كاتب يساري يحيي هبَة السلفيين
فيما يخصُّ تصوُّري لهبّة السّلفيين بالسجن المركزي بنواكشوط، ها هوّ تصوُّري: هذا عمل مجيد. أدعمُه. كثوري أنا مع فرض العدالة وحراستِها باليقظة الشعبية، لا مع انتظار تطبيقِها من أجهزة غير عادلة بطبيعتِها.
2- الصورة لا تغدو بائسة إلاّ من منظور الدولة: فقط كشفت فيها نقطتان مخيفان: 1-هشاشتُها الأمنية و 1-هشاشتُها التفاوضية و”الديبلوماسية”. هاتان النقطتان لن تمُرا بلا استغلال من قِبل من يستطيع.
3- هنالك ملاحظات على السلفية والعلمانية وثنائية القانون والشريعة: ظاهرياً يستخدم السلفي لغة من قاموس الاستقطاب الديني في القرن السابع، ولكنه مفاهيمياً يعيش في سياق حداثي. وعندما يكون مبلغ طموح السّلفي هو تطبيق “القانون” (لا الشريعة) فإنّه يكون أكثر علمانية (قانونية) من دولة “الطّاغوت”. إنّه يُريد أن يُطبّقَ عليه قانون المحكوميّة “الطّاغوتي”. الغريب أنّه لا يمكن أن يكون علمانياً إلاّ إذا كان أصولياً تكفيرياً؛ لأنه بدون تكفير الدولة سيُطالب بتطبيق حدِّ الحرابة عليه، لا حدّ المحكومية.
4- إن خوض السلفي لمعركة كرامتِه من داخل الإطار القانوني، لا الشريعي، يُظهِرُ ليس فقط أنّه يحتكم إلى الطّاغوت، أو أنّه يتقبّلُ، ولو إجرائياً قوانينَه، بل أن هذه القوانين تُنتِجُ معنى وقادرة على توفير نفس النِّضال الذي توفره “الشريعة”. عندَ التّخرج من السجن يمكنه فتح منظّمة حقوقية تُطالب بتحسين ظروف المساجين وإطلاق سراحِهم بعد استيفاء محكومياتِهم.
5- هنالك مشكلة بسيطة: لو كان احتكام السّلفي للقانون قد قام قبل سلفيّتِه أو تلازم معها، لما دخل السِّجن أصلاً.
6-تحيّة للهبّة السلفيّة التي ذكرّتنا بالباستيل الموريتاني.
من صفحة الكاتب الشيخ التجاني ولد ابراهام