نقل مكتبة الشاعر الراحل محمد ولد عبدي الى انواكشوط تنفيذا لوصيته

نقلت مكتبة الشاعر الراحل محمد ولد عبدي البالغة 1450 كتاب إلى انواكشوط تنفيذا لوصيته .وقالت مصادر “العربية نت” إن مكتبة الشاعر الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي وصلت إلى العاصمة نواكشوط، وذلك تنفيذا لوصيته بنقل مكتبته الشخصية التي جمعها طوال سنوات حياته، وتسلميها إلى مكتبة نواكشوط.

 

,أوصى الشاعر الراحل ولد عبدي بنقل مكتبته إلى موريتانيا ووضعها رهن إشارة المكتبة الوطنية بنواكشوط، ورغم أنه كان يعاني قبل وفاته من تبعات المرض والعلاج إلا أنه لم ينس بلده وظل يفكر فيه وهو على سرير المرض حين أوصى عائلته بنقل مكتبته الزاخرة إلى موريتانيا بعد وفاته.

وقالت مصادر مطلعة لـ “العربية نت” إن مكتبة الشاعر الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي وصلت إلى العاصمة نواكشوط، وذلك تنفيذا لوصيته بنقل مكتبته الشخصية التي جمعها طوال سنوات حياته، وتسلميها إلى مكتبة نواكشوط.

وأكدت المصادر أن المكتبة تضم 1450 كتاباً كانت أنيس الشاعر في غربته، وتعكس ذوقه واهتماماته وتضم العديد من المؤلفات المهمة التي تغطي مختلف فروع العلم والمعرفة.

وتوفي الشاعر الكبير محمد ولد عبدي عن عمر ناهز 50 عاماً بعد صراع مع مرض عضال لم ينفع معه علاج، قاومه بإيمان صادق وأمل كبير في العلاج، الى أن أسلم الروح وهو في عز عطائه الأدبي والفكري.

ويعتبر محمد ولد عبدي من أهم نقاد وشعراء موريتانيا المعاصرين، ظل طوال حياته شاعرا مخلصا للكلمة الصادقة، مهتما بتجديد الشعر الموريتاني، راكم تجربة غنية في مجال الكتابة والإبداع أسفرت عن أعمال مهمة خاصة في مجال النقد الثقافي ومراجعة الفكر العربي المعاصر.

واستحضارا لذكرى الشاعر تعيد”الزمان” نشر تسجيل صوتي له و هو يلقي قصيدة استشفائية مؤثرة كتبها خلال مرضه الأخير الذي وافته المنية بسببه.

الزمان تعيد نشر نص القصيدة نقلا عن “مراسلون” التي نشرتها بناء على التسجيل الصوتي ..

مولايَ أنت المجيبُ *** تشفي و أنت الطبيبُ

و ها أنا لهواني *** أكاد ضعفا أذوبُ

وحدي أقاوم عجزي *** وقد غزتني الذنوبُ

و الكلُّ مني بعيدٌ *** إلاَّكَ أنتَ القريبُ

كفى بقربك منجىً *** إذْ منْ سواكَ يجيبُ؟!

ومن سواك ملاذي *** و من سواك الحسيبُ ؟!

بك امتلأتُ وحسبي*** بك الوحيدُ النصيبُ

إذا رضيتَ فمالي ***بالعالمينَ سُبَيْبُ

فالحمدُ عند ابتلائي *** لمَّا تدورُ الخطوبُ

و الحمدُ عند اهتدائِي *** للحمدِ حينَ أذوبُ

و الحمدُ أن قَصِيدِي *** في الذِّكرِ بحرٌ طروبُ

ما بينَ بسطٍ و قبضٍ *** بالعدوتيْنِ أجوبُ

مجرَّدٌ منْ وُجودِي *** إذْ في الجلالِ أغيبُ

و ليسَ لِي عنكَ بُدٌّ *** و لا مقامٌ رحيبُ

و أينَ لِي يا إلهِي *** إلاَّكَ أنتَ المجيبُ ؟!

فكمْ دعاكَ سقيمٌ *** و كمْ رجاكَ سليبُ ؟!

و كم تضرَّعَ فقراً*** يرجُو النّوالَ خطيبُ ؟!

 و كم إليك أناختْ *** في الليلِ ثَمَّ القلوبُ؟!

و ها أنا يا ملاذي *** تكالبتنِي الكروبُ

 وليس لي في افتقاري *** إلاَّ إليكَ الهروبُ

بالبابِ أطرقُ حاشَى *** من جاءَ حبواً يخيبُ

أرجو شفاءً سريعاً *** من كلِّ داءٍ يُصيبُ

و هل تَرى لرجائِي*** بعد الشفاءِ نُضوبُ ؟!

من جاء بابَ كريمٍ ***ثَمَّ السُّؤالُ يطيبُ

أنا الذي خَلْفَ خطوي ***من الخطايا العجيبُ

خمسونَ أَرسُفُ فيهاَ ***و مَا ارْعَوانِي المَشِيبُ

 في كلِّ ليلٍ خطاياَ *** و كلِّ يومٍ عيوبُ

كأنَّ عمري يبابٌ *** أخنَى عليهِ الهبوبُ

غداً إليكَ مآلِي *** فقدْ تدانَى الغُروبُ

فاغدقْ عطاياكَ إنِّي *** لولاَ العَطاياَ أخيبُ

و كُنْ أنيسِي بِدارٍ *** بهَا السَّليبُ غريبُ

مَالِي سوى أنَّ قلبِي *** بكَ الكريمُ رطيبُ

 و أنَّ لطفكَ سرٌّ *** به الفؤادُ خصيبُ

مولايَ يقصرُ شعرِي ***و الحاجُ بعدُ كثيبُ

مهما يقالُ بأنِّي*** مفوَّهٌ و أريبُ

فأنتَ أعلمُ منِّي *** أنتَ العليمُ الرَّقيبُ

و الفقرُ حالِي و عُمرِي ***بَدا عليهِ الشُّحوبُ

فالطفْ تكرَّمْ تجاوزْ*** و ارحمْ غداةَ أَؤُوبُ

بجاهِ خيرِ البراياَ ***ذاك الشفيعُ الحبيبُ

لولاهُ ظلَّتْ حيارَى*** في التِّيهِ ثَمَّ شُعوبُ

و ما تَراجَع غَيٌّ ***و ما استقالتْ حروبُ

و ما تضرَّع شعراً*** للهِ قبلُ أديبُ

صلَّى عليهِ إلهِي ***ما هبَّ ريحٌ جنوبُ

و ما استمالَ شمالٌ ***و ما استفاضَ نسيبُ 

 

و هذا رابط  القصيدة بصوت الدكتور محمد ولد عبدي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى