Le Monde تفتح ملف حديث ولد عبد العزيز حول صناديق أكرا

altتؤكد جمعية مكافحة الفساد الفرنسية ‘شربا’ أن التسجيلات الشهيرة التي تم تسريبها في العام 2013 من قبل وسائل إعلام محلية تعود إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وذلك بعد تحقيق أشرف عليه خبراء فرنسيون أكدوا أنهم على قناعة بنسبة 93 بالمائة بأن الصوت الموجود في المكالمتين عائد إلى الرئيس ولد عبد العزيز، الذي أصدر في أحدها أمرا لشخص ما قائلا: “خذ مليونين وسوِّ مشكلتك، هل تسمع؟”، وذلك دون أن يحدد نوعية العملة المقصودة. وهو ما شكل مادة غذت هجوم المعارضة على الرئيس.

في العام 2006 لم يكن ولد عبد العزيز حينها الرجل الأول في نواكشوط، لكنه كان بلا منازع الرجل الأقوى، كان يقود قوات الحرس الرئاسي، نخبة الجيش الموريتاني، ليستولى على السلطة بعد ذلك سنة 2008، ولم يغادرها، بل إنه حصل على ولاية ثانية في الرئاسة بنسبة 80 بالمائة، وهو رقم غير مضخَّم حسب أحد العارفين بل إن المعارضة قاطعت الاقتراع.

لم يلق الضوء حتى الآن على ما أصبح يعرف بــ”غانا غيت”. فهل هو اليأس ما دفع خصوم الرجل لعدم نبش الجثث المدفونة في أقبية الجمهورية؟ لقد اعترف ولد عبد العزيز بنفسه بأن الصوت الوارد في التسجيلات هو صوته. لكن هذا الاعتراف من قبل المعني لم يرفع الغموض عن هذه القضية.

تسريبات الصحافة المحلية قالت إن القضية تتعلق بتهريب دولارات مزورة من غانا (ومن هنا جاء الاسم ‘غانا غيت’) بمساعدة أحد العراقيين، وهي العملية التي لم تنجح. لكن الأمر كان يستدعى تحقيقا قضائيا لم يفتح أبدا. وقد طلب برلمانيون موريتانيون مساعدة  جمعية “شربا” للتحقيق في الموضوع. وهي الجمعية التي تأسست سنة 2001 لمحاربة الجرائم الاقتصادية والبيئية، وهي تهتم منذ فترة طويلة بموريتانيا حيث أعاقت تمويلا من قبل البنك الإسلامي للتنمية سنة 2013.

هذا ما مكن المعارضة بمساعدة قطاع من الصحافة بالهجوم لأشهر متتالية على الرئيس، كاشفة عن صلاته بشخصيات مدانة بتهريب المخدرات مثل قائد أركان الجيش الغيني السابق، بالإضافة إلى تسييره البعيد عن الشفافية للشأن العام، ومنح صفقات كبيرة دون مناقصة كما هو الحال بمطار نواكشوط الدولي.

لكن هذه الهزات لم تتجاوز حتى الآن حدود البلاد، وهو أمر قد يكون عائدا إلى وضعية المنطقة التي توجد فيها موريتانيا وما فيها من توترات، حيث أن الاستقرار السياسي في نواكشوط ليس ذا أهمية بالمقارنة مع التحديات الأمنية في المنطقة الساحلية الصحراوية. عزيز علاقته جيدة بباريس، يقول مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الخارجية، لأنه يعتبر شريكا ذا مصداقية في الحرب على الإرهاب يضيف آلان آنتيل.

موريتانيا عضو في مجموعة الخمسة للساحل المؤسسة لمحاربة الجماعات الجهادية. كما أن ضباطا من القوات الخاصة الفرنسية يدربون الجيش الموريتاني في أطار. لكن العقيد اعل ولد محمد فال الذي حكم البلاد منتصف العقد الماضي يقول: “إنهم يبالغون كثيرا في القوة العسكرية لنظام ولد عبد العزيز، فهذا الأخير لم يشارك في عملية سرفال، لأنه يدرك جيدا حدود قدراته العسكرية.” لكن الجيش ما يزال وفيا لولد عبد العزيز. ترجمة الصحراء لمطالعة الأصل اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى