اقتراب الزوبعة من مركز الإعصار، احذروا قبل فوات الأوان
يا عمدة ازويرات، تحاور، نيابة عن عزيز، نيابة غير مفهومة، إلا في سياق مفهوم الدولة الغائبة تقريبا.هذا لعب في الوقت الضائع.المشكلة أكثر من اسنيم، ولو أتيح لك أن تقنع المعنيين، بقبولعلاج سرطان –لا قدر الله- بحبوب تهدئة، وهذا مستوى بعيد من وعي النقابيين ومناديب العمال، الذين تحاورهم غصبا عنهم، لأن ولد عبد العزيز أغلق الباب في وجوههم وخوفهم!…
إلا أن هذا كله، من طرف جميع الأطراف مجرد لعب أطفال. بل نفترض بأنكم تجاوزتم، وبأسبوع واحد، معضلة اسنيم وتحايلتم عليها، وعلى الرأي العام المحلي والدولي كعادتكم بسهولة أحيانا، خارقة مثيرة للنواميس تماما، لكن ربما على مذهب الطبيب القاصر غير المهني، حين يخفي حقيقة مرض زبونه، عنه أو عن أسرته الضيقة، فيموت فجأة بعد أيام قليلة، لكن ماذا سيحدث بعد أسبوع من الحلحلة المفبركة لأزمة “سنيم”، المستعصية على الحل بصراحة. أكرر طرح السؤال، ماذا سيحدث بعد أسبوع من إدعاء أي حل أستبعد مع القطاعات الأخرى، وخصوصا قطاع التعليم والصحة وغيرهما، من القطاعات المضربة بشكل مزمن، من حين لآخر، ومنذ عدة سنوات، بسبب الفشل والعجز المتواصل، عن حل جزء مقبول من توترات هذه المجالات الحيوية، شبه المنهارة، بالمقارنة، حتى مع صحة وتعليم، جميع الجيران، حتى “دولة” البوليزاريو، التي لم تلن إستقلالها تماما على أرض الواقع. كنت وصديق لي قريب مني، على طريق أكجوجت-أطار صباح يوم السبت المنصرم، فقلت له، وكان الوقت صباحا شبه مبكر، بعد اتضاح الرؤية وقبل اشتداد أشعة الشمس الحارقة نسبيا في المناطق الشمالية هذه الأيام، خصوصا في إنشيري وآدرار. قلت له هل ترى “تماكوط” من هنا، والتي تبعد 40 كلم من أكجوجت، ونحن هنا نبعد منها 35 كلم، أي من القدية التاليه أو الجبل الأخير “تماكوط”، بلغة صنهاجة القديمة. قال لي نعم أراها بوضوح، قلت له كذلك الأمور البعيدة في نظر البعض يراها البعض الآخر أحيانا، قريبة جدا وبالصورة المكبرة، تبعا لأسباب متعددة، عادية وغير عادية، وبوضوح وعلى وجه اليقين دون تردد، سبحان الله! ثم تحدث الوقائع على الأرض، مصداقا لتلك الرؤية الإستشرافية البشرية العادية، في حساب من يتقن التوقع على ضوء الخبرة السابقة بمسرح الأحداث ومقارنة الوقائع بتوليد وقائع جديدة تتطابق مع تلك الرؤية النظرية الصرفة، التي تضحك منها العامة ومن يتصورون أنفسهم نخبة أو خاصة الخاصة أحيانا. ولله في خلقه شؤون وأسرار لا يعلمها إلا هو، قال تعالى: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا”. وقد تكون هذه الرؤية الإستشرافية الجذابة للأرواح والنفوس والعقول الكبيرة، ببساطة عن طريق الرؤيا الصادقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يراها الرجل أو ترى له، وقد تكون أحيانا عبر نوم رجل كافر يهتدي إلى نبي مأول، تتحول رؤياه إلى خطة إنقاذ إقتصادية “إقرأ سورة يوسف”.