مؤتمر الصحفي أم فرصة للتحامل على الصحافة وبعض رجال الأعمال وعمال “سنيم” المضربين؟
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”
يا عزيز فضحت نفسك ونجح، -دون قصد طبعا حسب السياق المسجل- الزميل الشهم وديعه في استفزازك بسهولة لضعفك النفسي والسياسي في الوقت الراحل، وما سلم منك كالعادة أصهارك وبوجه خاص رجال الأعمال الثلاثة، الذين ما بخل إثنان منهم على الأقل أي جهد لحماية مصالحهم طبعا، بالتقرب منك بعد خروجهم من السجن، ومع ذلك قلت –ضمنيا- إنهم “سراق” بعبارة شبه صريحة، وأنهم سددوا ما اتهموا به من قبلك، وأنت تعرف أن هذا غير دقيق عموما، خصوصا جانب التسديد.
أما الملف فأوله فارق سعر معتبر، في سعر الأرز، وتضحيتهم وخسائرهم في مجال الزراعة البكر وقتها والمتسبب لهم في الكثير من التكاليف والخسائر الجمة، ومع ذلك لم يسلموا من معاوية، الذي ترك الملف في وضع شبه غامض لدى البنك المركزي، وقصدت إثارته، بعد أن أحرجوك انتخابيا بالتحالف مع ولد داداه ومسعود بصورة شبه مباشرة، رغم مناصرة أغلبية وقتها لداداه سنة 2009 إثر إتفاق دكار، وقبل ذلك من خلال المرشح الرئاسي الزين سنة 2007 .
وأقسم لك أنك لا تعرف “أهل الحجره” ولست منهم طبعا، ورب الكعبة، سيوجعك، ولن تجد من شفيع، ومدافع إلا صاحب هذه السطور، بسبب صلتك مع الحاج ماء العينين ولد أحمد.
أنت غاشم خسئت، لا تعرف سنة الحياة، ولذلك تعبث بالكلام وحرمات الرجال.
إن ولد وديعه الصغير سنا، بالمقارنة مع عمالقة السياسة والمال، الذين استهدفتهم صراحة، كاد أن يوقعها بك، وقد فعلها فعلا، جزاه الله خيرا، أيها الظالم المتغطرس، الغشوم الآكل للمال العام المستهزئ بحرمات خلق الله أجمعين تقريبا.
ولم تجد من تدافع منه إلا بعض أهلك، أنت لست رئيس قبيلة إفتراضا، ومن تنتمي إليهم شرفاء، لكنك أحرجتهم، وورطتهم تاريخيا من خلال هذا الدفاع الفج، الذي أفضل منه طبعا، التوقف عن إثارة ملفهم، على وجه مكشوف من التزكية، ونعني رجال أعمالك المصطنع بعضهم، إثر إنقلاب 3 أغسطس 2005، وخصوصا بعد وصولك المباشر للسلطة التنفيذية يوم 6 أغسطس 2008 على ظهر إنقلاب، على المغرر به عافاه الله، سيدي ولد الشيخ عبد الله.
تقول إن عمدة ازويرات السارق الأحمر بريئ، اشويخ ولد باي!، و”بلدوزير” أكل المال العام وإلتهام الأوراق المدنية والمالية على السواء نموذجي، وأنه جرى تفتيشه بصورة مماثلة للآخرين.
هذا كذب هراء وهراء يا عزيز الأرعن، لم تترك لنا من سبيل للدفاع عنك، وقت وضعك على أعواد المشنقة، ومن يدري قد يطالب البعض بمحاكمتك، وقد يصدر ضدك حكما مبررا مفحما بالإعدام، ينتهي بالإعفاء عن التنفيذ، وقد يصدر بعده حكما مخففا بالمؤبد، قد ينتهي بعفو رئاسي، إثر ضغوط وجلبة إعلامية وسياسية لصالحك، شفقة وتفاديا لتمزيق موريتانيا الحبيبة بكل مكوناتها بمن فيهم حتى مفسديها.
أنت غشوم فعلا ومغرور، “إرجال ما يندارو فلكفه”، كما يقال في المثل الحساني، ونابليون قال بأنه يفضل المعركة مع أصحاب الثكنات، أي الجيوش بدل أصحاب أقلام!.
وأما رجال الأعمال الذين ذكرت تحديدا، فإنك لا تعرفهم خصوصا محمد ولد عبد الله ولد نويكظ.
ستذكر ما أقول لك.
من استعديت فيهم وحرضت عليهم باستمرار بالأسماء، سيكونون سببا لك في كثير من الويلات في الدنيا قبل الآخرة.
إنظر إلى مصير معاوية، فهو محرج من ملف بعض الزنوج، الذين أعطيتموهم كل شيء، أكثر أو أقل مما يستحقون في نظر البعض أو البعض الآخر، ومع ذلك مازالوا يزايدون بهذا الملف الثقيل المؤلم اتراجيدي، الذي وقع فيه ظلم بعضهم للأغلبية العربية واستهدافها، حسب مؤشرات قوية راجحة، بعيدا عن الروايات المغلوطة، ووقع فيه أيضا –أي هذا الملف- والحكم للأكثر، ظلمهم “أعني بعض الزنوج” بصورة لا مثيل لها في تاريخ موريتانيا المعاصرة، وحتى مرحلة ما قبل ظهور الدولة الحديثة.
إن الظلم عاقبته وخيمة، أيها الجاهل الكاره للحق والكاره للصحافة، المدافع دون وعي، وكأنك سكران عن بعض أهلك وبعض المقربين منك مافيويا.
هذا مرفوض أخلاقيا وسياسيا ودستوريا، من قبل من يسمى رئيسا ظلما وعدوانا.
فأنت حقيقة لست رئيسا، إنك إنقلابي صغير و”تيفاي” صغير، وقبلي صغير ومغامر صغير.
لست قطعا من العيار الثقيل.
ولو كنت حاضرا للمؤتمر الصحفي وتحديتني بهذا الشكل، لخرجت على الأقل مغاضبا لكرامتي ولمهنتي، ولكن “أهل القبلة واسعين”.
لكنه بقي وألقمك حجرا من الإفحام، وعلى الأقل والاستفزاز والتساؤل الموضوعي الهادئ المحترم.
يقول وديعه الأديب المناضل العتيد، مجاملة وتهدئة للعاصف المتقلب، كأنه مرجل من شدة وقع الأزمات المتنوعة على وضعه النفسي والصحي القلق أصلا.
أقول يقول وديعه: “السيد الرئيس….السيد الرئيس”…!!!.
سبحان الله ما أصبر “أهل العيش”.
“إكصر أعماركم أنتوم ما تنفكعو”!، يكون في المكان والزمان “ال مختارين إنتوم”!
هؤلاء أيضا صحفيين وسياسيين تواصليين، كانوا على رأي البعض، ربما كذبا وزورا أقرب للتحالف معك بصورة ما، من باب الإعتبار بالتجربة التونسية، وتصفية السيسي الظالمة الوحشية لإخوانهم في مصر، هؤلاء أيضا إخوان موريتانيا تجرجرهم بقوة وإلحاح إلى ساحة المواجهة، هل أفلح معاوية في هذه المواجهة، لكنهم يحسبون بدقة، وليسوا مثلك أيها الغافل عن طبائع الشعوب والمجموعات.
إن “تواصل” حزمة قراره الخلفي عند “ازوايت الكبله”، وبعض “لعرب المستكبلين” مثل صاحبي جميل حفظه الله ورعاه، وألهمه الصواب ورزقه القبول عند الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
هؤلاء أيضا أصحاب القرار الخلفي، بغض النظر عن الدوائر والهياكل المباشرة للحزب القوي العتيد “تواصل”، سيضربونك عن قريب، ضربة قد لا تنتظر الإزاحة المرتقبة لحكمك، وستكون هذه الضربة، التي لا أعرف نوعيتها، مماثلة لمحاولة 8،9 يونيو2003 على يد صالح التي هزت نظام معاوية وقربت أجله السياسي، على يد حارسه الغادر، والطبع أغلب يوم الأربعاء المثير، 3 أغسطس 2005.
هذا المؤتمر الصحفي خطير جدا، ويحمل دلالات كثيرة وشيكة الوقوع بأحداث مترجمة على أرض الواقع لتلك الدلالات العديدة، أقول تحول هذا المؤتمر الصحفي إلى مؤتمر لتحدي واستفزاز الجميع، وكما يقال لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الإتجاه.
ففي أقل من ساعتين ونصف، حرقت كل أوراقك، فجاز التكهن بجدارة، بغرق نظام عزيز، دون وجه قابل للإنقاذ ربما، على وجه راجح.
“أطف… أطف”، “كيفت إل فدار بوك وعند شاشتك”.
هذه أموال موريتانيا وثرواتها وشأنها العمومي، لكنه فعلا مختطف، وعلى وجه بشع هذه المرة، مع حكمك الانقلابي الاستثنائي الغريب.
