمدة طويلة”.
من جهته قال محمد ولد أحمد، وهو مدير أحد الأندية الموريتانية، إنه يدعم قرار المغرب، قائلا إن “السلطات على حق في طلب هذا التأجيل للحفاظ على سلامة المواطنين قدر الإمكان”.
وقال أيضا “لقد فرحت بقرار إجراء كأس إفريقيا للأمم 2015 في المغرب القريب منا، لكني أستطيع أن أتفهم المخاوف”.
وأضاف مدير النادي قائلا “في حالة إجراء المنافسات وفقا للخطة الموضوعة سلفا، سيكون هناك خطر على أية دولة تحتضنها”.
واقترح لاعب الترجي التونسي زياد تلمساني إجراء المباريات بدون جمهور.
وقال في هذا الصدد “الحل الأمثل هو إن إجراء البطولة بدون جمهور وبثها على القنوات الفضائية أفضل من إلغائها إذا أصر الاتحاد الافريقي على رفض التأجيل”.
بدوره عبر أسامة عبيد، وهو طالب تونسي في الحقوق يبلغ من العمر 23 عاما، عن دعمه لطلب تأجيل البطولة.
وقال “إذا كان من الضروري تأجيل كأس افريقيا للأمم لعدة أشهر حتى تتم السيطرة على المرض، فلن تكون هناك مشكلة”.
وأضاف الشاب التونسي “الصحة أهم من كرة القدم”.