رئيس حزب الاتحاد يحضر انطلاقة النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة
حضر رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم صباح يوم6يناير2015 في مدينة شنقيط التاريخية فعاليات انطلاقة النسخة الخامسة لمهرجان المدن القديمة تحت الرعاية السامية والإشراف المباشر لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، صاحب فكرة تنظيم المهرجان وراعيه منذ خمس سنوات.
الوفد القيادي رفيع المستوى الذي مثل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في حفل انطلاقة مهرجان شنقيط، ضم إلى جانب رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد ولد محم، العديد من أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الوطني لحزب الاتحاد، فضلا عن عدد كبير من الشخصيات الحزبية المنتمية إلى الهيئات القيادية والقاعدية في الحزب على مستوى ولاية آدرار التي تحتضن الحدث، وغيرها من ولايات الوطن التي توافدت منها على مدينة شنقيط وبشكل عفوي جموع هامة من منتسبي ومناضلي الحزب، للمشاركة في إحياء المهرجان التاريخي والتراثي الأهم في البلاد، وفي الاحتفاء به كمشروع تنموي وطني بطابع ثقافي وحضاري بامتياز.
وقد طبعت هذه الانطلاقة بإشراف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على قص الشريط الرمزي للتظاهرة إيذانا بانطلاق المهرجان، كما زار معرض المدن القديمة المصاحب للتظاهرة والذي يضم معروضات تقليدية وفنية ومعروضات تقدم أنماطا قديمة ومتعددة من حياة السكان ووسائل عيشهم في شنقيط وفي عموم البلاد، هذه المعروضات التي ضمها جناح البرنامج الوطني المخصص لحفظ وتثمين التراث الثقافي والطبيعي للمدن القديمة بمعرض شنقيط.
وبعد استراحة الظهيرة أدى رئيس الجمهورية صلاة العصر بالجامع العتيق بمدينة شنقيط قبل أن يعطي إشارة انطلاق كأس الرماية التقليدية ويشرف على فعاليات سباق الجمال ويزور مشتلة شنقيط، إضافة إلى إشرافه على العديد من النشاطات الثقافية والتنموية الهامة والتي ستكون السهرة الفنية والثقافية الأولى لهذا المهرجان في دورته السنوية الخامسة، إحدى محطاتها البارزة.
وكان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز قد جدد في خطابه الافتتاحي لمهرجان المدن القديمة صباح اليوم استعداده التام لحوار شامل يهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن، مذكرا بما أعلن عنه في خطاب التنصيب للمأمورية الجديدة من انفتاح دائم للحوار مع جميع مكونات الطيف السياسي الوطني اقتناعا منه بأهمية مشاركة الجميع، ودعا رئيس الجمهورية خلال افتتاحه للنسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة صباح اليوم الأحد بشنقيط مختلف الفاعلين في مدننا القديمة إلى العمل على إعادة هذه المدن إلى مكانتها العلمية الرائدة والمرموقة. وهذا هو النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية في شنقيط:
” بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على نبيه الكريم سكان مدينة شنقيط التاريخية أيها السادة والسيدات، يطيب لي أن أتوجه اليكم جميعا ومن خلالكم إلى الشعب الموريتاني بأحر التهانئ بهذه المناسبة العظيمة مولد خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. كما أتوجه اليكم بالشكرالجزيل سكان مدينة شنقيط على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. أيها السادة والسيدات، في هذا اليوم ولدالهدى فتهاوت حصون من أساطين الشرك والخرافات والإلحاد وخرجت البشرية من الظلمات إلى النور وسلكت سواء السبيل . إننا نستلهم ونقتدي في خطانا بسيرة ومنهج الرسول الأعظم الذي جمع تحت راية الإسلام وسماحته بين الأسود والأبيض والغني والفقير يتفاضلون على أساس من التقوى ويتنافسون في المعروف خدمة لمجتمعاتهم . إنه الإسلام ديننا الحنيف ومصدر تشريعنا وأساس لحمة مجتمعنا ووحدتنا الوطنية التي نسهر جميعا مجتمعا ودولة على تعزيزها وتقويتها من خلال سياسة وطنية متكاملة قوامها حمايةالحريات الفردية والجماعية وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والعدل والمساواة بين المواطنين ومحاربة الفقر في المدن والأرياف وإعطاء عناية خاصة للفئات الأكثر هشاشة والعمل على تنمية المناطق التي كانت مهمشة. إن تمسكنا شعبا وحكومة بهذه القيم النبيلة راسخ، فهي مما يحثنا عليه ديننا الحنيف ولن تثنينا عن التشبث بها أعمال ثلة من المتطرفين من مروجي الكراهية، وتطبيقنا لها ناتج عن فهمناالصحيح لتعاليم دينناالحنيف بعيداعن إملاءات أطراف خارجية ظلت صامتة طوال عقود عرف فيها بلدنا خروقات متنوعة لحقوق الإنسان. إن المقاربة الصحيحة للقضاء على مخلفات الماضي بما فيها مخلفات الرق تكمن في محاربة الفقر بتطويرالإقتصاد والرفع من مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وتحسين الظروف المعيشية لكافة المواطنين.تلك هي السياسة التي انتهجناها في السنوات الست الماضية وستتعزز في المأمورية الرئاسية الحالية. أيها السادة والسيدات، من هنا من شنقيط مرت قوافل الخير جسر أمل بين جنوب وشمال القارة الافريقية ،من هنا حمل العلم وهنا راجت سوقه فكان إسم شنقيط علما لعلماء المنطقة وسائر أهلها،تلكم هي بلاد شنقيط رباط المجاهدين ومنارة العلماء . وبهذه المناسبة مناسبة إعلان سنة 2015 سنة التعليم فإنني أدعو مختلف الفاعلين في مدنناالقديمة إلى العمل على إعادة هذه المدن إلى مكانتها العلمية الرائدة والمرموقة. أيها السادةوالسيدات، إن مهرجان المدن القديمة مشروع ثقافي تنموي يهدف إلى إخراج هذه المدن من عزلتها لتستعيد مكانتها فتنهض بدورها الحضاري في المنطقة .ولقد حقق مهرجان المدن القديمة العديد من أهدافه في تنشيط الإقتصاد المحلي والتأسيس لبنية تحتية قادرة على أن تجعل من مدننا التاريخية مراكز جذب كما كانت بكنوزها التي لا تقدر بثمن وتاريخها المجيد. في هذا السياق ينبغي أن تصبح مدنناالتاريخية قبلة للسائحين والباحثين في مختلف العلوم بعد أن أصبحت بفضل الجهود التي بذلناها والإمكانات التي وفرناها واحات أمن واطمئنان. أيها السادة والسيدات، لقد أعلنا في خطاب التنصيب للمأمورية الجديدة انفتاحنا الدائم للحوار مع جميع مكونات الطيف السياسي الوطني اقتناعا منا بأهمية مشاركة الجميع في عملية البناء الوطني، وأجدد في هذه المناسبة العظيمة استعدادنا التام لحوار شامل يهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن . في الختام أجدد الشكر الجزيل لسكان مدينة شنقيط على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة الموريتانية الأصيلة وأعلن على بركة الله انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة. أشكركم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
المصدر : أمانة الاتصال بحزب الاتحاد+ صور وخبرالوكالة الموريتانية للأنباء بتصرف.