نداء إلى علمائنا الأجلاء
إلى الأستاذ الفقيه محمد المختار ولد أمباله رئيس هيئة الفتوى والمظالم
إلى الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين العلامة حمدا ولد التاه
إلى فضيلة الإمام أحمد ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن الإمام الرسمي للجمهورية
إلى العلامة محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء
إلى فضيلة محمد الأمين ولد الحسن رئيس منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة
إلى أستاذي الجليل محمد ولد سيدي يحيى
بمناسبة مرور ثلاثة أشهر على معاناة حراس ازويرات ( شهر في الاعتصام بمدينة ازويرات، وشهر في السير بين ازويرات ونواكشوط، وشهر في مخيم الاعتصام على مشارف العاصمة)، بمناسبة مرور تلك الأشهر الثلاث فإني أتقدم إليكم بهذا النداء الذي أرجو من خلاله أن تنظموا زيارات ميدانية للحراس في أماكن اعتصامهم، وأن تسمعوا منهم، وبدون وسيط، وأن تسمعوا كذلك من خصم الحراس، فإن كان الحراس على حق ناصرتموهم، ويمكن أن تناصروهم من خلال عدة أوجه:
ـ الاتصال بالجهات الرسمية المعنية بقضية الحراس وحثها على ضرورة رفع الظلم عن الحراس.
ـ الحديث عن معاناتهم في خطبة الجمعة، والطلب من جميع الأئمة أن يتحدثوا عنهم في خطبهم.
ـ الحديث عن معاناتهم في الدروس والمحاضرات التي تقدمونها.
ـ جمع التبرعات من الميسورين لصالح هؤلاء الحراس الذين يعيشون معاناة حقيقية في مكان اعتصامهم، كما تعيش أسرهم في ازويرات معاناة أشد، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر على قطع رواتب من كان يعيل تلك الأسر.
أما إذا تبين لكم ـ يا علماءنا الأجلاء ـ بأن الحراس ليسوا على حق، وبأن مطالبهم ليست بالمشروعة، فإن عليكم حينها أن تطلبوا من الحراس أن يوقفوا اعتصامهم، وأن يعودوا من حيث أتوا، وساعتها فإن الجميع سيدعمكم في ذلك التوجه.
كما أنه لا يفوتني هنا أن أطلب من سيادة وزير التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي، ومن كل علمائنا وأئمتنا الأجلاء الذين شاركوا في الندوة العلمية الكبرى المنظمة من طرف وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالتعاون مع رابطة العلماء الموريتانيين في قصر المؤتمرات، والتي كانت تحت عنوان “احترام المال العام ومحاربة الرشوة والفساد من منظور إسلامي”، والتي تزامن تنظيمها مع انطلاق احتجاجات حراس ازويرات، أقول، فإنه لا يفوتني هنا أن أطلب من سيادة الوزير ومن كل العلماء المشاركين في تلك الندوة أن يستمعوا إلى مقطع فيديو مثير انتشر بشكل واسع في الفترة الأخيرة، يتحدث فيه خصم حراس ازويرات عن ثلاثة إلى أربعة مليارات كان يحصل عليها سنويا ولمدة أربع سنوات، فإن كان ذلك المال حلال طيبا بينوا لنا ذلك لنتوقف فورا عن الحملة التي نخوض ضد هذا الموظف، وإن كانت تلك الأموال متحصلة من اختلاس ونهب كبير، فإن من واجبهم أن ينكروا ذلك، على الأقل، احتراما لتوصيات الندوة التي شاركوا فيها منذ ثلاثة أشهر فقط.
وفي الأخير فإني أهدي لعلمائنا الأجلاء هذه القصة التي حدثت في بلاد كافرة، والتي كان من المفترض أن تحدث هنا، أو يحدث ما يشابهها على أرضنا الإسلامية.
في كندا، ﺗﻢ القبض على ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻗﺎﻡ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ، وبعد وصوله إلى المحكمة، ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺑﻔﻌﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ، بل إنه حاول أن يبررها ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻀﻮﺭ ﺟﻮﻋﺎً، ﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﻣﻮت، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ القاضي: ” ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﺳﺎﺭﻕ، ﻭﺳﻮﻑ ﺃﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺪﻓﻊ 10 ﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻷﻧﻚ ﺳﺮﻗﺖ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺩﻓﻌﻬﺎ ﻋﻨﻚ.”
أخرج ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ 10 ﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ، ﻭﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ، ﻛﺒﺪﻝ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ. بعد ذلك ﻭﻗﻒ القاضي وﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻗﺎﻝ :”ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺪﻓﻊ 10 ﺩﻭﻻﺭﺍﺕ، ﻷﻧﻜﻢ ﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻳﻀﻄﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﻗﺔ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ”. وتبقى كلمة أخيرة: أعرف أن هؤلاء الحراس الذين أقابلهم في مكان اعتصامهم وبانتظام، لن يسرقوا، ولن يقوموا بأي فعل مخل بالأخلاق ولا بالأمن العام، ولكني أعرف أيضا، بأننا جميعا ندفعهم ـ وبقوة ـ إلى فعل ذلك.
تنبيه : تم ترتيب أسماء العلماء حسب الهيئات، وحسب القرب من الدوائر الرسمية، ولقد جاء اسم الأستاذ الفقيه محمد المختار ولد أمباله هو الأول لأنه يرأس الهيئة المعنية بالمظالم.
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل