لن تغيروا الدستور إلا على نهر من دمائنا / سيدي علي بلعمش
ما ارتكبه ولد عبد العزيز و عصابته من جرائم في حق موريتانيا لم يسبقهم له إنس و لا جان، لا في موريتانيا و لا في أي بقعة أخرى من المعمورة..و موريتانيا اليوم لا تعيش أزمة بل تعيش كارثة حقيقية على جميع الأصعدة. و تظاهر ولد عبد العزيز بعدم الشعور بأي أزمة له أكثر من مبرر؛ فهو يعيش أزمة ثقة مع محيطه منذ ولد ..
يعيش أزمة صدق مع نفسه .. يعيش أزمة تصالح مع ذاته .. يعيش أزمة جهل تكدر متعة كل ما حصل عليه في حياته من أمور غير مستحقة.. يعيش أزمة ضيق أفق جعلته يبغض كل مثقف.. يعيش أزمة شعور بالذنب تغض مضجعه .. يعيش أزمة دونية جعلته يتمتع بإهانة كل كريم .. يعيش أزمة أخلاقية منذ بلغ الفطام.. يعيش أزمة انتماء .. و يعيش ولد عبد العزيز أزمة خوف مما يخبئه له المستقبل القريب لا يجد لها حلا، لا في “إستراتيجية” ولد ابريد الليل التي ستقودهما حتما إلى السجن و لا في رسالة رد ولد محم الأ”خيرة” على اتحاد قوى التقدم التي ذكرنا فيها بما كان من مصلحته أن ننساه بالضبط؛ لقد ارتضى ولد محم أن يقدم نفسه قربانا للتكفير عن جرائم ولد عبد العزيز .. ارتضى لنفسه أن يكون “خيار” نظام ولد عبد العزيز .. أن يكون هبنقة موريتانيا .. أن يكون “اشويدح” المشهد السياسي الموريتاني بلا منازع .. أن يكون آخر جحا على آخر سطر في قصة مأساتنا الأ”خيرة”.. إذا كانت موريتانيا أفسدها العسكر كما يقال فإن أمثال ولد ابريد الليل و ولد محم و ولد الكتاب و ولد الشدو و ولد احمد مسكه و ولد التاه من المدنيين الانتهازيين، هم من أفسدوا العسكر و زينوا لهم ما يرتكبونه من جرائم في حق هذا البلد الذي حولوه إلى أضحوكة حقيقية، تضرب به الأمثال في أكثر من مجال.. أمثال هؤلاء هم من يتلاعبون بعقول الرؤساء السذج ليحولوهم إلى مجرمين لينفردوا بهم في دوائر مغلقة و يكونوا وحدهم من يستفيدون منهم بعد تحويلهم إلى أعداء للجميع بالوشاية و النميمة و التحريض و التقول و التأويل و التحاليل المغلوطة .. و على الرغم من أن ولاياتنا الشرقية ظلت الأقل حظوة في توزيع الثروة و الأقل حظوة في اهتمامات الأنظمة على الصعيد التنموي، فقد ظلت الوجهة الدائمة لكل من يفكر في جريمة في حق الوطن منذ المستعمر حتى الحين.. و لأن التخلف و الفقر و الجهل بالحقوق و غياب الوعي المدني هو ما يحول سكان هذه الولايات إلى كرامات حقيقية لكل حاكم مفسد و كل حاكم مستبد، فمن الطبيعي أن لا تسعى هذه الأنظمة في تغيير أوضاع ساكنتها إلى الأحسن لأن تخلفها هو ما يضمن تبعيتها العمياء لهذه العصابات الماكرة… و إذا كانت النخب الأصيلة من أبناء هذه الولايات تصارع باستماتة منذ نشأة الدولة لتأخذ النعمة و العيون ألقهما كأهم ولايتين في البلد كله كما تستحقان بجدارة بمخزونهما الانتخابي الضخم و مواقعهما الاستراتيجية و دورهما التاريخي المحوري، فإن “نخبة” أبناء الموظفين الانتهازيين من الولايتين ظلت تقف بالمرصاد في وجه كل ما يمكن أن يخرج الولايتين من تخلفهما تماما مثل الأنظمة، لتظل أصوات ناخبي الولايتين لعبة في أياديهم ، يترقون في أهم المناصب و يحصلون على أهم الامتيازات من خلالها على حساب ساكنة الولايتين التي يطحنها الفقر و التخلف، المنسية في برامج الدولة التنموية و المهمشة على أكثر من صعيد .. كل المناطق التي تطور فيها الوعي (نواكشوط، نواذيبو، ازويرات، روصو…) لم تستطع الأنظمة المختلفة أن تحرز فيها أي انتصار انتخابي و كل المناطق التي تعاني من نقص في الوعي المدني تظل مسخرة لهذه الأنظمة الفاسدة.. و حتى على مستوى نواكشوط مثلا ، تجد أكثر سكان أحياء الصفيح المنسية مع الأنظمة فيما تجد حتى من استفادوا من فساد هذه الأنظمة ضدها و هي حالة غريبة تحول الجهل و التخلف إلى لعنة حقيقية.. و حين نهب ولد عبد العزيز كل ما في البلد و عبث بكل ما فيه بأغبى الطرق و أصبحت تفاصيل انحراف عصابته على كل لسان، أصبحت مشكلته اليوم كيف يهرب بما نهب فلم يجد له طريقا. كل الطرق مسدودة اليوم أمام ولد عبد العزيز بسبب ضغوط المعارضة؛ من كشف فساده و استهتار قيادته و سذاجة تفكيره و سطحية مراوغاته و جشع مقربيه و أنانية بطانته. لقد كانت له المعارضة بالمرصاد على جميع الجبهات ليكتشف الجميع فجأة أن معارضة الشعارات انتهت.. و معارضة مواقف المقايضة انتهت .. و معارضة سمسرة الأزمات انتهت .. المعارضة اليوم للمعارضين فقط لأنها معارضة دفاع عن الوطن ، ليس فيها ما يمكن الاستفادة منه .. لم يبق في المعارضة اليوم غير من يضحون بوقتهم و أموالهم للدفاع عن موريتانيا و لم يبق فيها مكان لغير الصادقين في مواقفهم، المضحين بأغلى ما عندهم.. ـ لم يبق أمام ولد عبد العزيز اليوم سوى أن يتمسك بالحكم ما تبقى من حياته أو يذهب إلى السجن ما تبقى من حياته.. فعن ماذا يستطيع ولد عبد العزيز اليوم أن يتكلم أمامكم من دون أن يستخف بعقولكم؟ لم يبق في جعبة ولد عبد العزيز غير الأكاذيب المكشوفة، يقول لكم ” ليس لدينا مصنع لرجال الأعمال” فمن صنع افيل ولد اللهاه و كمال ولد محمدو و ولد أبوه و تكيبر وابنك أحمد؟ حتى أهل غدة و أهل المامي ، لم يكن أي منهم غير تاجر بسيط ليتحول كل منهم فجأة إلى أخطبوط مالي دون سابق إنذار. يأتيكم ولد عبد العزيز اليوم بموجة أكاذيب جديدة ليضع حجر أساس كذبات مبتدعة من هنا و هناك لمشاريع لن ترى النور، هي كل ما تبقى في جعبته من مكر لا يعرف أصحابه الخجل.. كان على ولد عبد العزيز اليوم و هو يزور ولاياتكم للمرة الرابعة أن يتكلم عن إنجازات ، لا عن مشاريع مستقبلية لن تكون أكثر حظا من سابقاتها؛ إن الحديث عن بناء ثانوية و مستوصف و مركز لبيع “ياي بوي” إهانة كبيرة لأهم ولاية في البلد، يحتاج نهوضها إلى دمج ثروتها في دورة اقتصاد البلد عن طريق مشاريع ذات صلة بمخزونها الرعوي الضخم و طبيعة ساكنتها البدوية : استخراج المياه الجوفية، تطوير و تنويع الزراعة المروية، تحسين نوعيات الثروة الحيوانية، إنشاء مصانع متطورة للجلود و الوبر و استغلال العظام للدواجن و الزراعة ، توفير مصانع الألبان متوسطة و طويلة المدة، إدخال صناعة الأجبان إلى المنطقة، إعداد بنية تحتية لاستغلال إمكانيات المنطقة السياحية، تحويل معاهد تكوين و مدارس عسكرية إلى المنطقة لإحياء أسواقها و إدخال تقاليد حديثة إلى نمط الحياة فيها . إن حديث ولد عبد العزيز في النعمة عن الحوار مع المعارضة و التفاوض مع عمال “اسنيم” هذيان حقيقي و غباء سياسي سخيف لاسيما أنه هو من أفلس “اسنيم” بتحويلها إلى دكان للأسرة و هو من أفسد الحياة السياسية في البلد و حولها إلى مهزلة بأكاذيبه و استهتاره. و الحقيقة أن ولد عبد العزيز برمج هذه الزيارة في وقت كان يعتقد فيه أن الحوار سيكون مغريا للمعارضة و أن أكاذيبه ستنطلي عليها من جديد ليبدأ حملة تغيير الدستور. و حين أرته المعارضة أن حواره غير مغري و أسالبيه المخادعة لم تعد تجدي و أن عليه أن يستعد للخروج من الحكم، لم يعد لديه ما يقوله و لم يستطع إلغاء الزيارة المبرمجة من دون كشف أوراقه فقرر أن يفعلها من دون أهداف واضحة . و هذا ما يتخبط فيه اليوم بالضبط. و لا شك أن هذا انتصار للمعارضة التي أصبحت تركز ضرباتها على جهاز ولد عبد العزيز العصبي بمهارات كبيرة مدروسة المفعول.. ـ لقد كانت تكلفة زيارة ولد عبد العزيز للحوضين تكفي لشراء حوالي 150 سيارة إسعاف مجهزة .. كانت تكفي لتجهيز 5 مستشفيات بأرقى الوسائل .. كانت تكفي لدعم أسعار الأعلاف الحيوانية لتصبح في متناول الجميع .. كانت تكفي لحفر 200 بئر ارتوازية في ولاية يتهدد ساكنتها العطش .. كانت تكفي لبناء عشرات المدارس و عشرات النقاط الصحية و عشرات المشاريع الصغيرة المدرة للدخل… إن تظاهر السلطة بهذا المستوى من الثراء و البذخ و عجزها عن حل أبسط مشكلة في الولايتين عمل شيطاني، لو تم في أي بلد آخر لكان الرد عليه باستقبال الوفود بثورة حجارة تضيف انتفاضة ساكنة المنطقة إلى قائمة ثورات العالم الخالدة.. ـ يأتيكم ولد عبد العزيز و فريق ببغاواته اليوم بخطاب دعائي لا يعرف أصحابه الخجل ، مدعين أنه قاد ثورة صناعية و اقتصادية في البلد لم يعرف التاريخ لها مثيلا و كان عليكم فقط أن تسألوه أين كان نصيبكم من هذه الثورة؟؟؟ لقد حول ولد عبد العزيز حياة البلد إلى كذبة كبيرة لا يستطيع أي أحد أن يقف على أي حقيقة فيها و ما عليكم اليوم سوى أن تراجعوا وعوده لكم في الزيارات السابقة لتتذكروا ماذا تحقق منها على الأرض؟ و لم يستطع ولد عبد العزيز هذه المرة أن يواجهكم بخطاب لأنه ما زال يتهيب الإعلان عن حقيقة مهمته.. ما زال يبحث عن فرصة مناسبة للإعلان عن الجريمة التي قادته إليكم .. ما زال يستفهم هل لديكم الاستعداد لتقبلها أم لا. و حين لا يستطيع ولد عبد العزيز مواجهتكم بطلب تغيير الدستور، سيطلب من أطر و منتخبي أبناء الولايتين أن يوجهوا طلبا إلى رئيس الدولة ، يترجونه فيه بتغيير الدستور و تغيير نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني.. هذه هي الجريمة المخفية التي يقوم اليوم منظمو الزيارة بإدخال كل شيخ قبيلة على ولد عبد العزيز ليعين له ابنا أو يلبي له طلبا أو يدفع له رشوة لتهيئة الجميع لتقبلها.. و من واجبنا هنا أن نضعكم على صورة واضحة من مخاطر ما يقودكم ولد عبد العزيز إليه : ـ لن يتم المساس بالدستور إلا على نهر من دمائنا .. ـ من يتولى الدعوة إلى المساس بالدستور بدل ولد عبد العزيز، لن تفكه أي معجزة من الخلود في السجن بتهمة الخيانة العظمى.. ـ ما تقبل عليه موريتانيا اليوم أمر خطير و العاقل من لا يقبل أن يكون ضحية له .. ـ لقد رفض ولد عبد العزيز أن يشرك أي أحد في قيادة البلد و عليه اليوم أن يواجه مأزقه بنفسه ..
