أنباء عن زيارة مرتقبة لجلالة الملك محمد السادس لانواكشوط
أكدت مصادر إعلامية متطابقة وجود ترتيبات متقدمة لزيارة سيقوم بها الملك محمد السادس إلى انواكشوط نهاية الشهر المقبل .
تزامن ذلك مع إعلان الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية ولد محمد محمود الخميس الماضي تعيين سفير كامل السلطات فى انواكشوط بعد شغور المنصب لأكثر من عامين مع سيل من الزيارات تقوم بها وفود وزارية من البلدين الجارين توجت بوزراء الداخلية والخارجية ثم التعليم العالي إيذانا بانتهاء القطيعة!!.
إلى ذلك أيضا أعلن اليوم الأحد فى مدينة طنجة فى أقصى الشمال المغربي وصول وفد يضم إضافة إلى وزير التجهيز إسلكو ولد ازيدبيه مدير ميناء انواكشوط المستقل وشخصيات أخرى لحضور فعاليات أيام البحر في طنجة .
و قد اتسمت العلاقات الموريتانية المغربية خلال العامين الماضيين بالفتور والتوتر، وإن حرصت الأوساط الرسمية فى البلدين على نفي ذلك.
“
وعلى الرغم من التوتر الذي طبع العلاقات السياسية بين البلدين، فإن العلاقات الاقتصادية بقيت قوية حيث توجد استثمارات مغربية في قطاعات موريتانية عدة أبرزها قطاع الاتصالات. ويُدرك المغرب أهمية المعبر الحدودي مع موريتانيا باعتباره المعبَر البرّي الوحيد للمغرب باتجاه القارة الأفريقية، وخصوصاً في ظل التوتر المستمر في العلاقات المغربية الجزائرية.
وإذا كان موقف موريتانيا من قضية المغرب الجوهرية (الصحراء الغربية) ظل ومنذ العام 1978 وحتى وصول ولد عبد العزيز إلى السلطة 2008 موقف “الحياد الإيجابي” فإن إشارات غير مريحة انتحت إلى الإقتراب من جبهة البوليساريو عدو المغرب خلال السنتين الماضيتين وبدا وكأن حاكم موريتانيا ولد عبد العزيز أخرج بلاده عن موقع الحياد مستقبلا العديد من المسؤولين الصحراويين كما حضر وفد برلماني رفيع من جبهة “البوليساريو”، أشغال البرلمان الأفريقي الذي عقد في نواكشوط خلال شهر سبتمبر الماضي.
وتم تعيين مسؤول في الاتحاد الأفريقي مكلفاً بالقضية الصحراوية، في الوقت الذي يترأس فيه الرئيس الموريتاني الاتحاد الأفريقي. وهو ما استفز المغاربة وجعل الصحافة المغربية تشنّ حملة عنيفة على موريتانيا. كما عادت بعض الأوساط المغربية للحديث عن مغربية موريتانيا، فيما بدا رداً على الخطوات الموريتانية واستدعاء لمرحلة قديمة من الصراع بين موريتانيا والمغرب إبان الاستقلال.
ومن المعروف، أن الجزائر لعبت دوراً كبيراً في حصول موريتانيا على الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، حيث تمتلك الجزائر نفوذا واسعا داخل الاتحاد، وتنازلت عن حقها في رئاسته الدورية وكافأت الرئيس الموريتاني على تقاربه معها، ودخوله في تنسيق معها في القضايا الإقليمية سياسيا وأمنياً، وخصوصاً في ما يتصل بملف محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء والصراع بين الأفرقاء في الشمال المالي.
كل ذلك جعل المغرب، الخصم التقليدي للجزائر، يتخذ موقفاً سلبياً من النظام الموريتاني ويلجأ لإجراءات عقابية، رداً على الخيارات الموريتانية الجديدة كتخفيض نسبة الطلبة الموريتانيين الذين يدرسون في الجامعات المغربية، واتخاذ إجراءات أمنية مشددة على الحدود بين البلدين، فضلاً عن تشديد إجراءات حصول الموريتانيين على تأشيرة الدخول إلى المغرب.
ومع تبادل الزيارات أخيراً بين المسؤولين الموريتانيين والمغاربة، والتصريحات الإيجابية بخصوص عودة السفير الموريتاني إلى المغرب، والزيارة المرتقبة للعاهل المغربي إلى موريتانيا، يُتوقع أن تحدث انفراجة في العلاقات بين البلدين.
أنباء اينفو