ملاحظات على فلم تمكتو
شاهدت مساء أمس فيلم “تمبكتو” للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساغو، الذي عرض ضمن أفلام ملتقى “قمرة” السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام في كتارا، وخرجت بالملاحظات التالية: – نجح الفيلم في تصوير الفظائع التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في حق الناس، حيث تمزق تلك الكائنات الفظة السكينة التي ينعم بها سكان المدينة الضاربة في اعماق التاريخ، وتصادر حريتهم وتتدخل في أخص شؤونهم الحياتية باسم الدين.
– حاول الفيلم تقديم رسالة مفادها براءة الإسلام مما ترتكبه تلك الجماعات باسمه، الا ان الصورة البديلة التي قدمها للإسلام الصحيح لم تكن واضحة المعالم، ولم تكن الحجج التي تقدمها الشخصيات المدافعة عن الإسلام المعتدل قوية أو مقنعة.
– بعض مشاهد الفيلم لا تخدم الرسالة التي اراد المخرج ايصالها: مثل القصاص من رجل الطوارق المنمي الذي قتل صيادا افريقيا..حيث تُظهر قضاء القاعدة وقد حقق العدالة واقتص لأم مكلومة من قاتل ابنها!
– نجح الفيلم في تسليط الضوء على بعض جوانب الحياة في تمبكتو، وعكس التنوع العرقي والثقافي لسكانها. كما عكس اختلاف لغات القوم وما يسببه من سوء تفاهم بطريقة لا تخلو من الطرافة. وعموما: قرأت كثيرا من النقد الموجه للفيلم قبل ان أشاهده، واعتقد ان من رأوا فيه تشويها للإسلام، في الغالب لم يشاهدوه وإنما بنوا آرائهم تلك على تقييم آخرين له. سعدت بسماع اسم موريتانيا يتردد في الأوسكار الشهر الماضي، كما سعدت بسماع اسمها مساء أمس في الدوحة.
عائشة سيد أحمد