إلى حفيد “الشيخ محمد المامي”: كفرنا بحرية الفسق / الدد الشيخ إبراهيم
الآن فقط قرأت ما كتبه الشاب المغترب صاحب حساب “محمد عبد العزيز”. ولقد امتنعت قبل يومين عن التعليق على الموضوع، مخافة أن أظلم صاحبه قبل قراءة التدوينة التي تقيأ بها حفيد الشيخ محمد المامي المدعو محمد بن عبد العزيز، والذي أخطأ البعض بوصفها ب “المقالة”.
أعتقد بأن ما قرأته لا يختلف اثنان حول مسار كاتبه، الذي اخترق الكفر بسرعة الضوء وبدون كوابح –أخلاقية أو عقائدية-، للوصول إلى وحل الفسق. فلم يستفد هذا الحفيد من عطاء جده العلمي “الشيخ محمد المامي” رحمه الله، ولا من مجتمعه المسلم المسالم… وتوارى يحفِد متاهات قادتهُ –مع الأسف- إلى القدح في نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، ومن قبله إله الكون جل جلاله. وختم التدوينة بنيته القيام بالبصق عند وقوفه يوم البعث بين يدي الله. ولكن كيف؟!!! ألا تدري يا محمد أن عملية البصق تحتاج إلى فم وريق! كيف لمن أساء إلى الله ورسوله وإلى “السياسييين الديمقراطيين، والصحفيين والمحامين”… إلخ وتبرأ منه الأهل في “زاوية أهل محمد المامي” بأي فم ينوي البصق يا هذا؟!!! من حقك أيها الثمل، أن تختار المعتقد الذي ترضاه لنفسك، وأن تزاحم “التكفيريين” في هواية التكفير التي يمارسونها ليل نهار ضد المخالفين… دون أن يعبر فسقك عنان الكون، أو يجرح احساس تُعساء لك تركتهم خلفك يسامون سوط الحيف والفقر وهم صابرون امتثالا لأوامر الله ونبيه عليه الصلاة والسلام. إن ما فعلته يزيد هذا الشعب إيمانا بعظمة أرحم الراحمين وحلمه على إساءة الإنسان الذي “خلق ضعيفا”. سوف لن أتعرض للعقوبة الشرعية التي حددها الشرع للمسيء -لأنها معروفة ومحسومة-، لكني أستغرب من الجرأة على الله. والصفات المشتركة التي تجمع ما بين المسيئين “الموريتانيين”: كلاهما يبدأ اسمه باسم النبي “محمد” عليه أفضل الصلاة والسلام (محمد الشيخ بن امخيطير. ومحمد بن علي). وكلاهما شاب موريتاني يمتلك حرية التعبير، وكلاهما تجاوزت إساءته حدود الأهل والوطن والظلم. وكلاهما تجاوز الثلاثين من العمر (لم يعد مراهقا). وكلاهما أساء إلى الله ورسوله الكريم. وتأثر بغثِ الفكر دون سمينه. وكلاهما تبرأت منه أسرته… يعجبني جد المسيء العلامة “الشيخ محمد المامي” في تواضعه -وهو الفقيه الذي يتقن عدة لغات لاتينية بالإضافة إلى الانكليزية والعبرية والسريانية… إلخ- وهو يصف كتابه: “كتاب البادية” ب “صوف الكلاب” بكل تواضع فيقول: ” أعوز الصوف من جز كلبه” وهو مصطلح يريد به القول أن الالتفات إلى مثل كتابه لا يمكن إلا مع انعدام التآليف المفيدة. وهذا والله هو قمة التواضع. فأين الحفيد منه؟ قد يكون من الخطأ الرد على ما تحمله التدوينة من بذاءات العارمة. لأن الرد عليها يعطيها قيمة لا تستحقها. لكن أيها المهاجر المعزول الآن وقد أوكت يداك الإساءة إلينا جميعا، فعليك أن تتحمل عاقبة حياة التسكع والتعاسة والغربة في الدنيا. أما مصيرك في الآخرة فبين يدي من طالته إساءتك، والذي ستصل إلى حسابه بعث البعث متى شاء. والله يا محمد إنك لأحمق ﻣﻦ ﻫﺒﻨﻘﺔ! : تجعل الإسلام نقيضا للإنسانية، وتحاول الاستشهاد بكلام الفيلسوف البريطاني “برتراند راسل” والذي مع الأسف لم تأخذ منه إلا البذاءة والقدح، رغم الاختلاف التام بينكما: فالفيلسوف راسل ولد في أسرة تعيسة وعاش في كنف والد معزولِِ يعاني من مرض الكآبة… إلى أن مات بمرض آخر عضوي. وهو ما ترك تأثيرا على ابنه راسل… أما أنت يا محمد فقد ولدت في أسرة يملؤها العلم والإيمان بالله سبحانه وتعالى وتمتاز بالسمعة الحسنة. إن الفيلسوف راسل، كان مناصرا قويا للقضية الفلسطينية وحاصلا على جائزة نوبل للآداب ورافضا لدكتاتورية هتلر. وتم سجنه خلال الحرب العالمية الأولى بسبب سعيه الحثيث لإيقاف الحرب والنضال من أجل تكريس السلام… فأين أنت منه يا محمد؟ إن التدوينة التي كتبتها عبارة عن “نومة عبود” فاقرأ بختامها –بعد البصق- أنك كنت مسلما، وأصبحت لا شيء: تأكل وتشرب من ماجري عالم غربي ممسوخ، يفتقر إلى معنى يفسر به أسباب نشأة الكون والهدف من الجود. ولله الأمر من قبل ومن بعد. وعلى النبي الكريم (شفيع المذنبين) أفضل الصلاة والسلام.