ورتل وإصبر وتأمل ولا تستعجل التكذيب ولا تبالغ في التصديق في شأن كل حلم غائر في الصعوبة تمييزا بين هويته الربانية المباشرة أو النفسية المختلطة المازجة بين الحق والباطل وشهوات النفوس ومتاعبها، وربما أحيانا لقاءات الشياطين وخزعلباتها ولذلك سنة لمن رأى رؤيا سيئة أن يلتفت ذات اليسار ويقول بعد النفث فتخرج من صدره بإذن الله أسبابها الكامنة المتوارية، الموسوسة. أجل عبر استجابة الدعاء الخاص بالرؤيا السيئة، اللهم إني أعوذك بك من شر ما رأيت وأما إن كانت حسنة فيتفاءل إختصارا بأنها مصلحة الدنيا والآخرة. وقد تكون هذه الرؤية الإستشرافية أيضا، عن طريق الإلهام الرباني أو غير ذلك من مصادر البشر التقليدية وغير التقليدية. وباختصار “سنيم”، إضرابا أو أزمة وطن، في ظل حاجب ربما للبعض أو الأغلب، عن حقيقتها، التي هي أزمة معقدة متنوعة الأوجه، تكبر وتتزايد، وإن حصل لها حل مؤقت ما، فهو مجرد مسكن للألم، وتعرفون ضديا معنى مسكن الألم، وعدم جدوائيته في دفع ومحو الآلام المزمنة. والمسكنات والحلول المفبركة، قد تسمح بعودة الوجع، ربما -لا قدر الله- بأشد وأخطر مما كان!. ويومها تندم جميع الأطراف لأنها سكنت فحسب، نسبة من الوجع والألم، بصورة عابرة مؤقتة، دون علاج جذري مجتث لأغلب أسباب المرض على الأقل!. إن الله لطيف بعباده، اللهم سلم، سلم. إن الخطر قد إقترب من المساكن والديار والربوع والذراري، ونحن أغلبنا لا يرى شيئا، بل يحسبون بعض الصارخين وعويلهم الذي ملأ الأفق، دون رحمة أو توجع أو تضامن مع مأساتهم، مجرد “شحمة وبلكة”، إلا أن أنين بعض عمال “سنيم” وأسرهم ومراجلهم الفارغة، التي لا تهم ولد عبد العزيز ولا عمدته المزور عبر الأوراق النقدية الهائلة. أقول هذا الأنين ربما في كل بيت من موريتانيا وأزويرات ونواذيبو وغيرها من مدن الداخل، أجل في كل بيت من مدن أو حجر أو خيمة ووبر، وربما تحت كل حجر خصوصا أو “امحارة” فارغة، جرف ترابها من فوقها ومن تحتها وجوانبها، بحثا عنها، لتكون دفئا وسكنا فاتنا زاهيا زائلا، زائفا، في بيوت مرفهي تفرغ زينه بنواكشوط و”دبي” بنواذيبو، وغيرها لا على سبيل المثال والحصر، دون تذكر أن ذلك البنيان الدنيوي بعضه أو أغلبه، من دماء ممصوصة مغتصبة، منتزعة دون رحمة وبوحشية نوعية، من عرق أوشك عن التوقف عن النبض والحياة بإيجاز. فهل من مغيث أو منيب مستيقظ نابه، أو منتبه، لهذا الظلم المروع التاريخي، المشين المقرف، المعنون بالعناد وتكريم اللصوص، مثل اشويخ ولد باي، عبر تقديمهم للتحاور والإصلاح، وهم رأس حربة الفساد واللصوصية النوعية العابرة للقارات، عبر شراء الفنادق والإستثمارات والعقارات الثمينة، محليا ودوليا. وأسألوا -إن شئتم العارفين بالقطاع العقاري في نواذيبو-، هل ترك “أشويخ” من عقار ذي بال في كثير من أحياء نواذيبو إلا وأشتراه دون تردد أو مصاعب في السيولة النقدية الحرام، الحرام فعلا. إلا ما شاء ربك، من كسبه الحلال، عافى الله عمدتنا هذا “الشيخ ولد باي” مما أخذ من حقنا وثروتنا العمومية، وخصوصا السمكية. لكن رئيسنا لا يحب ولا يقرب أحيانا إلا كبار اللصوص وأهل الخنا، وعشاق الليالي والكؤوس المنعنعة “المسكرة”!!!. إن حالة الإحتقان على الصعيد الوطني تتصاعد وتتفاقم نحو المجهول المعلوم، أو على الأصح المجهول عند العامية الغافلة عن قيام الليل، أو المغفلة المدجنة، عن قصد. كما أن خبراء ومتابعي الشأن الوطني بإدمان وإخلاص وموضوعية، ولو قلوا، فهم أيضا يتوقعون بعض ملامح ومصير أزمة ما، دون أن يجرموا أحيانا، بحكم صعوبة أو تعقد قراءة تقلبات الطقس عموما، والطقس الإنساني أو السياسي منه، على وجه الخصوص!!!. اللهم سلم، يا رب العرش العظيم، اللهم لا تصبنا بفتنة تعمنا، أو حتى تخص الذين ظلموا منا خاصة، إستثناء منك ورحمة بهذا الشعب وهذه البلاد، لأسباب أنت تعلمها ونحن لا نعلمها، فكل ما إقترب منا إعصار، لاحت وإشتدت نذره، فأصرفه عنا، مرارا وتكرارا إلى يوم يبعثون، يا رب العرش العظيم، يا أكرم الأكرمين…إن هذه الليالي والأيام جديرة بقيام الليل، والصدقات والتسامح والتقارب والتحاور الجاد دون غبن طرف لطرف، وإلا لا قدر الله توقع الأسوأ وسيكون إختصارا إحتقانا يرزق الله إثره مخرجا يبعد الطاغية العنيد دون تصفية الحساب معه أو مع أي أحد، ودون أن يسكب تعديا أي كوب ماء لأحد أو أقل من ذلك وأكثر، حرصا على المرور الآمن من قنطرة الأزمة إلى شاطئ الأمان بإذن الله، ألا ترون هذا الموج الذي أراه، اللهم سلم، سلم، إن الرؤية بالبصيرة لا بالبصر وحده اللهم سلمنا جميعا، واجعلنا المنطقة المستثناة من الفتنة في آخر الزمان، المستقاة من الحديث النبوي، ولعلها أوسع رقعة من بلادنا بشيء غير كبير جدا، ولعل من قبلي مثل الشيخ العلامة الصارم في الحق محمد فاضل ولد اباه ولد محمد الأمين اللمتوني الوزير السابق في عهد معاوية قد أشار لبعض هذا في تفسير للحديث النبوي المشار إليه، من أن منطقة في المغرب ستسلم من الفتن، أو على الأصح تبعا لسياق الحديث بعض الفتن وهي بحر لجي بعضها فوق بعض اللهم سلمنا من سائر الفتن ما ظهر وما بطن وسلمنا منها جميعا، ولاة بالإزاحة إن أصروا على الظلم وأبوا الأوبة والتوبة وسلم الرعية بقول الحق والصبر على ضريبته والإصرار على نهجه صلى الله عليه وسلم، المحجة البيضاء، التي ليلها كنهارها لا يزيغ إلا هالك. وإن أردت فتنة غير مردودة عن العرب في هذا المقطع الصعب من تاريخهم الغريب، المفعم بالبطولات والخيانات على السواء. اللهم فأجعلنا مخصوصين بالسلامة من هذه الفتن وغيرها، وأنت أرحم الراحمين، ولا يكون ذلك إلا بالتسامح المطلق وبالدعاء للظالم أن يهديه الله بكف شره، عن نفسه وعن غيره. إن دعاء أهل الخاصية مطلوب، وغيرهم كذلك، من أهل الحكمة والدعاء الخفي غير الممنون، وغير المروج له طبعا، وغير المدفوع الثمن، وليس رفضا لجواز ذلك، إلا أن زمن عزيز الإنقلابي القبلي”، ليس زمنا تتساوى فيه الموازين بين الناس، وإنما “القيسة” بفتح القاف أي بالحسانية “مليت الدلو”، جهتها معروفة، وأن إختلقوا الصراع أو كان حقيقيا، لكنه محدود الأثر، إن لم يكن محسوبه!. وقد قيل