المنار: قطر جندت مئات المرتزقة الموريتانيين
تواصل السعودية وقطر تجنيد المئات من المرتزقة، وتدريبهم وإرسالهم للانضمام إلى العصابات الإرهابية في سوريا، التي تتعرض لضربات موجعة من جانب الجيش السوري، ونجاح هذا الجيش في محاصرة الإرهابيين وقتل أعداد كبيرة منهم، دفع الرياض والدوحة إلى تكثيف تحركات أجهزتهما الاستخبارية؛ لجلب المزيد من المرتزقة والإرهابيين؛ لإسناد العصابات الإرهابية فوق الأراضي السورية.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ (المنــار) أن الشبكة القطرية المشرفة على تجنيد المرتزقة كثفت نشاطها في بعض دول شمال افريقيا، ومنها موريتانيا والجزائر، واستنادا إلى مصادر مطلعة داخل نواكشوط فان المئات من الموريتانيين تم تجنيدهم وإرسالهم إلى الأراضي التركية للتدرب سريعا ثم نقلهم إلى داخل الأراضي السورية؛ للالتحاق بالعصابات الإرهابية هناك.
وحسب المصدر الموريتاني فان هذا النشاط التي تقوم به قطر بدأ قبل عدة اشهر، وهو آخذ في الازدياد، وتحاول حكومة موريتانيا محاربة هذه الظاهرة الخطيرة إلا إنها تواجه عدة صعوبات في تحقيق ذلك، في ضوء “الضخ” المالي القطري.
وكشف مسؤول موريتاني عن أن القيادة السياسية في موريتانيا بعثت برسائل احتجاج لمشيخة قطر، حيث تخشى مستقبلا انعكاسات سلبية بفعل هذه الظاهرة المتصاعدة، وأن تدخل موريتانيا بعد عودة هؤلاء الإرهابيين من سوريا مرحلة جديدة من العنف الذي تعاني منه موريتانيا.
وكشف المصدر عن أن أعضاء الشبكة القطرية الإرهابية يدخلون إلى موريتانيا بلباس رجال الأعمال والراغبين في الاستثمار وتجنيد الأيدي العاملة للعمل في شركات قطرية، وتحاول سلطات نواكشوط محاصرة هذه الظاهرة، لكن، الأمر صعب؛ لأن الجميع يدرك بأن موريتانيا تفتقر إلى الكثير من الآليات والوسائل التي يمكن من خلالها متابعة نشاطات تلك الشبكات الخطيرة.
مصادر خليجية أكدت لـ (المنــار) أن شبكات تجنيد الإرهابيين والمرتزقة من جانب قطر والسعودية ما زالت نشطة، وأن المئات يتدفقون بشكل اسبوعي على معسكرات التدريب المقامة في الأراضي التركية، وكشفت المصادر عن أن الجزائر قامت قبل أسبوعين بترحيل مجموعة من الاشخاص بينهم قطري ولبناني عن أراضيها، بعد أن اكتشفت قوات الأمن في هذا البلد حقيقة الدور الذي تنفذه الشركة التي قاما بتأسيسها في العاصمة الجزائرية، وقاما عبر هذه الواجهة بتجنيد العشرات من مواطني الجزائر وأرسلتهم للاتضمام للعصابات الإرهابية التي تدعم الرياض وقطر من أجل سفك المزيد من دماء أبناء سوريا.
وتنظر قطر والسعودية إلى الدول العربية والفقيرة منها كأسواق لـ “المرتزقة” حيث تنشط شبكاتها داخل تلك الدول تحت شعارات استثمارية وتجارية ومنح فرص عمل، وتقوم بالتركيز على الشباب والفتيان، مستخدمة أشخاصا يدعون أنهم رجال دين لإقناع الشباب بالتوجه لحمل السلاح في الأراضي السورية تحت ذرائع كاذبة كثيرة، وتمنح هذه الشبكات أهالي الفتيان والشباب مبالغ مالية، كما هو حاصل في اليمن، حيث تتلقى عائلة كل من يتم تجنيده لإرساله إلى سوريا مبلغ عشرة آلاف دولار.