المعارضة توجه نداء من أجل التصدي للتهديدات التي تواجه موريتانيا
لم يعد أحد ينكر اليوم استحكام الأزمة المتفاقمة و متعددة الجوانب الجاثمة على شعبنا في الوقت الذي يتمادى فيه رأس النظام في ممارساته الفلكلورية المعهودة التي لا هم لها سوى تضليل هذا الشعب المسكين و صرفه عن معاناته.
لقد شهدت الظروف المعيشية لمواطنينا تدهورا غير مسبوق؛ زاد من حدته الجفاف الماحق الذي يضاعف من معاناتهم وتنذر تجلياته بأسوأ من ذلك؛
لقد عمد هذا النظام إلى إيقاظ النعرات و إذكاء الانقسامات في صفوف مجتمعنا مما تسبب في شروخ عميقة أصبحت تقوض وحدة شعبنا وتهدد وجودنا كأمة؛
إن الدولة الموريتانية مهددة اليوم بالإفلاس بعد أن أصبح الاقتصاد الوطني ملكية خاصة لمحمد ولد عبد العزيز و ريعه دولة بين الأغنياء من مقربيه ؛
هذا في الوقت الذي يشهد فيه الأمن داخل الوطن تدهورا غير مسبوق في محيط إقليمي محفوف بالمخاطر؛
في هذا الوضع المتأزم بالذات، لا يجد رئيس الدولة سبيلا للتعامل مع هذه التحديات غير الانخراط في مناورات و مراوغات غوغائية أشبه ما تكون بالهروب إلى الأمام. وتجلى ذلك فيما يلي :
(1) جولات كرنفالية داخل البلد؛ في حملات لا مبرر لها، كرست ممارسات الفئوية والقبلية والجهوية البغيضة بأبشع تجلياتها، فضلا عن النفاق السياسي وتمجيد المستبد و إهانة المواطن ؛ أهدرت خلالها مبالغ خيالية كان من الأولى صرفها في التخفيف من معاناة السكان.
(2) تعامل النظام مع ما يعرف بالحوار الذي استجاب له المنتدى بنية صادقة، رغم الشكوك التي تحوم حول النوايا الحقيقية للسيد ولد عبد العزيز، إذ يبدو أن هذا الحوار هو الآخر مجرد ملهاة جديدة من تلك التي عودنا عليها النظام.
إن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة، و الحال هذه، ووعيا منه للدور المنوط به في الدفاع عن الشعب الموريتاني والذود عن المصلحة العليا للبلاد :
– يستنهض القوى الوطنية بكافة أطيافها كي تكون على بينة من التهديدات الخطيرة التي تواجه موريتانيا في الظرف الحالي وتعمل جادة لمواجهتها، خاصة كارثة الجفاف الخطيرة التي تحاول السلطة لأسباب غير معلنة، التقليل من حجمها والتعتيم على عواقبها لتبرير عجزها عن القيام بمسؤولياتها.
– يناشد المجتمع الدولي بأسره، وخاصة شركائنا في التنمية والدول الشقيقة والصديقة لموريتانيا، من أجل إدراك هذا الوضع المأساوي كما هو فعلا على أرض الواقع لا كما تصوره ادعاءات الحكومة، تلافيا لحدوث كارثة وشيكة.
– و في الأخير، فإن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة يعلن عزمة، أمثر من أي وقت مضى، على العمل جادا، وبكافة الوسائل المتاحة، من أجل تحقيق التغيير المطلوب الذي يتطلع إليه الشعب الموريتاني.
نواكشوط، 28 أبريل 2015 اللجنة الإعلامية