الرعية على قلب أمرائها (غزواني مثلا)
محمد ولد محمد احمد ولد الغزواني (والده دفين عرفات انواكشوط، ولأجداد دفن بعضهم في أوجفت كحاضرة –وقتها –صوفية روحية، مقربة جدا من أسرة أهل غزواني العريقة ) .
أقول هذا الرجل بعد ذهابه في مهمة تكوين عسكري بمكناس المغربية، إلى جانب تكوينه العسكري هذا، التقط خيط حرية زائدة، وكان صديقا لعزيز– بصورة حميمية – بلغت حدَ الصحبة المستمرة، خصوصا فترة التكوين في المغرب، مع شخصين آخرين، وتعرفوا على أسرة أهل أحمد، ومن هناك بدأت رحلة عزيز مع تكيبر، وبدأت بعمق صحبة غزواني وعزيز، التي أفضت إلى تنسيق متكتم بارع، نجم عنه انقلاب عسكري سلمي، أنهى حكم قائدهم ولأدرى منهم بشؤون العسكرتاريا، لكنه ظلم بعض الإسلاميين و بعض الزنوج واستخدمت أحيانا حرمه منت أحمد للطلبه النفوذ –سلبيا – في بعض الوقائع ضد بعض أبناء عمومتها وغيرهم، فيسر الله – من حكمته وقدرته وانتقامه من الظلمة – أقول يسر الله لهذين السبيل الانقلابي المفتوح للخلاص من معاوية (ولله الأمر من قبل ومن بعد)، وليس لمعاوية ولا لعزيز ولا لغزواني، من باب أولى وأحرى!.
فكلهم ظلمة وانقلابيون، في صور مختلفة وحيز شعاراتي متقارب، يلعبون أدوارا مقدرة البداية والنهاية، متفاوتة الإيجابيات والسلبيات، يبحان الله!.
هذا الرجل والرمز الكبير بهذه المواصفات ونعني محمد ولد الغزواني طبعا، لا يليق به المجون إلى حد الاشتهار والتواتر، ولذا وجب التوقف بصراحة في هذا المقام، عند هذه النقطة، عسى أن يصل النهي عن المنكر إلى عامة الناس قبل المعني نفسه، مبالغة في التشهير بالفعل المشين، من أجل الإقلاع الفوري عنه لأن انتشاره والإصرار عليه، قد يسبب الانتقام الإلهي والعذاب الرباني الشامل، لقوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، والرعية كما جاء في مطلع المقال (عنوانا) على قلب أميرها أو قادتها البارزين المؤثرين، حتى أن عددا من الشباب “الشرفاء” وغير الشرفاء أضحوا لا مهمة لهم إلا “الوساطة الاجتماعية” لتحقيق مرغوبات القائد الأعلى للجيش، وربما لم يكن عزيز ببعيد، وقد تدخل على وجه راجح حادثة 13 أكتوبر 2012 في هذا السياق السيئ المقرف المثير.
قالوا لنا في الأسبوع الماضي ولد عبد العزيز تزوج تطبيقا للسنة “الظيار” من ابنة عم له تلقب “منت أبو” .. تدعى مريم بنت وداد، لكن الأمر لم يتأكد حتى الآن، وقد يدخل فقط في سياق شائعة منسوجة بإحكام للإنقلاب اجتماعيا أو على الأقل زعزعة مركزها ونعني تكبر بنت ملعينين ولد أحمد ولد النور، بعد الإنقلاب السياسي على ابن عمها معاوية يوم الأربعاء المثير،3اغشت 2005.
ونرجو أن يكون هذا الزواج المروج زواجا علنيا جريئا بدلا أن يكون فرصة للخوض غير المشروع في أعراض الناس، من الجهتين، من جهة أصحاب الألسن أو الأقلام المغرضة، لأن الشائعة لم تحسم إثباتا أو نفيا، ومازالت تتحرك بسرعة نحو المجهول ككرة ثلج على سطح ثلجي منحدر سحيق !.
ومن المعلوم أن تكبر “المكناسية” التي كان يخافها عامل أي والي مكناس، لكثرة أطوارها المراهقة، لاشك أن عزيزيخافها وهي كبيرة جدة، ويعي خطورتها باختصار، وهي للتاريخ العقل المحرك لانقلاب 3أغشت 2005، إثر خلافات بينها وابنة عمها عائشة بنت أحمد للطلبة، طردت على إثرها قبل أن تطرد عائشة انتقاما على يدها، ولم يكن عزيز إلا منفذا ومرضيا لخاطرها،وفي شائعة “منت أبو” أسرار أعقد وأخطر،فما هي مآلاتها على السطح السياسي قبل الاجتماعي، الله أعلم.
ولعل طرح السؤال أحيانا، أفضل من الإجابة غير الصادقة، أو حتى القريبة من الصدق.
