رُبّ مقدمٍ d’origine خير من جنرال pacotille/باباه سيدي عبد الله(تدوينة)
تساءلٓ الناسُ عن السر وراء خضوع قائد أركان الجيش فى بوركينافاسو، وهو برتبة جنرال ، لنائب قائد الحرس الرئاسي ، وهو برتبة مقدم.
قال بعض المفسرين : السبب فى السلاح، فقائد أركان الجيش يحمل مسدسا فارغا لا يحميه من صولة لصوص آخر الليل، لأن كل السلاح مكدّس عند الحرس الرئاسي، وأهل بوركينافاسو ، مثل أهل موريتانيا، يؤمنون بأنه لا داعي لمنافسة من هو أكثر منك ريقاً فى مسابقة لسفّ الدقيق.
اذاً، مقدمٌ حقيقي مدجج بالسلاح خير من جنرال مثقل المنكبيـن والصدر بالنجوم والنياشين وليست فى مسدسه طلقة واحدة. ثم أن جنرالاً تخلّى عنه الجنود والحلفاء يصبح لقمة سائغة لنقيبٍ متهور أو رائد طموح ( لقد خضع جنرالات غينيا لحماقات داديس كمرا، قبل أن يقرر من أتوا به التخلص منه بطريقتهم الخاصة).
الواقع أن العالم بأسره يعيش أزمة قيادة، حيث أصبحت الكاريزما فى إدارة الدول عملةً نادرة، خاصة فى أفريقيا التي باتت فيها الانقلابات وثورات القصور الطريقة الأوحد لتغيير نظام الحكم.
لقد تغلّب الطموح الشخصي لأصحاب الأحذية الخشنة على انضباطهم العسكري المفترض، وبات الوصول إلى السلطة حلمهم الأول والأخير، وكلهم يردد :”? Pourquoi pas moi “، فالجنرال ليس أرفع مني قدراً، ولا نسباً، ولا مكانة علمية، ولا رسوخ قدم فى هذه الأرض.
ورُبّ ضابط صف d’origine خير من جنرال adaptable، فكيف بضابط سامٍ يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف وُضعت النياشين على الكتف؟
ذلكم هو الدرس البوركينابي الأول.