كارثة التدخل الأجنبي في ليبيا/حماه الله ولد السالم
فرنسا تريد إعادة استعمار أفريقيا من جديد، هكذا ببساطة، وهو ما لا يحتاج إلى فلسفة أو تجميل أو مواربة.
تفجيرات باريس، معزولة، ولا يتحمل وزرها المسلمون، لا في أوروبا ولا في خارجها، لكن تظهر “شارلي أبدو”، وبالطابع الاحتفالي التحريضي المصاحب لما بعد الحدث، كما لو كان “القربان الضروري” لعمل ما ضدنا في عالم الجنوب، ولاسيما في شمال أفريقيا، تماما “كحادثة المروحة” التي تعلل بها، مجازا، الطرف الفرنسي لغزو الجزائر في مطلع القرن التاسع عشر.
التدخل الأجنبي في ليبيا، المقصود به الجزائر أولا وأخيرا، لأنها الخصم التاريخي لفرنسا في المنطقة، لكن من البوابة الليبية لحصار القوى الشرعية التي انتخبها الشعب الليبي وحصلت على اعتراف واسع.
التدخل الفرنسي في ليبيا، يدل على أن تدخلها في مالي كان لأهداف استعمارية بعيدة المدى لحصار بلدان المنطقة.
لن تجد فرنسا غطاء لتدخلها في ليبيا، لأنه غزو استعماري جديد، ولأن شعوب شمال أفريقيا وجنوب الصحراء، التي ذاقت ويلات الاستعمار الفرنسي في السابق، لن ترحب به اليوم، بل سترفضه وتدافع عن أرضها وكرامتها كما فعل أسلافها من قبل.
ولله الأمر من قبل ومن بعد