ولد عبد العزيز يتوقف عن الأحلام(إفتتاحية)
يبدو أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز توقف عن الأحلام؛ في صفوف أغلبيته وشعبه الصغير الذي كان مشدوها بخطاب ديماغوجي-شعبوي من قبيل رئيس الفقراء وعدو الأغنياء، إنها إذن الصحوة من الأوهام. فسلطته تعاني من عجز ثلاثي في صورتها ومصداقيتها ونتائجها؛ فكل المشاريع التي أطلقت في مأموريته تعاني من موت سريري رغم أنها لم تر النوى حتى. (طرق، مطار نواكشوط، شركة السكر، شركة إنتاج الكهرباء من الغاز…).
ينضاف إلى هذا موضوع العجز المالي المتصاعد بفعل تدنى أسعار الحديد والذهب، وكذلك بانتهاء فترة السماح التي أعطيت لمنفذي تصحيح 2008 عندما تعاقدوا على الكثير من الديون آن إذ؛ ينضاف إلى ذلك قلة الأمطار التي بسببها يعيش السكان في الريف أوضاعا صعبة.
وعلى المستوى السياسي فإن الأوضاع لا تزال في نفس الوضعية من الفوضى: معارضة ترفض الاعتراف بالمؤسسات المنبثقة عن الاستحقاقات الانتخابية؛ وسلطة تواصل القول بأن كل شيء يسير على ما يرام؛ وأن الأوضاع طبيعية تماما، ست سنوات على الانقلاب على الرئيس ولد الشيخ عبد الله ولم نتقدم قيد أنملة.
هذا الوضع يعرض بلدنا لأخطار جمة؛ خصوصا على المستوى السياسي الذي يستمر فيه شد الحبل من كل الأطراف؛ دون أن يشعر بما قد يجر تصرفه هذا من أضرار على مستقبل البلاد.
وفي هذا المناخ السلبي حاول الوزير الأول أن يلتقى قادة المعارضة كل على حدة، والهدف المعلن لهذه المشاورات هو التباحث حول تجديد مجلس الشيوخ وتحديد موعد له بعد تأخره لفترة طويلة.
هذا التصرف الغريب أثار استياء أطراف المعارضة التي لم تشارك في الانتخابات البلدية الأخيرة ولا يوجد لديها مستشارون بلديون تشارك بهم في انتخابات مجلس الشيوخ، فلماذا تقوم السلطة بهذا التصرف؟ قطعا إنها تريد ضرب العلاقة بين المعارضة المحاورة والمقاطعة.
ومع ذلك فإن من مصلحة السلطة ومصلحة البلد تهدئة الوضع السياسي في البلد، والتجربة التي نعيشها في المنطقة تدفعنا إلى تهدئة الأوضاع ونزع فتيل القنبلة، والرئيس ولد عبد العزيز كان قبل أيام فقط في بوركينافاسو التي سقطت فيها سلطة كانت تحسب أنها لن تسقط أبدا، وتهاوت في ساعات.
Biladi N° 972
ترجمة الصحراء