موريتانيا تجد في إسبانيا الحليف العسكري لمواجهة الإرهاب والإجرام المنظم
«القدس العربي» : تهتم اسبانيا كثيرا بالتعاون العسكري مع موريتانيا بسبب دورها الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والإجرام المنظم الخاص بتهريب المخدرات. وبدورها تراهن سلطات نواكشوط على اسبانيا في ظل علاقاتها الباردة مع المغرب وفرنسا.
وأوردت جريدة «آ بي سي» في مقال للمتخصص العسكري إستيبان بياريخو منذ يومين ارتفاع نسبة التدريبات والمناورات المشتركة التي أجراها الجيش الإسباني والموريتاني خلال السنة الأخيرة ومنها في موريتانيا. وتبرز الجريدة ان آخر هذه المناورات جرت في جزيرة فوينتيفنتورا في أرخبيل الكناري الإسباني الواقع قبالة الصحراء الغربية وشواطئ موريتانيا. وتنقل الجريدة عن ضباط من الجيش الإسباني ان المناورات مع الجيش الموريتاني سواء في موريتانيا أو اسبانيا قد همت مختلف الجوانب المتعلقة أساسا بفرض الاستقرار في منطقة تتعرض لتحديات سياسية وإرهابية كبيرة خلال السنوات الأخيرة. وترفع موريتانيا التعاون العسكري مع اسبانيا خاصة بعدما أصيبت علاقاتها بنوع من البرودة مع فرنسا في الماضي، كما ان التوتر مع المغرب جعل الجيش الموريتاني يبحث عن شركاء بدائل للتدريب وتطوير مستواه. وتعتبر اسبانيا خلال المدة الأخيرة الشريك الأمني والعسكري الرئيس لموريتانيا. وترغب موريتانيا في لعب دور أمني في المنطقة خاصة ان الرئيس محمد بن عبدالعزيز يرغب في جعل بلاده دولة اسراتيجية ذات طموح لاسيما بعدما ترأس الاتحاد الأفريقي، وفي الوقت ذاته أسس مجموعة دول الساحل خلال شباط/ فبراير الماضي رفقة بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد بمعزل عن وصاية فرنسا ومن دون مشاركة المغرب والجزائر. وكل هذا الطموح يتطلب وجود قوات لها تكوين احترافي، وهو ما تساهم فيه حاليا مع الجيش الموريتاني. ونقلت «آ بي سي» عن ضابط اسمه فيرناندو كسادو شارك في المناورات العسكرية بأن موريتانيا وفرت مناورات مشتركة حيث قامت وحدات من الجيش الأسباني بالتدريب في فضاءات صحراوية مفتوحة للتأقلم مع الصحراء، وهي أجواء لا تتوفر في اسبانيا. وترى اسبانيا في موريتانيا حليفا أمنيا استراتيجيا خلال السنوات الأخيرة لمواجهة ثلاثة ملفات تشغل بال حكومة مدريد، الأول وهو ملف الهجرة السرية وجرى التغلب عليه بسبب نشر موريتانيا وحدات لمراقبة القوارب التي ترغب في الوصول الى جزر الكناري. ويتجلى الملف الثاني في القلق الكبير من ملف الإجرام المنظم بعدما بدأت عصابات أمريكا اللاتينية تراهن على الطريق البحري نحو نيجيريا والتوجه شمالا عبر السنغال وموريتانيا وصولا الى جزر الكناري. أما الملف الثالث فهو ملف الإرهاب، إذ تتخوف حكومة مدريد من وصول إرهابيي القاعدة في المغرب الإسلامي أو حركة «داعش» الى مياه الأطلسي الفاصلة بين موريتانيا والجزر المذكورة لتهديد الملاحة الدولية.
حسين مجدوبي