وما يشاع أيضا عن غزواني، والمغلف بالزواج السري، والذي يكون غالبا مجرد غطاء ل”التسدار” والمجون الفاحش المتصاعد، المخفي بستار رقيق مكشوف، عن أعين الخلق، وليس الخالق، لأنه سبحانه تعالي وتعالى مطلع على تفاصيل ما نعلم وما لانعلم.
والمتواتر ليس محل التشكيك تقريبا، أن غزواني “امشعشع” بلغة المخنثين والبغايا، وهو المعروف جدا في هذه الأوساط، وهذا قد يكفي دلالة، ولقاؤه أسهل عن طريقهم لمن أراد، بدل السبل العائلية والبروتكولية العادية وهذا قد يكفي أيضا، ولا داعي للذهاب في نفي أو إثبات شائعته هو الآخر، والأفضل اختصارا، القول إنه (ابن الصالحين)، منشغل بصورة زائدة جدا، إلى حد الإدمان، بما لا يصلح له، ولا لأسرته العريقة والروحية الرفيعة الطيبة، وكذلك من باب أولى وأحرى بوظيفته، بوصفه الرجل الثاني في هذا الحكم الإنقلابي الاستنزافي الاستبدادي الحالي، والقائد أركان جيوشه، الهشة المخترقة أمنيا وأخلاقيا بوجه خاص، للأسف البالغ.
مثل هذين – عزيز وغزواني – لا يصلحان لإدارة الشأن العام، ولكن هذا منا معشر الرعية، حين لاتتقي الله وتأمر بالمعروف وتنهاهم عن المنكرات(شفقة ونصحا)، وليس كراهية لشخوصهم ومراتبهم الزائفة، طلبا لرجوعهم للحق، وطلبا أيضا لما هو أنسب للأمر العمومي.
فقائد الأركان حين تكون بوابته العاهرة أو “الوسيط الاجتماعي”، يعني هذا باختصار أن الأمر الذي تولاه ضاع وتاه في مجاهيل وسراديب الفساد والإفساد والإباحية – لاقدر الله – والتحلل المخيف المدمر!.
ارضوا أو اقتلوني أو تآمروا علي كما تعودتم، لكن مايهمني هو نصحكم، ولست كارها لكم، ولو أتيح لي مجالستكم بشكل مباشر، عن طريق باب طاهر، وليس عاهر، فسأقولها لكم مباشرة بإذن الله.
ولا خير فينا – رعية – إن لم نقلها، ولا خير فيكم – رعاة وقيادة – إن لم تسمعوها بلطف وشجاعة وجدية، وتنفذوها قبل فوات الأوان.
وقد قيل قدما، الرعية على قلب الأمير، وكيفما تكونوا يول عليكم .
فلولا سواد وانتشار الخبث والخبائث في المجتمع، لما ولي علينا مثل هؤلاء، منذ 1978والى اليوم، بل منذ 28 نفمبر 1960 ولى اليوم!.
صفحات سوداء، خير لكم أن تقرؤوها في الدنيا قبل يوم العرض الأكبر،يوم قيل فيه من قبل الله عزَ وجلَ، “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”، وقال تعالى فيه أيضا: “ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ”
صدق الله العظيم وبلغ رسول الكريم.
إن أسرة أهل الغزواني عنوان للورع والتقى والصوفية الأقرب للسنة، وعنوان للمكانة الاجتماعية والسياسية، ولاحقا المكانة الأمنية والعسكرية، وهذا الرجل محل الجدل، نتيجة لتوليه للشأن العام، وأنا لا أجامل إطلاقا في الشأن العام بإذن الله، هو رجل صموت خلوق، لكن المغرب معتدل الطقس، نساؤه حسناوات فاتنات، أو بعضهن على الأصح، وما ذهب إليه طالب علم أو مال أو غيره، إلا فتن غالبا، إلا من رحم ربك، وموريتانيا بلد المليون شاعر وفقيه و ولي وصالح، مع مرور الوقت وتأخر الزمن وانحطاط القيم، أصبحت بلد المليون عاهرة وقواد، والمجون أصبح هو الأكثر متاحا، حتى من الأكسجين في الفضاء الطلق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” ما تركت فتنة بعدي أشد على الرجال من النساء “، وقال صلى الله عيه وسلم: ))إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ((.
فهل نحاسب أنفسنا جميعا، قبل أن نحاسب جميعا أيضا، ولات وقتها وقت شفاعة القبيلة أو النياشين المعنوية أو العسكرية، أو مختلف الإدعاءات والأعذار؟!.
من أحب شخصا وقدَره، فالأقرب له طريقا للتعبير عن حبه الصادق له وتقديره الصحيح، أن ينصحه بصدق وحتى لو انفعل وغضب أو بكى أو أعقب ذلك حزن واسع في الربوع، وحتى لو أوجع وصرح، حسب ما تقتضيه المصلحة الخاصة والعامة.
وإني لجذيلها المحقق بصراحة، فالنصح في الجماعة تقريع ليس لمثل هذه الحالات المخصوصة، وأسلوب ما بال أقوام ليس لمثل هذه المخاطر المحدقة بالمجتمع كله.
فالسنة النبوية فيها التلميح غالبا والتلميح نادرا وحالات التصريح ستة بينها بعض الفقهاء والمحدثين منها حالة القائد المتجرئ على حرمات الله، خصوصا إن علمت سعة صدره واحتمال قبوله للنصح أو تأكد عدم قبوله وتبيين ذلك للناس ليبتعدوا عن مجاراته أو يتخلصوا منه بسلمية أوبأقل كلفة، وكذلك في القرآن المنزل من فوق سبعة أرقع، أي سماوات تصريح في حالات محددة، وهو كلام الله المحفوظ المعصوم من التحريف إلى يوم القيامة، وحتى يرفع من الصدور والواقع، فينساه الجميع ولا يعمل به الجميع وقتها ويتمحض الشر حينها.
فلا تقوم الساعة على أحد يقول أُحدُ أحدُ.
اللهم أغفر لعزيز وغزواني وغيرهم من سائر المسلمين في كل زمان ومكان، وألهمنا الصواب وإياهم.
وفي الحلقة القادمة إنشاء الله، فسيكون فيها مزيد من وضع الأصبع على مكان الإنتقاد والألم.
فنحن لسنا ساحة تجارب، لفيروسات “مكناس” أو ضحايا الغربة والابتعاث.
اعلموا يا سادة اللعبة الأغنياء الأغبياء المترفين، أن الله يقول: ” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ( 97 ) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( 99 ) .” ، وهو القائل: ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا “، وفي قراءة أمَرنا – بتشديد الميم – أي جعلنا نترفي القرية أمراء، وفي قراءة أخرى مد الألف (آمرنا) أي تكثير مترفيها، ولعلَ حالتنا جعل بعض قادتنا أو جلهم متلافين مجَانا، وقد فال الشاعر قدما :
يامن تمجَن مهلا
قد طال منك المجون
هونت عسف الليالي
هونت ما لا يهون
وللمجتمع عين خفيَة تراقب بدقة وتجمع المعلومات، على كافة أنواعها، ولو كانت أحيانا مشاركة، أو لا يتصور أحد أنها كفوءة لنقل المعلومات بأمانة وموضوعية، لغرض ما.
وقد تقع هذه المعلومات الخطيرة، كما حصل معي، في يد مغامر جسور في نظركم، وهي في الواقع وجه آخر لعملة إيجابية نقية خفية بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، ياعزيز يا غزواني وغيركما.
وفي هذا المقال التمهيدي نورد مثالا واحدا للخلوة المشبوهة، فقد استدعى القائد في أكجوجت، وتعني قائد منطقة إينشيري العسكرية في وقت سابق، وبالتحديد قبل هذا القائد الحالي، وقد عين لاحقا ترقية في انواذيبو، أقول استدعى هذا المأمور، وهو من الأصدقاء العسكريين المقربين لغزواني، قائدا عسكريا آخر أقل منه رتبة، وطلب منه تجهيز عناصر بملابس رياضية مع تسليمهم رشَاشات من نوعيات جيدة محددة، لإرسالهم إلى منطقة ما بإنشيري بعيدا عن أعين الناس، لأن قائد أركان الجيش محمد ولد الغزواني سيكون هناك في وقت كذا ومكان كذا بالتحديد في مهمة غير معلنة، في مخيم خاص!.
وامتنع الرائد عن تنفيذ الأوامر لأنه فهم الغرض، لكنه تملص بطلب الأمر مكتوبا، فخاطب القائد السابق لمنطقة إينشيري سأختار أنا العناصر وأبعده عن المهمة ولم يقبل الدخول معه في جدل لحساسية الموضوع، وإنما قال له “التقرير الفلاني الذي كتبه فيَ المقدم ولد اكبار السمسدي(وهو المعروف باستقامته وصرامته في التفتيش) انظر مآله، لقد مزَقه القائد غزواني أمامي وألقاه في سلة المهملات، اذهب أنا قائدك الأعلى لا تكرر هذا الفعل..” فقام الآخر بتوصية العناصر بتفهم وتحسس تفاصيل خرجة إينشيري، التي اتضح أنها عاطفية صرفة وبعيدة عن المهمة الأمنية للجيوش وقادتهم، وحتى لو كانت “سرية”، أي زواج سري – كما يدعي دائما المؤولون لتصرفات المعني – وسيظل السؤال الوجيه المشروع مطروحا، لماذا يسخر الجيش الموريتاني الغالي رغم نواقصه وفضائحه أحيانا، لخدمة “سريات” غزواني والتي لاتُعدَ ولا تحصى، حسب مصادر مطلعة جدا جدا؟!.
هذا إن ثبت أنها “سريات” وليست شيئا آخر، أقل شروطا وأكثر تحررا، على مذهب أهل هذا الزمان.
والفساد في الناس وليس في زمانهم، فلا تسبوا الدهر .
وباختصار مع الحلقة القادمة بإذن الله – إن لزمت – سينكشف الغطاء.
عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة الأقصى.