جدل مثير، وحق مشروع رغم كل ما يمكن أن يقال! /بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”

منذ أمس تتردد في الأوساط الإعلامية أخبار شكوى محمد فال ولد سيد أحمد ولد اللهاه الملقب “أفيل”، إبن خالة الحاكم الحالي ضد عمدة لكصيبه يعقوب ولد الشيخ سيديا، بعد تأخر سداد 36 مليون أوقية “مقابل المحروقات”، أخذها سلفا لصالح إحدى محطات “NP” التي إستلمها من “أفيل”، ومن الجدير بالذكر أن المعني دفع شيكات لافيل لم تسدد إطلاقا، وإنما باع المحروقات وباع المحطة نفسها، وتنكر لكافة أوجه المعاملة، مقابل شيكات بلا رصيد!.

ويقال أن التوقيف الحالي لدى إدارة الجرائم الإقتصادية، ضد سليمان ولد الشيخ سيديا تم أساسا بسبب شيك بلا رصيد، بشأن المبلغ محل المطالبة والجدل.

 لكن السؤال المطروح، لماذا يروج البعض إعلاميا، لأسباب جهوية أحيانا، ومغرضة غامضة  نسبيا، أحيانا  أخرى، لأسلوب المغالطة المكشوفة الهشة، ضد الحق المشروع، باسم حجج أخرى سياسية وروحية وإجتماعية، واسعة التأويل والخلفية، وربما تكون على الأرجح، لا صلة لها مباشرة بالدين المؤكد، لحيز معاملة ثنائية بينة الوثائق والموضوع، وللتذكير فقد أنزل الله في الدين، من فوق سبعة أرقع أطول آية في القرآن الكريم من سورة البقرة.

فكل رجال أعمال موريتانيا، لهم مالهم وعليهم ما عليهم، وهم في هذا المنحى متقاربون في أغلبهم، ولا سلامة   من مجال استغلال النفوذ إلا من رحم ربك، خصوصا المقربون منهم من السلطة. وأما الدين، خصوصا البسيط الواضح المصدر، من وجه المعاملة المحددة، فلا وجه للتنكر له، بحجة أن فلان ذي وضعية معينة، أو مقرب أو مبعد من السلطان أو البرلمان أو القضاء أو الإعلام، أو غيره مما يفترض أنه سلطات متمايزة –نظريا- في ظل دولة القانون المرجوة، المنشودة المفقودة غالبا حتى الآن على الأقل، في انتظار حلول المزيد من الحوار والتعايش واعتراف الجميع بأخطائه، ولو تدريجيا.

يا ولد الشيخ سيديا، أسر الصالحين، متفاوتة الظهور والتأثير، فلا تستغل اسم أسرتك العريقة في غير ما يناسب عراقتها ومنزلتها، ولا تبالغ ولا تناور بغير حجة مفحمة، مهما كانت سيرة “افيل” المعروف مسبقا سلبا وإيجابا، والجائزة النقد بكل موضوعية وطلاقة، إلا أنك مدين ومقر، بسب الوثيقة المصرفية “الشيكات المدفوعة لأفيل بلا رصيد”، فأولى وأقرب للحق أن تسدد، أو تعترف على الأقل، وتتأدب مع صاحب الحق، مهما كان وضعه أو حاله.

سبحان الله، أسلوب غريب، يأخذ الواحد الدين من شخص يعرف طبيعته وحالته، وبعد ذلك يدخل السياسة وأساليب الإعلام غير الموضوعية، ويقول صراحة أو ضمنيا بعد دفع الشيكات، لا حق لك بحكم أصل المال ومصدره، وهذا بعض حقي، هذا ما يفهم من السياق!، وخصوصا بعد رفض استلام اتصالات “افيل” الهاتفية، وقول الكلام الخارج على المألوف بين أخوين أحدهما دائن والآخر مدين بجميع الشواهد!.

وخصوصا أيضا أن المطلوب، الاعتراف والتسديد ولو تدريجيا.

يا سبحان الله، لا يمكن أن نسكت على هذا الأسلوب الإنتهازي الفج البدوي، بغض النظر عن الإطار الواسع، لعلاقة الرجلين وتجربتيهما، التي لها ما لها وعليها ما عليها، وليس هذا سياق بحثها إطلاقا.

اللهم أصلح وسدد وقارب بين سائر المتخاصمين وسائر المسلمين. ولا تنسوا يا أهل موريتانيا العدل بينكم، فهو صمام أمان التعايش بغض النظر عن الإختلاف السياسي والمصلحي والمنفعي والعرقي وغيره من أوجه المشارب المختلفة، قال تعالى: ” لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى