عن اعتقال بيرام وبعض نشطاء إيرا
أولا : إني أطالب بالإفراج الفوري عن رئيس حركة إيرا وعن بقية نشطائها المسجونين، وإني لا أطالب بذلك احتراما للقانون، فمن أطلب منه هذا، أي السلطة، لا يحترم أصلا القانون، ومن أطلب له هذا أي إيرا لا يحترم هو أيضا القانون، فإيرا لا تحترم القانون في أنشطتها، فهناك دائما شيء من العنف، وفي أقل الأحيان يكون لفظيا.
إني أطالب بالإفراج الفوري عن معتقلي إيرا لأن الحكمة تستدعي ذلك، ولأن مصلحة البلد واستقراره يتطلبان ذلك.
ثانيا: لو كانت السلطة الحاكمة جادة في مواجهة إيرا لفعلت أشياءً أخرى غير اعتقال بيرام وصحبه، فلو كانت جادة فعلا لواجهت العبودية ومخلفاتها بشكل جاد، ولأشركت نشطاء لحراطين في تسيير وكالة التضامن، ولأعطت قيمة ودورا أكبر لكثير من نشطاء هذه الشريحة من أصحاب الخطابات المعتدلة، ولكن السلطة لم تفعل شيئا من ذلك بل على العكس فإنها لم تواجه العبودية ومخلفاتها بشكل جاد، وما زالت تواصل إقصاء وتهميش كل أبناء الشريحة ممن عرفوا بصدق النضال وباعتدال الخطاب.
ثالثا: تعرف السلطة الحاكمة بأن سجن بيرام سيمنحه مكانة أكبر، وسيجلب له المزيد من التضامن الدولي، ومن الجوائز الدولية، وربما تكون معرفتها لذلك هي التي جعلتها تقوم بسجنه في هذه الفترة بالذات، ويمكنني أن أضيف سببا آخر، وهو أن السلطة الحاكمة تريد باعتقال بيرام وصحبه أن تشغل الرأي العام عن قضايا أخرى أكثر جدية.
رابعا: إن السلطة الحاكمة لا تعتبر إيرا هي خصمها الأول، وإن إيرا لا تعتبر السلطة الحاكمة هي خصمها الأول، وإن هناك أشياءً كثيرة تجمع بين إيرا والسلطة الحاكمة لا يعلمها الكثير من الناس..وهذا ما حاولتُ أن أعبر عنه من خلال مقال :” ثلاثة ورابعهم الخراب” والذي كنتُ قد كتبته قبيل أحداث الأمس بساعات قليلة.
خامسا : يبدو أن هناك تطورات غير واضحة في علاقة إيرا بالسلطة، ومع أن هذه التطورات لم تتحدد معالمها بعد، إلا أن هناك حدثا لافتا لم يتوقف عنده أي أحد رغم غرابته، ويتعلق الأمر بالمؤتمر الصحفي الذي عقده بيرام في اليوم الذي سبق أحداث روصو، وقد قال بيرام في هذا المؤتمر : “إن حركته قررت إنهاء حراك المساجد الذي بدأته قبل أسابيع، معطية بذلك إشارة إيجابية اتجاه خطوة السلطات التي وصفها بالإيجابية، وذلك حين أحجمت يوم الجمعة الماضية عن قمع مناضلي حركة إيرا واعتقالهم في المسجد السعودي.”
ولقد دعا بيرام في هذا المؤتمر إلى حوار مع الجميع، مع السياسيين والمثقفين والعلماء من أجل التوصل إلى آليات للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع، وأضاف ولد أعبيد أن حركته قررت وقف مهاجمة من لا يهاجمها، وإعطاء مهلة من الآن وحتى نهاية شهر إبريل عام 2015، من أجل تهيئة الأجواء للقاءات والمبادرات للم الشمل، وإصلاح ذات البين.”
هذا الخطاب الذي شكل تحولا مفاجئا في خطاب زعيم إيرا، والذي يبدو أن قيادات كثيرة في إيرا لم تكن على علم به، وذلك لأن بعض تلك القيادات، ظل وفي نفس اليوم، يتحدث بخطاب إيرا القديم، هذا التحول المفاجئ في خطاب زعيم إيرا يطرح أكثر من نقطة استفهام، خاصة وأنه سبق أحداث الأمس بساعات معدودة