الدفاع المقنع
يحكى أن شابا قرر الزواج فأرسل جماعة من اهله و أصدقائه للخطبة و اختار اقربهم الى نفسه وكيلا له ، استقبلهم اهل العروس و بعد ان اكتمل الحضور التفت عم الفتاة الى الجمع قائلا:
اهلا و سهلا بكم ، و يسرنا حضوركم و لكني اود ان استفسر عن امر يهمنا جدا ، فنحن أسرة محافظة جدا و ننتسب الى الطريقة التيجانية و نود ان نعلم اذا كان صاحبكم ممن يتعاطون الخبيثة المسماة بالسجائر.
التفت وكيل الشاب و عيناه محمرتان و نصف مفتوحتان و قال :
سأكون صادقا معكم صاحبنا لا يقرب السجائر بتاتا عندما يكون صاحيا و لكنه يدخن أحيانا قليلة عندما يسكر و كما تعلمون فإن السكران لا يؤاخذ على تصرفاته.
فغر عم الفتاة فاه و سأله :
– هو اذن يشرب الخمر !
أجاب الوكيل :
– في الحقيقة هو لا يشرب الا عندما يخسر في القمار ، يحاول ان يخفف على نفسه .
ـ الله اكبر ….. يلعب الميسر ! ..
ـ يلعب فقط عندما يسرق بعض النقود .. هو لا يحب ان يدخل على والديه مالا حراما من فرط تقواه و لا يجد امامه سوى تصريفه في القمار.
منذ أسابيع انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل بالصوت و الصورة لعمدة الزويرات الشيخ ولد بايه يدافع فيه عن حزب الدولة و نظام ولد عبد العزيز و يصف الازدهار الذي عرفه البلد تحت نظام محاربة الفساد ضاربا المثل بما حصل عليه هو شخصيا من إدارة الرقابة البحرية..
كان الرقم الذي قدم صادما بكل المعايير …
عشرون مليار أوقية !
أي ازيد بمليارين من ميزانية التعليم في موريتانيا لسنة كاملة و ثلاثة عشر ضعف تكلفة مستشفى جهوي يكفي ولاية بأكملها كمستشفى النعمة الجديد و ميزانية كلية الطب لعشرين سنة.
عشرون مليار فقط لا غير …
علما ان تعويض الوفاة للعسكرين الذين يستشهدون في ساحات الوغى ستة اشهر من الراتب …. واذا وضعنا متوسطا للرواتب من مئة الف ، سنجد ان المبلغ يوازي ديات 33 الف شهيد من قواتنا المسلحة ….
عشرون مليار فقط لا غير …..
علما ان كسوة الفرد في بلادنا تحسب بمتوسط خمسة الآف اوقية … أي ما يوازي اكساء 4 ملايين أنسان ، و إذا اعتبرنا ان الوجبة الواحدة تكلف 300 اوقية فيمكننا اطعام 66 مليون شخص .. أي ما يقارب سكان المغرب العربي…
ترى هل هو الغباء ؟ ام الاحتقار ؟ أم شيئ آخر ؟ الله اعلم …..