دعوا ولد عبد العزيز يعلن عن ما يريده بنفسه؛ فمن يسمع تبجح ولد محم في رده على اتحاد قوى التقدم، بما أنجزه ولد عبد العزيز من معجزات لا تقبل الشك على مستوى “اسنيم” ، يفهم بسهولة أن عصابة الانتهازيين التي تحيط بولد عبد العزيز قد استغلت غباءه إلى أقصى حد و ورطته في كل ما يمكن أن تستفيد منه و تبحث الآن عن توريطكم معه للتغطية على نفسها لتكونوا أنتم من أفسد ولد عبد العزيز .. لتكونوا أنتم من أفسد موريتانيا.. ليظل الآخرون يستفيدون من الأحكام و أنتم من تنقذونها، فما يستفيده أهل غده من أرباح من الأعلاف الحيوانية و المواد الغذائية أكبر 175 مرة من ميزانية الحوضين و العصابة.. ما يستفيده الصحراوي و ولد عبد العزيز من وراء صفقة المطار أكبر من ميزانيات الحوضين و العصابة منذ الاستقلال حتى الآن .. ما استفاده ولد بايه من الرقابة البحرية أكبر من ميزانية الحوضين مدة كل فترة ولد عبد العزيز المشؤومة، فلماذا يتوجه ولد عبد العزيز إليكم أنتم اليوم لتنقذوه من حبل المشنقة؟ لم يبق من وقت ولد عبد العزيز إلا ما يكفي لكشف كل حقيقته و حقيقة القطط السمان التي تلاعبت به، فانأوا بأنفسكم عن هذا المأزق .. تحملوا مسؤولياتكم التاريخية تجاه وطنكم .. اسمعوا أصوات محروميكم و مهمشيكم لا أصوات ثلة الموظفين الانتهازيين من أبناء الولايتين العاقين لتاريخها، الضاربين عرض الحائط بمصالحها. فليذهب ولد عبد العزيز إلى من وزع عليهم ثروة الوطن لينقذوه ؛ إن اعتبار تدشين مصنع لـ”ياي بوي” في النعمة إنجازا تاريخيا عظيما إساءة إلى أكبر ولاية في الوطن يجب أن يعتذر عنها النظام .. إن تبرع رجل أعمال أو عمدة ببناء ثانوية يمكن أن يفهم أنه مساهمة طيبة يشكر عليها لكن أن يقوم رئيس دولة بتدشين بناء ثانوية و يعتبرها إنجازا عظيما يواجه به سكان أكبر ولاية في الوطن، هذا لم يحدث لا حتى في موريتانيا أيام التأسيس. و الأدهى و أمر من كل ذلك أن مصنع “ياي بوي” لن يرى النور و الثانوية لن يراها غير الظلام.. و سيأتي ولد عبد العزيز إلى مدينة العيون الجميلة بابتسامة مختنقة لإطفاء حريق خرج السيطرة بسبب جهله و تعنته و ازدرائه بالناس و إذا كان رهاننا على ثانوية العيون الثائرة قد سقط ككل شيء آخر مع الأسف، فإن رهاننا على خريجيها ما زال قائما ، فاستقبلوا زعيم الأمة بما يستحق من حفاوة لأن ذلك ما يليق بمكانته غير المستحقة.. و بعودة بسيطة إلى الوراء قليلا ، نكتشف كيف يعيد التاريخ نفسه : حين سقطت الخطوط الجوية الموريتانية بسبب فساد نظام ولد الطائع (حين كان ولد ابريد الليل على رأسها) و انهارت سونمكس و نهبت المصارف (دلهي البركة و البنك الليبي) و بدأت ألسنة لهيب الفساد تظهر من تحت كل شيء في البلد، استدعى وزير الداخلية بعض الجرائد العميلة و طلب منهم أن يظهروا للرأي العام أن في موريتانيا حرية تعبير محترمة من خلال التهجم على كل مسئول في البلد لإظهار أن موظفي الدولة هم الطقمة الفاسدة التي تنهب