سلفا، أن “حناشت مراكش يتصارعون بينهم ظاهريا للإيقاع بالطرف الثالث” وذلك في المغرب الشقيق، ولنا جميعا حظ من ذلك، من مختلف المشارب تقريبا، حتى كاتب هذه السطور، المسكونة بالغضب والتوتر و”اتحمجي” للأقربين والأبعدين دون فارق كبير، ولا أدعي الموضوعية المطلقة، المستحيلة أحيانا بصراحة. أقول هذا المشرب المغربي المجاور، لكل واحد منا -إلا من رحم ربك- منه نصيب تأثر، إما بحكم العرق والقرابة. العرق دساس “فإن العرق دساس” كما قال صلى الله عليه وسلم، وإما بحكم الزيارة والمشاهدة لذلك الأسلوب المراكشي المكشوف. إن صراع إعل وبوعماتو وعزيز من أجل بقاء -الإمارة السباعية الظالمة البخيلة على رأي البعض-. أوقفوا سفيهكم المتغلب هذا بسرعة، قبل فوات الأوان. إن بعض السفهاء قلة في بعض القوم، وكما قال الإمام بداه ولد البصيري رحمه الله: “لكل قوم سفهاء”، لكنني أقول مردفا على هذه الحكمة البصيرية، إن سفهم من لم يعرف بالسفه، نوعي، وهو أحيانا ضرورة للبقاء، وخصوصا للمتضررين من غير الحاكمين، وهم ونحن أجدر به في نظر البعض، حسب سياق الوقت ومردودية المصلحة المبتغاة ولو بأسلوب غير رشيد حسب تصوري الرافض بدء وإنتهاء لأي عنف بين المسلم في كل زمان ومكان. لقد أثرى بعضكم معشر الشرفاء المتحكمين، ثراء تجاوز مافيا “اسماسيد” أيام معاوية وكلهم سواء، وإنما أنتم وهم أهل وجيران وأصهار وأخوال بعض لبعض وأبناء عمومة إن ثبت لكم الشرف جميعا، تتبادلون المصلحة أيضا مثل مبادلتكم المصاهرة، رغم خطورة المغامرة الحالية بوجه خاصة. “إلفوك الفوك الديكه واتحت اتحت الصحبة”، على بقية أهل موريتانيا المساكين، لأن “اسماسيد” ربما النظام الحالي هو آخر نظام شبه مباشر، بحكم المصاهرة المباشرة المتكررة مع رأس النظام، وإن غضب ظاهرا، فهو يخدم غصبا عنه مصلحتهم رغم الصراعات الحقيقية أو المفتعلة. هذه هي حقيقة هذا النظام في هذا الصدد، بعض النظر عن ما أقول شخصيا أو غيري، وما يهدد به بعضكم، ويرعد ويزبد تنفيذا وإبتغاءا لأدوار محددة، وما يتحدث عنه الكثيرون من عداء وخصومة بين القبيلتين الكبيرتين المرتبطتين مصلحة ومصاهرة مجرد مغالطة للمغرر بهم، ربما في سياق صراع أبناء العمومة ” الشرفاء السباعيين والسماسدة” على نهج “حناشت مراكش”. وأما تدعون كذبا من كره تيفايت “اسماسيد” وإستهدافهم، فلعله جزء من اللعبة، بينما يتصور البعض وهو محق أيضا في نظر البعض الآخر، أنكم مجرد حلفاء في اللعبة المافيوية التاريخية، القديمة الحديثة، المتجددة بأوجه حسب الاقتضاء. وفي حلقة قادمة بإذن الله سيتأكد لكم، يا أهل موريتانيا أنكم صغار العقول والفهم والإدراك، رغم أن اللعبة الحالية أوشكت على الإنتهاء، لتبدأ من جديد بصبغة جديدة وتحالفات جديدة بنكهة أخف، ذات طابع مدني تشاركي. وكما قال الدوري عندما دخلت أمريكا بغداد صدام الشهيد رحمه الله، “إنتهت اللعبة”، فإني أقول لكم جميعا، حتى لو إدعيتم ما شئتم يا أبناء عمومتي، إنكم جميعا تلعبون في الوقت الضائع!!!. الزوبعة على