تتحامل على اشريف ولد سيدي محمد ولد عبد الله وعبدو ولد براهيم ولد محم ومحمد ولد عبد الله محمد السالك ولد نويكظ، ومع ذلك تزكي “اشويخ ولد باي”، اللص الأحمر، وتقول بأن ما قال في الحملة البلدية المنصرمة عاد، وما يفعل “امربيه” ذي الأسماء الثلاثة المفبرك بعضها، سليم ونوعي!.
سبحان الله.
يرى القذى -كما يقال- في عين أخيه ولا يرى العصا في عينه!.
سبحان الله، هذي تربية “دارا مستي” وفيروسات “شيشاوه”، حيث كان البعض منا في ضواحي مراكش، قبل قيام الدولة الوطنية بموريتانيا، وهذه المرة في المغرب، ذلك البعض المشار إليه يعتدي ويسرق على الناس، واضطر الملك المغربي وقتها إلى إصدار “ظهيرة” أي بيان ملكي عالي، وإخراج بعض الأسر من المغرب، وخصوصا بشيشاوه بضواحي مراكش، عسى أن تبرد “أتراب” الأدارسة الشرفاء وأبتلينا بعد ذلك بنسل بعض هذه الجالية المهاجرة قسرا، بعد أن أقام بعضهم لا كلهم، في “دارا مستي” و”اللوكه” بالسنغال، ثم بعد الكثير من المشاكل أيضا رجعوا إلى موريتانيا، التي ابتليت بهم الآن، لان الرعية تحكم على نسق ومدى ضعف أو توسط أو قوة صلتها بالله والقيم المثلى.
فعندما ترك بعض ساكنة هذه الأرض الصلاة جماعة، أو أغلبهم –على الأصح- وشاعت فيهم الخبائث أو أغلبهم، وتناسوا ذكر الله أو أغلبهم، حلت عليهم العقوبة الربانية العادلة، عبر تسلط بعض حكامهم على ضعفائهم وأقويائهم على السواء.
فأرجعوا إلى الله واهجروا الربا والزنا وجميع صنوف اسلخنا، وإلا فإن السياسة النظرية والحزبية الضيقة والشعارات الديمقراطية الجوفاء والمعايير المزدوجة عندكم جميعا، لا تكفي لإنقاذكم من هيدالة أو معاوية أو أعل أو عزيز أو غيرهم من لائحة الطغاة.
وقد يأتيكم إسلاميون جديد، تكتل بيافطة شعاراتية إسلامية، ويسومونكم سوء التمييز والجهوية والمحسوبية، وخصوصا عند الصراع على المغنم والكعكة، فلا تعرفوا أرحم بكم طغاتكم السابقون، أم أدعياء الشعارات الإسلامية الجذابة والتبتل أم طغاتكم الواضحون، السيئون مثل صاحبنا الحالي المغرور المستكبر، الذي أكل الأخضر واليابس، ولذلك لا يستغرب أحد، إن دافع عن سماسرته، وخصوصا أعزهم إليه “إشويخ ولد باي” و”أمريبيه”!!!.
فعلا يستحقون التصغير على الأقل وأكثر من ذلك.
ماذا يمكن أن تفعلوا فوق ما فعلتم حتى الآن، تسرقون أقواتنا وتجلسون تتفرجون على جوعنا ومأساتنا ومذلتنا وغبننا، وعبر شاشاتكم الصقيلة النوعية “إبلازما” أي من النوع الجيد المكبر للصورة والمقرب لها، كأنك تعايش الحدث المنقول عبر الأقمار الصناعية، وأنتم تشاهدون الطاغية الأحمق، “المزبي” يدافع عنكم، لأنكم تعرفون تفاصيل نهمه، و”كرعته” من سرقاتكم، التي لا يمكن أن تدفنوها في حسابات لاسبا لماس وسويسرا وغيرها، إلا بعد أن توصلوا له “كرعته” عن طريق بعض أفراد أسرته أو مافياه في الداخل أو الخارج، على وجه مكشوف أو مستور، سائلا نقديا أو عقارا أو غيره، ولا لما بقيتم في مراكزكم التي ستحرقكم في الدنيا قبل الآخرة!!!.
فعلا كان مؤتمرا صحفيا حارقا لجميع أوراق الطاغية العسكري المتكبر، وما أبقى هذا المؤتمر الصحفي الغريب المشحون لهذا المغرور من صاحب، وخصوصا في ساحة رجال أعمال “اسماسيد” وساحة “سنيم” ومضربيها بوجه خاص، وساحة الصحافة.
