“لبلاك بالحفه غلظ لو افتيلك” / سيدي علي بلعمش
على ولد عبد العزيز و بلطجيته أن يضيفوا “العطشة” (بكسر الضاد أو بفتح محضرها) لأغنية أولاد لبلاد “كيم” و رائعتهم الأخيرة “خبر عاجل”، لأنها ترسم طريقة رحيله إلى “منتجع دار النعيم” و لأنها تحكي عن عظمة هذا الشعب الذي يحتقره و يفتخر أمام المهرولين خلفه من أبنائه المنافقين، بأنه “شعب نذل” و أنه لا يستحق أي اعتبار و يزدري علماءه و يسخر من أعيانه و مشايخه، كأنه لم يسأل نفسه يوما من هو !؟
عليه أن يدعو الأمن و بازيب و وزير العدل و مدير الطيران العسكري و وكيل الجمهورية و أحميده ولد أباه ليلفقوا قضية “أخرى” (مثل قضية أولا لبلاد) ، لصاحب هذه القطعة الشعرية الرائعة التي تحرض فاقدي الكرامة (و هم أكثر من يحيطون به) ضد كل من يذلهم و ترسم لهم أفضل طريقة لإرهاقه و رد سهام غدره في نحره… و هي مناسبة أحيي فيها من القلب هذه الفرقة الشبابية المبدعة على نزقها و تمردها و تحررها .. على شجاعتها و عنادها .. على وفائها للوطن و صدق انتمائها لشعبها .. فمن بين جميع فناني هذا البلد و على امتداد التاريخ كان أولاد لبلاد الأفضل، لأنهم غنوا للوطن .. كانوا الأروع، لأنهم بكوا آلام الوطن .. كانوا الأجدر بالتقدير و الاحترام، لأنهم وحدهم من آمنوا بنبل رسالة الفن .. و هذا مجرد تسجيل موقف من باب الواجب، لا يحتاجونه في شيء لأن التاريخ سجلهم في صفحات الخلود. ربما لا تكون لهم فصاحة ولد الكتاب و لا ثقافة ولد ابريد الليل و لا قوة عرض ولد الشدو و لا سرعة تعرض ولد محم، لكن لهم وطنا يحبونه و هذا لا يحتاج إلى ثقافة و لهم شعب علق لهم نياشين الوفاء بالحب و التقدير و هذا ما لم ينله غيرهم؛ فتحية تقدير و إكبار لأولاد لبلاد و شباب 25 فبراير و حركة كفانا على نضالهم الباسل و مواجهتهم الشجاعة رغم شح الوسائل و ثقل المهام و تعثر الطموح :
و عار على رجال أعمال هذا البلد و تجاره وأصحاب الثروات المكدسة أن لا يمد أي منهم يد العون لشباب رائع ، تخلى عن طموحاته الشخصية و انخرط في العمل النضالي، تلبية لنداء الوطن و هم بأشد الحاجة إلى ما يغطون به تكاليف وقفاتهم الاحتجاجية، من لافتات و بيانات و نقل و مصاريف ذات صلة، تكبل جهودهم و تحد من فعالية عطائهم، في وقت نخوض فيه حرب تحرير حقيقية ضد عصابات المخدرات .. ضد عصابات النهب .. ضد عصابات التزوير .. ضد عصابات التهريب ..
حرب تحرير حقيقية ضد عصابات الجريمة المنظمة بكل أشكالها.. حرب تحرير حقيقية على كل الجبهات؛ نواجه فيها “المثقف” الخائن و السياسي المرتشي و الفقيه المتواطئ و الصحفي العميل و العالم الساكت على الباطل .. نواجه فيها “الإسلامي” المفوه، المتاجر بالدين و المواد الغذائية منتهية الصلاحية و الأدوية المزورة .. نواجه فيها المناضل اليساري العظيم، المرابط تحت طاولة كل خيانة .. نواجه فيها القائد السياسي المحنك القابع خلف أروقة كواليس كل مؤامرة .. نواجه فيها عصابات بازيب و سرايا أمن ولد عبد العزيز المسلحة و كتائب بلطجيته المنظمة و مبادرات حزيبات الخيانة المنضوية في عصابة ما يسمى بالأغلبية المزورة، الملفقة، الكاذبة المكذوبة. فما حاجتنا إلى وطن تحكمه هذه الحثالة؟ ما حاجة الوطن إلى دراويش منزوعة السلاح مثلنا تتحكم في مصائرهم مثل هذه العصابات الحقيرة ؟ ما حاجتنا إلى الحياة إذا كنا عاجزين عن الدفاع عن كرامتنا .. إذا كنا عاجزين عن حماية أرضنا و أعراضنا و كرامة شعبنا ؟؟ ولد عبد العزيز ليس ولد داداه.. ولد عبد العزيز ليس ولد محمد السالك.. ولد عبد العزيز ليس ولد هيدالة .. ولد عبد العزيز ليس ولد الطائع .. ولد عبد العزيز ولد اللوغة .. ولد بادية مراكش ..
ولد حاشية سوس و قد أظهرها في عدائه لتاريخ البلد .. في احتقاره لأهله .. في ازدرائه بمقدساته.. في عبثه بلحمته .. في نهبه لخيراته.. في عمله على إجهاض مشروع نهضته.. في تماديه في التنكر لهويته.. نحن نعيش اليوم حالة إذلال جماعي لا ندري هل نغضب من أصحابها أو نشفق عليهم؛ فقد صرفت بلادنا عشرات المليارات في أصعب مراحل تاريخها على أجيال من أبنائها ليتعلموا في الداخل ثم منحتهم إلى الخارج ليكونوا صمام أمانها و الجبهة الأمامية للدفاع عن حوزتها الترابية و سمعتها و نخبة ضغط على أنظمتها و بعد ما نهلوا من المعارف في الداخل و الخارج تم تجنيدهم من قبل الأنظمة التي تعاقبت على الحكم ليصبحوا سهاما ترتد في نحر شعبهم .. ليصبحوا معاول تدمير توجهها الأنظمة لهدم الأخلاق و التعليم و الاقتصاد و الديمقراطية و الصحافة و تعطيل كل أسس بناء الدولة الحديثة.. ليصبحوا أبواق نفاق رخيصة تؤله كل طاغية ساذج و تعبد له كل طرق التحكم في كرامة و أرزاق شعبهم المذل. على الجميع أن يفهم أنه لا يمكن لأي عبقرية في الوجود أن تدافع عن نظام فاشل .. أنه لا يمكن لأي عبقرية في الوجود أن تحول الخيانة إلى وجهة نظر؛ خبرنا يا ولد محم عن برنامج ولد عبد العزيز الذي تدافع عنه .. فهمنا يا ولد الشدو أين عبقرية ولد عبد العزيز في توزيع وظائف الدولة و صفقاتها على دائرة ذويه المقربة ..
أشرح لنا يا ولد التاه و أنت وزير الاقتصاد المتورط في آثام ولد عبد العزيز حتى النخاع، أين حكمة سيدك في تعيين فني معلوماتية محافظا للبنك المركزي .. و نسأل ولد ابريد الليل و سنصدق أي رد يقوله، ماذا كنت ستقول اليوم عن ولد عبد العزيز لو لم يمنحك رئاسة مجلس إدارة كنام؟ ؟؟؟ يقول المتكلمون منذ قديم الزمن، إن “من أصعب ما في الوجود شرح البديهيات”.
ها نحن اليوم نصطدم بجدار هذه الحقيقة المسكتة؛ إن شرح أسبابكم أنتم و نسج الخيوط بينها مع أسبابها يحتاج عملا جبارا لا تستحقون ما سيأخذ من وقت لكننا نشكر قواميس اللغة المتخصصة على تولي شرح “النذالة” لنحيل إليه كل من يريد أن يفهم.. ـ في الأسبوع الماضي (الخميس الماضي بالتحديد) ، دعت فرنسا الرؤساء الأفارقة المنتخبين شرعيا لحضور اجتماع “فرانس آفريك” في باريس ، و لم توجه دعوة لولد عبد العزيز، فركب طائرة عسكرية ـ كما تطلق مواقع المخابرات على طائرات رش الجراد ـ و ذهب في “رحلة نقاهة” ـ هكذا تطلق مواقع المخابرات على أحد أتعس أماكن العالم (مزرعة ولد بايه، التي تعتبر إحدى أهم شواهد نهب المال العام)، في محاولة للفت الانتباه عن عدم دعوته من قبل فرنسا.. وقبلها بأيام ، اجتمع بعض القادة الأفارقة و قالوا إن رئاسة ولد عبد العزيز للاتحاد الإفريقي كانت خطأ فادحا و كانت الأسوأ في كل تاريخ المنظمة ، بل وصفها البعض بالإهانة الكبيرة لإحدى أكبر منظمات العالم (ثلث الأمم المتحدة و نصف دول عدم الانحياز) و حملوا فرنسا جزء من مسؤولية ترؤس ولد عبد العزيز لها (انقلابي جاهل، متآمر ، يفتقد إلى كل ما تتطلبه رئاسة الاتحاد، يحتضن على أرضه حركة تحرير أزواد الانفصالية و يدعمها بشكل معلن) هذه هي كانت أسباب احتجاجهم و هو ما يحاول أحمد باب مسكة ، باسم مؤسسة وهمية (تجمع الساحل) ـ لا أدري بتمويل من ـ استغلاله للعب على عقدة ولد عبد العزيز التي بدأت تخرج عن السيطرة في الآونة الأخيرة، من خلال تنظيم ندوة كبيرة في “قصر المؤامرات” (كما أسمته بنت الليلي)، اليوم الاثنين، تحت عنوان “رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي” .. و الحقيقة أن ولد عبد العزيز لم يترأس الاتحاد الإفريقي، فقد تم شبه تجميد رئاسته بطرق مختلفة كان آخرها تشكيل لجنة من ستة رؤساء برئاسة الرئيس السنغالي لاحتواء أزمة بوركينافاسو، من دون حتى علم ولد عبد العزيز.. و في مؤتمر داكار منع ماكي سال إعطاءه كلمة باسم الاتحاد الإفريقي فقاطعها وعاد مغاضبا و رفضت أمريكا إعطاءه كلمة باسم الاتحاد فلجأ إلى استكتاب مقال و ترجمته إلى الانجليزية و نشره في الصحف الأمريكية ليتحدث عن مخاطر الإرهاب في المنطقة و في لقائه بوزير الخارجية الأمريكي لم يسأله عن أي قضية إفريقية .. و كان من المقرر أن تقيم دول المنطقة قمة اقتصادية في بوركينافاسو، ألغاها بليز كامباوري و قال إنه لن يحضر قمة يترأسها عزيز و أن بلاده لن تحتضنها أبدا.. و الحقيقة أن رئاسة ولد عبد العزيز للمنظمة أصبحت تذكرنا بقصة “الكتاب” عند معاوية ، التي سبقت رحيله بقليل و الدعاية السخيفة التي رافقت الحالتين متشابهة حد التساوي في السخافة إلى درجة تدعو إلى الشفقة .. و لا أدري لماذا يجن الرؤساء الموريتانيون كلما شعر أحدهم بقرب رحيله ..؟ و من المؤسف أنه كلما جن رئيس موريتاني ، تحول أدعياء الثقافة في بلدنا إلى بهلوانيين حقيقيين يتراقصون على طبول سخافته؟ فماذا سيقول ولد أحمد مسكه عن رئاسة ولد عبد العزيز للاتحاد الإفريقي؟ يجب وضع حد في هذا البلد لابتذال المثقف؛ المثقف أكبر من أن يتحول إلى ببغاء في قفص حديقة بيت رئيس أو وزير أو تاجر .. المثقف يجب أن يكون أعظم من أن يصبح لعبة في خدمة أحد .. أو في قبضة آخر.. إن تهتك المثقف أمر مؤلم . و أعرف جيدا أنه ليس من بين هؤلاء مثقف بأي معنى للكلمة لأن المثقف تقال للمتعلم اليساري الشجاع لكنه على أرضنا، تعريف لا تلغي مقاساته المتعلم الجبان !؟
لقد قلت في المقال السابق إن ولد عبد العزيز ما كان يستطيع أن يقدم هذا العرض من دون الحصول مسبقا على ضمانات لتعاطي المعارضة معه، لكنني أقول الآن مع بزوغ شمس فجرها ، إن بعض البصمات على الوثيقة مثيرة للشك و الريبة و سيكشف التاريخ يوما إن هذا العرض تم تصميمه حتما بمشاركة أيادي من داخل المعارضة و لا أعني المعاهدة .. و قد كنت أخاف دائما من قوة نفوذ “الشخصيات المستقلة” داخل المنتدى، لا خوفا من هيمنتها على قرار المعارضة و إنما لقناعتي بأنها تمثل الخاصرة الرخوة للمنتدى لأنها شخصيات مدللة تربت في أحضان الأنظمة، تعودت أن تضغط حين يلفظها النظام لتفتح طريق عبور إلى أروقته .. ! إن هرولة المنتدى إلى هذا الحوار الغريب أمر مقلق جدا و مزعج جدا و مخجل جدا : أين ولد عبد العزيز الآن يا منتدى؟ و ما هي قراءتكم التحليلية لأسباب دعوته لهذا الحوار؟ و ما معنى وصفكم لشروط التكتل بالتعجيزية ؟ ـ التكتل لم يطالب بتسريح “بازيب” و لا بمعاقبتها و إنما طالب بعودتها إلى حالتها الطبيعية كأفراد من القوات المسلحة تخضع لأوامر قيادة الأركان لأن تبعيتها المباشرة لولد عبد العزيز ليست أكبر تهديد للديمقراطية فقط و إنما تمثل أكبر تهديد لوحدة الجيش أيضا؛ فهل نحاور ولد عبد العزيز اليوم كرئيس للجمهورية أو كرئيس عصابة تختطف البلد؟ لقد طالب التكتل في ورقة “ممهدات الحوار” بعدم تدخل الجيش في الشأن السياسي و تأتي مطالبته لحل “بازيب” لتأكيد و توضيح إصراره على أن يظل الجيش قوة محترمة لا يقبل إذلالها و لا تهميشها و لا إحلال قوة أخرى بديلة لها.
فأين التعجيز هنا؟ و من الناحية الإجرائية لا يتطلب الأمر أكثر من جرة قلم. ـ طالب التكتل ” بتخفيض الأسعار و بتخفيض أسعار المحروقات بشكل خاص .. يقول البعض إن تخفيض الأسعار أمر لا تتحكم فيه الدولة و هذه مغالطة غير بريئة : تعرفون جميعا أن الدولة تحتكر إيراد المحروقات بصفة مباشرة و تحتكر إيراد المواد الغذائية بصفة غير مباشرة (لأنها تمنحها حصريا لأهل غدة و أهل المامي و تطلق لهم الأيادي في التصرف في السوق كيفما يحلوا لهم) ؛ فكيف ينزل سعر برميل النفط من 180 دولار إلى 45 دولار و لا تخفض أسعاره في موريتانيا؟ من يقبل بهذا المنطق يعتبر موريتانيا دكانا لهذه العصابة و من يحاورها من هذا المنطلق يعترف ضمنيا بقبول شروط اللجوء السياسي على أرضها و هو أمر يمكن فهمه ، لكن ما لا يمكن فهمه هو اعتبار من لا يقبل به يطرح شروطا تعجيزية، ما لكم كيف تحكمون؟
ـ لقد قدم ولد عبد العزيز و عصابته ـ دون سابق إنذار و لأسباب لا نفهم لا ما تعلن و لا ما تسر ـ ورقة هزيلة ، مهزوزة المنطق، مرتبكة الموقف، تدعو لحوار عاجل بلا شروط و انتخابات نيابية و بلدية و رئاسية سابقة لأوانها و تتحدث ـ في هرولة الخائف ـ عن عمليات جراحية محتملة على الدستور و أمور غامضة عجيبة لم نألفها في منطق ولد عبد العزيز و لا سلوكه : ما يمكن أن نقرأه من هذه المعطيات لا يمكن أن يخرج عن أحد هذه الاحتمالات الثلاثة :
1ـ أن تكون الدولة منهارة و هذا احتمال تدعمه مؤشرات كثيرة على الأرض؛ انهيار العصب الحساس للدولة (وزارة المالية)، انهيار الأمن، انهيار النظام المصرفي، هروب المستثمرين الأجانب، مظاهرات العمال في كل مكان، مظاهرات الطلاب، قلق المعارضة من ضبابية الوضع …
إذا كان هذا هو ما دفع ولد عبد العزيز إلى تقديم هذه الورقة ، يكون طلب التكتل بالتحقيق في “ملفات الفساد الكبيرة”، مثل (ملف ولد باهيه، ملف اسنيم، مدرسة الشرطة، خطة أمل …) و الكف عن قمع المتظاهرين السلميين و فتح وسائل الإعلام العمومية بشكل دائم أمام المعارضة”، هو مجموعة الإجراءات الضرورية لاحتواء الوضع و تهدئة الساحة و خلق ظروف ملائمة لقيام حوار و البحث عن حلول و ليس فيها ما يخدم التكتل أكثر من غيره..
2 ـ أن يكون ولد عبد العزيز منهارا و هو احتمال وارد أيضا لأسباب صحية (أؤكدها شخصيا 100 في المائة) ، أو أمنية ( بعد محاولة اغتياله في “اطويلة لكصر” و محاولة تسممه قبل أسابيع التي ما زال ولد ماء العينين و زوجته يتعالجان منها في باريس) أو خوفه من انقلاب عسكري مكتمل شروط قيامه الموضوعية من كافة الجوانب ؛ و هنا يتطلب العمل على تهدئة الساحة و تفادي خروج الشارع عن السيطرة، إلى إعادة الاعتبار للمواطنين الذين تم فصلهم من العمل على أساس مواقفهم السياسية و اطلاق سراح سجناء الرأي والحقوقيين، والكف عن مضايقة الصحفيين كبوادر حسن نية و نوع من مد جسور الثقة مع الآخرين و التعاطي مع الوضع بعقلانية..
3 ـ أن يكون ولد عبد العزيز شفي بمعجزة من أوهامه و عنترياته و فكر في أنه يستطيع من خلال هذا التوجه بكل صدق نية أن يتوسل إلى الساحة السياسية بالصفح عنه إذا قبل قيام انتخابات نزيهة و شفافة يترشح لها أو يرشح غيره أو يقف منها موقف الحياد ؛ و في كل هذه الحالات يصبح المهدد الأكبر لنجاح كل شيء في هذا التوجه هو مال الفساد و هنا يكون شرط التكتل ” حصر ممتلكات الرئيس محمد ولد عبد العزيز ونشرها للجمهور” أقل ما يمكن المطالبة به .. و على المعارضة و الموالاة و الشعب الموريتاني و سفراء الغرب و رئيس مجلس إدارة المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و رئيس مجلس إدارة “كنام” و العمال الصينيين الذين يبنون العمارات الشاهقة في ساحة بلوكات ، أن يفهموا أن السكوت عن نهب المال العام الموريتاني حق لا تملك أي جهة صلاحية عفوه أو التنازل عن مثقال منه ؛ عليكم أن تتجاوزوا هذه النقطة لأنها لا تعني غير مؤسسات رقابة الدولة و القضاء الذين تم تهميشهما و تسييسهما و تعطيل صلاحياتهما لتحال كل خيرات البلد إلى جيوب عصابة جاهلة ، توهمت أن حمايتها لمن سبقوها و حماية من سبقوها لمن سبقوهم ستظل قانون “التناوب على السلطة” الأوحد في الديمقراطية الموريتانية ؛ فما معنى هرولة المعارضة إلى الحوار إذا كانت تعتبر المطالبة بـ”تطبيق مقتضيات الدستور وقوانين الدولة المعطلة من طرف النظام، مما أفرغ الدولة برلمانا وحكومة وقضاء وجيشا من كل مصداقية” ، عملا تعجيزيا ؟؟ من روعة شروط التكتل أنها انطلقت من عدة قراءات احتمالية لأسباب ولد عبد العزيز و طرحت لكل منها شروطها و أعتقد أن ولد عبد العزيز إذا أفصح عن أسبابه الحقيقية بصدق سيتنازل التكتل عن حزمة الشروط المرتبطة بالقراءات الاحتمالية اللاغية.. إن أي موريتاني اليوم ينتظر أي خير من وراء ولد عبد العزيز ، إما أن يكون ممن يعيشون على فضلات عصاباته و أمره معروف لدى الجميع و إما أن يكون ممن يعيشون على سمسرة الأزمات و هي مجموعات معروفة من الجميع هي الأخرى و تاريخها ناصع لا لبس فيه.. نستطيع أن نذكرهم به بالنقطة و الفاصلة فوق الطاولة و تحتها. و قد بدأ الترويج في الأيام الأخير لفكرة “عفا الله عن ما سلف” ، فإذا كان من بينكم من يملك تفويضا من الله بالعفو باسمه فليفعلها .. و من كان منكم يريد الذهاب مع ولد عبد العزيز فليفعلها “لا تثريب عليكم اليوم” سنكون ممتنين له بذلك لأنه لن يضر المعارضة و لن ينفع ولد عبد العزيز..
ـ إن من يجري في عروقه دم آدمي .. من في نفسه مثقال ذرة من كرامة .. من يدعي و لو كذبا ، ذرة من غيرة على سمعة بلده و كرامة أهله .. من يحمل في قرارة نفسه نتفة شفقة على هذا الشعب المستباح، لا يمكن أن يقبل بحل لا يفضي بسجن ولد عبد العزيز و جميع عصابته و بلطجية مدى الحياة مع مصادرة أملاكم أو أملاكنا على الأصح …