الأبواب، وقريبة من مركز الإعصار لا قدر الله، فلا تترددوا في التوبة أو الهروب بوقت كاف، قبل فوات أوانها، لأن العقاب الشعبي العارم، سيلحقكم جميعا وغيركم من المعنيين، منذ مطلع الستينات وإلى اليوم، إن لم يفتح المجال، من قبل العسكر المتنفذين المتسلطين على شأننا العمومي بصورة وحشية غريبة أيضا. أجل إن لم يفتح المجال بصدق وجد، وحراسة أمينة دستورية جمهورية، “على وجه الإزاحة على النمط التونسي مثلا حين يتعلق الأمر بدور العسكر الإيجابي”، وقتها فقط قد يبتعد شبح تصفية الحسابات بإذن الله. إن عزيز أكثر حرصا على مصالح مافيا “اسماسيد” من “اسماسيد” أنفسهم، بعدما أدرك، أن “تيفايتهم” يقدسون المال تقريبا، وشعارهم: ” فلتتدمر وتتمزق موريتانيا، وليبقى عزنا الاقتصادي المافيوي في بعض منه أو أغلبه، ولو وجدت حالات نظيفة مهددة بالعدوى، ولتتعثر موريتانيا، على سياق البعض الأناني من قومنا، على حساب البعض الجماعي الوطني، الأولى بالعناية “من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”، أجل في حساب بعضهم، فلتصب موريتانيا دون أن يندم هؤلاء “التيفايه” على ما أمتحنت وأبتليت به بلادنا، قدرا مقدورا. أين الوطنية في هذا الفهم والمبدأ الذي يتمسك به بعضكم، من مختلف أطراف الوطن، فهما مكرسا فعلا لنظام عزيز، رغم ما يدعيه بعضكم من براءة ووطنية، زيفا وبهتانا. إن بعضكم يأ أبناء عمي، يهملون الرحم ولا يحملون الكل الوطني، بحجة أن مصالحهم مهددة، أو تضامنا غير مباشر، بعد ذهاب معاوية، عن الحكم، مع العاطفة الضيقة، وبعضكم لا يكرم الضيف خلافا لتاريخكم العريق في هذا الميدان، الذي كنتم ومازال أغلبكم جذيله المحكك “أعني إكرام الضيف”. ولكن أبواب بعضكم من الكبار مغلقة موصدة. و”اسماسيد” الشرفاء الحقيقيين، الذين قال فيهم المؤرخ العسكري الفرنسي النقيب فرير جان: “اسماسيد ما جوبهنا في آدرار مجابهة عسكرية، إلا وكانوا البادئين أو على الأقل المبادرين الداعمين ماليا”. أما اليوم فيحاول بعض اسماسيد، أن يحولوا تاريخنا إلى دكاكين ربوية صغيرة المقصد والمبتغى للأسف البالغ. إننا معشر أهل الطيب مثلا لا فخرا ولا رياءا ولكن شهادة للتاريخ الحاضر، وخصوصا بعد دفع الثمن البالغ، أغلبنا معارضون بشرف، وبوجه خاص، البعض، إشارة وتلميحا كفاية عن التصريح، بعد خسائر “سوجوكو ومجموعة اعبيدن” على وجه صارخ مؤلم، وكذلك اهل سيدي بابه، المشيخة التقليدية الحاذقة الضاربة في الصمود على ازدواجية المهابة والمسالمة”. إننا لم نعرف غالبا، والحكم التاريخي للأغلب، مذهب الاستسلام والخنوع، ولو سالت الدماء سحاء معطاء، بصور وآيات التضحية والأحزمة الناسفة الاستشهادية، على الأقل معنويا لصالح كلمة الحق، وقد دون ذلك الفرنسيون على مستوى مدينة أطار إبان نفوذهم. وكلمة الحق عند سلطان جائر، مثل عزيز وغيره من مختطفي موريتانيا، مهما كانت بعض المنجزات الشكلية. أجل، كلهم تقريبا من مشرب إنقلابي وطينة إستبدادية واحدة، في مذهب التحايل على الشأن العام. وإن كان معاوية أذكى وأمهر!!!. إن الله لطيف بعباده. أيها الفرنسيون، أيها الأمريكان، وغيركم من أهل الكفر، والكفر كله ملة واحدة، وهو الوحش المعنوي الشنيع، قال تعالى: لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” وقال تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” يا أصحاب المعايير المزدوجة الخادعة الظالمة، التي لا تغر إلا من لا يعرفكم على وجه الحقيقة وسبر الأغوار التاريخية والواقعية الراهنة، إعلموا أن وقت الإنتقام المشروع العادل قد حان، عبر غيرنا من الوكلاء، الذين ينفذون مضمون ما يكتب أحيانا، ولو دون صلة أو طلب، وإنما على وجه التأثر والتطوع الأعمى أحيانا وغير المدروس، وإن لم يكن غير مرفوض أو مقبول بشكل صريح، من طرف أحرار هذا البلد. لكن الجميع بات يقول، ويل للفرنسيين والأمريكان ومصالحهم وذواتهم منا، إن لم يبتعدوا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وحماية الأنظمة المتعاقبة العميلة لهم، الظالمة لنا، الغارقة إلى حد بعيد في دمائنا وحقوقنا، واللعب على مجازرنا الفعلية والمعنوية باستمرار وتصعيد متفاقم دون تأمل أو تعقل!!!. إن لم تبتعدوا عن شأننا الوطني لنتمكن من التعايش فيما بيننا، عبر مرحلة انتقالية سلمية شاملة لجميع الموريتانيين حتى بعض المتورطين في استمرار مأساتنا الغائرة في الإيلام، وذلك حرصا على تفادي الإقصاء المشين. فعلا إن لم تبتعدوا، فسيق هذا الانتقام الحتمي المشروع حسب سنن التاريخ. وأقول للمافيا التي تعرف نفسها لولا من يشفع لكم عندي، وعند أحرار المهنة ممن وقف معي، حين العسرة، لقرأتم وسمعتم ما لا يسركم، وأعني هنا على وجه الخصوص المافيا من محيطنا العائلي الخاص، وإثنان رئيسيان وقلة معهما لا أنساهما، في سياق من أعانيني ومن أعان علي، أقول لولاهم لسطرت ما إن قرأتموه لبكيتم في الطرقات جهارا نهارا لا قدر الله. لكل عيوبه وهذا طبيعي، ولكن محمد ولد نويكظ، كان وفيا لصلة أبيه، دون أن أنسى أخلاق اشريف ولد عبد الله ودهائه وسعة صدره، وفعلة محمد ولد نويكظ الأخلاقية من أبر البر، حيث كان والدي ووالده رحمهما الله معارف عن قرب وأبناء عمومة. رحم الله موتانا وسائر موتى المسلمين، ورحمنا إذا صرنا مثلهم، اللهم آمين. كما أن الحاج ماء العينين ولد النور ولد أحمد ثاني الشفيعين عندي من هذه الجماعة، لم يترك المتغلب المتغطرس يتابع مداه ضدي، فألزمه بعد الضغط ومواعيد كثيرة من طرف عزيز الإنقلابي العنيد، إلى أن أفلح ولد النور، جزاه الله خيرا، في إخراجي من السجن الكريه، بعد إقامة جبرية طويلة بدبي، إثر متابعة “الإنتربول” وبعد جهود الكثيرين، لتخليصي ولو مؤقتا من بين فكي التنين المزدوج: بوعماتو وعزيز وقتها!!!. اللهم أحفظنا وألهمنا الصبر على طريق الحق وحده، ولو سال دمي، لتتقبلني عندك بإذن الله شهيدا شهيدا….كما قال البطل ياسر عرفات رحمه الله، جعلني الله وغيرنا من المضحين شهداء ومقربين عنده في الفردوس الاعلى، بفضلك اللهم لا بعملي.
عبد الفتاح ولد اعبيدن