إنني يا عزيز أعرف بأهلي وخاصيتي أكثر منك، فهم أهلي من جهة “الإسلاميين التواصليين وغيرهم”، رغم الخصام المستمر والإختلاف المشروع الذي لا يفسد للود قضية عند بعضهم، وأهلي الدمويين، أي من جهة الدم والعرق “اسماسيد”، من رجال الأعمال، خصوصا الذين ذكرتهم ولم يبخلوا أي سبيل ذكاءا ودهاءا ومسالمة مركوزة في تربيتهم ونسيجهم البشري الخاص، لتفادي التصادم المستمر معك، ومن وجه آخر أعرف أيضا أهلي الأغلى علي من هؤلاء جميعا: “الصحافة”.
ورب الكعبة لقد دخلت البارحة نفقا مظلما، أنت “موزابي يا الراجل”، و”لا تسمع ولا تلمع”، كما يقال في المثل الحساني.
باختصار دخلت فعلا “أزر نداك” كناية عن النفق المظلم، الشديد العقد والتشابك!!!.
وإلى الحلقة الثانية بعد رجوعي من أطار، قصد زيارة الوالدة، وأنا وحيدها، عسى أن “تحجب علي” أو تدعو لي بعبارة عربية أصيلة، لأنني أنوي الدخول معك في هذا النفق، عافاني الله وإياك منه سريعا، مخاصمة ونصحا خالصا لوجه الله،لإنقاذ الناس منك، ولإنقاذك من نفسك، هداك الله وحفظك.
لأنك صهرنا ونحن نعرف ولو نسبيا، للمصاهرة حقها وقدرها الكبير، دون إفراط أو تفريط، أي دون غلو في أي جانب ودون تهاون بالشأن العام المقدم على كل إعتبار، ولا يمكن أن يرافقك في هذا المنعطف الحرج، إلا قليل من الناس سرا أو علنا، عبر الدعاء والتوجيه الصادق المؤلم غالبا، الهادئ أحيانا حسب الاقتضاء.
وأول من أسأت إليهم، رغم تصورك بدفاعك عن بعض صنعتك من رجال أعمالهم، ورجال أعمالهم قبل وجودك ووجود موريتانيا، أقول هؤلاء الشرفاء “السباعيين”، الكرام الأعزاء عندنا.
أسأت إليهم بصورة بالغة، من حيث لا تدري، حفظهم الله من ارتدادات تصرفاتك وأقوالك غير المحسوبة.
وديعه أنت “مانك امحجب أشكايس شور الرئاسة”.
“أمنادم أطف الظو”، فتخيل لي انه سيضربك شخصيا، ودون إنابة أحد، أما لطرد فأقل ما كنت أتصوره، لكن هو “بانضي” و”أنت أبنض منو”.
مالك لا تأخذ هاتفي ولا تنشر مقالاتي في سراجك المضيئ المناضل، الذي دخل التاريخ الإعلامي والنضالي من أوسع أبوابه.
هنيئا لك ولزملائك في السراج، أما موريتانيا مسكينة، فتحتاج إلى كثير من الصدقات وقيام الليل والدعاء والنصح الجريئ الفدائي بحزام ناسف لا قدر الله، حتى أنه يغلق الضوء والبث عن صاحبه ويهدد بأغلب أنواع التهديد.
لكن لا تخاف، فإني صاحب تجربة في هذا الباب، والسعيد من إتعظ بغيره “السارك أذليل”.
فالطيبون من أي قبيلة أو مشرب لا يعنيهم هذا، والسراق المعتدون يعنيهم المثل السابق.
قال تعالى لموسى عليه السلام، يهيئه لمقابلة ودحر فرعون بعد أن يستعصي في نهاية القصة والمشوار أمر هدايته: “أقبل ولا تخف إنك من الآمنين”
“لا تخف نجوت من الظالمين”
“لا تخاف دركا ولا تخشى”
“لا تخف إنك أنت الأعلى”
وقال الله تعالى: “فجعل من دون ذلك فتحا قريبا”.
لعلي لا أعود من أطار بإذن الله، إلا وقد أزحتم صاحبكم دون أذى، فهو شريف صهر الشرفاء، لا تأذوه، وإنما أزيحوه بعيدا عن الشكلية الإنقلابية المرضية، “أي من المرض”، وهو هنا من المرض المعنوي للأمة، وليس الأشخاص فحسب.
ولكم في تونس درسا وعبرة.
اللهم سلم…سلم….لقد إقترب الإعصار…اللهم إحفظنا من فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منا خاصة.