البلد لا ولد الطائع و أقاربه (الذين أتوا على الأخضر و اليابس على مرأى و مسمع من الجميع). و قد كان لهذه الدعاية مفعول سحري أصبح بموجبه الشيخ العافية و بيجل و اسغير ولد امبارك و غيرهم مواضيع سخرية دائمة على صفحات كل الجرائد و نسي الجميع جرائم ولد الطائع و مقربيه. و اليوم يقوم ولد عبد العزيز نفسه بدل وزير الداخلية بحملة تشويه لموظفي الدولة للفت الانتباه عن ما ارتكبه هو و عصابة مقربيه من جرائم يعجز كل عقل عن تصديقها، لإيهامنا أن موظفي المالية هم من أفسدوا الدولة و نهبوا خيراتها: كل ما يدعي ولد عبد العزيز أن جميع هؤلاء نهبوه لا يساوي حتى الآن عشر عمولته هو من صفقة مطار نواكشوط الجديد وحده .. كل ما يدعي أن هؤلاء نهبوه لا يساوي خمس عمولته هو من صفقة الصيد مع الصين وحدها.. كل ما يدعي أن جميع هؤلاء نهبوه لا يساوي ثلث عمولته هو من صفقة مصنع الطائرات الوهمية.. كل ما يدعي ولد عبد العزيز أن هؤلاء جميعا نهبوه لا يساوي عشر ما يحصل هو عليه من عمولات شركة الذهب وحدها.. كل ما يدعي ولد عبد العزيز أن جميع هؤلاء أخذوه لا يساوي 1 في المائة من ما نهبته أجهزة الرقابة التي تسجنهم و أجهزة القضاء التي تنتظرهم و أجهزة النظام التي تصنع الدعاية لنفسها بسجنهم.. عليكم الآن أن تسألوا ولد عبد العزيز و هو بينكم، لماذا يمسك هؤلاء و يترك ولد بايه طليقا.. لماذا يمسك هؤلاء و يترك ولد أتاه طليقا .. لماذا يسجن هؤلاء و لا يعدم أولاد اللهاه و أولاد غدة و أولاد المامي و الصحراوي شنقا نهارا جهارا إذا كان يتمتع بمثقال ذرة من إنصاف .. لماذا يسجن هؤلاء و يترك نفسه طليقا كأن نهب المال العام مثل الانقلابات العسكرية إذا نجحت فيه تصبح بطلا قوميا و إذا فشلت تصبح مجرما؟ و هناك الآن جريمة أخرى ترتكب في موريتانيا لا بد من التنبيه إليها ؛ لقد أغرقت “الهابا” كل القنوات التلفزيونية و الإذاعية بالديون ؛ متأخرات حقوق البث و غيرها من الرسوم السنوية لتصبح تتحكم في مصيرهم . و تعرف “الهابا” أنها لن تحصل بأي معجزة على هذه الديون لكنها ترفض أن توقف بث هذه القنوات و ترفض في نفس الوقت أن تمحو هذه الديون عنها لأن الغرض منها هو أن تصبح تتحكم في مصائرهم كما يحدث اليوم لتتحول هذه القنوات إلى عمال بالمجان للنظام تماما كما يحدث الآن . و على المعارضة اليوم إما أن تسعى لتحرير هذه القنوات من هذه العبودية البغيضة و إما أن تعلن مقاطعتها لأنها أصبحت تلعب دورا هداما و هو أمر إذا انضاف إلى عمالة بعضها و عمولة بعضها و شروط الحصول على دعاية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و ميناء نواكشوط و شركات الاتصال، تتحول هذه القنوات الرديئة أصلا في كل شيء إلى أجهزة شرعنة فساد كما يحدث الآن و كما يظهر بالضبط من خلال تغطيتها المخجلة لهذه الزيارة الجريمة. لقد أخرت هذا المقال قليلا ليكون كل ما يفعلونه شاهدا على ما أقوله و اخترت له هذا الوقت حتى لا تفوتكم فرصة هذه الزيارة لتسمعوهم ما يحتاجون إلى سماعه منكم ، لا لتردوهم عن غيهم لأنه أمر مفروغ منه و لكن لتسمعوهم فقط أنه عليهم أن يكونوا جديرين بالاحترام ليستحقوا احترامكم، ليس إلا.