رحلة بين الحاء والباء/أدي ولد أدب
رحلة بين الحاء والباء إخوتي سكان هذا البرزخ الافتراضي،نحن في عصر وصفته ذات مرة بـ”عولمة الكراهية”، فالغرب يصيح في وجوهنا: “لماذا تكرهوننا؟”،ونحن نصيح في وجهه:”ولماذا تكرهوننا؟”مما يعني أن الجميع يكره الجميع،وهذا يسري على كل التشكيلات الصغرى المنضوية داخل كل من الكيانيين،وانطلاقا من هذه العتبة،أدعوكم إلى فسحة نتنفسون فيها جوا إنسانيا روحيا نقيا،عبر “رحلة بين الحاء والباء”،ولكن انصتوا لتوجيهات المضيفين، القائلة:حذار من الاغترار بقصر المسافة بين الحرفين،فعندما تقلعون من”الحاء” إلى”الباء”،قد لا تنتهي الرحلة أبدا،وخير لكم أن لا تنتهي،شدوا الأحزمة،”بسم الله مجريها ومرسيها”:
رحلة بين الحاء والباء
شاطئا بَحْر الحُبِّ : حَاءٌ .. وبَــاءُ بَيْنَ هَذا وذاك سِـــرٌّ..فضَـــاءُ
بَيْنَ ذيْن الحَرْفيْن فاضتْ حُروفٌ ودُموعٌ .. وأنفـــسٌ.. ودِمَـاءُ
بَيْنَ ذيْـنِ الحَرْفيْنِ رحْلة تـــــــوْقِ خائضوها العُشَّاقُ ..وَالأوْلِياءُ
كـلّمَا لاحَ.. بالتّجَلِّي.. جَـمــــــالٌ أقلعُوا.. حيْثُ مَا هُناك انتهـاءُ
كمْ ترَامَتْ..مـا بَيْنَ حَرْفيْهِ..فُلكٌ فـإذا الشَّـاطِئانِ: مَــاءٌ.. وماءُ
ضاع منها جوديها.. فاستهامتْ وانتفى الأيْـنُ .. فالأمَامُ: وراءُ
بَيْنَ حَرْفيْهِ: يَسْجُدُ العَقلُ.. تعْنوا.. للـجُنونِ ..المُقدّسِ..العُـقـلاءُ
فـتذوبُ الفرُوقُ..مَا بَيْنَ حَرْفــيْـــ هِ.. يُؤاخي الأضدادَ حَاءٌ وبَـــاءُ
فـإذا بالطُّلول..تُـــورقُ.. حُــــبًّا والقصورُالزهْراءُ..شُعْثٌ..خلاءُ
والغِناءُ..البُـكــاءُ.. ذَوْبُ شُعُـورٍ والشـقاءُ الوَبيلُ.. نِعْمَ الهَنَـــاءُ
بَيْن حَرْفيْهِ: دَوْرَةِ الكَوْنِ تجْري فـلهُ تُمْطِــرُ البــلادَ السَّمَاءُ
ولهُ الأرْضُ تعْشقُ الشمْسَ حَتى يَتنَـاغى مَعَ الظـــــلام الضيَاءُ
عـازفيْن الحياةَ ..لحْـناً..فإمّـــــا يَنْضُبِ الحُبُّ.. يَسْتـبـدِّ الفَـنَاءُ
كلُّ شيْءٍ في الكوْن يَعْشقُ شيئا فلِمَاذا لا يَعْشقُ الشعَرَاءُ؟
بَيْنَ ذيْنِ الحَرْفيْنِ: رَفْرَفَ قلـبي أطبَـقَا.. حَوْلهُ ..فحُمَّ القضـاءُ
آهِ.. يا رَبُّ ..إنَّ حَرْفيْكَ: “حُبٌّ” مِثـلَ “كُنْ”..فاعِلٌ بهَا مَاتَشَاءُ
رَبَّنا.. الكوْنُ.. للمَحَـبَّـةِ..ظَــــامٍ عَـاثَ فِـيهِ.. تبَاغضٌ..وَعِــدَاءُ
فاغمُرَنْهُ..مَا بَيْنَ”حَاءٍ”..و”بَـاءٍ” يَنْـتـفِ الحِقدُ..يسْـتتـبِ الصفاءُ
ولتدَعْنا..في الحُبِّ..نحْيَا ونفنى فمَقامُ الحُبِّ..الجَمِيلِ..اصْطِفاءُ
أدي ولد آدب