“ميدالية” النفاق2015: موريتانيا الأولى عالميا
“من الخير جان بمجيكم”، رغم جمال أداء هذه الأغنية الجذابة المؤثرة إلى حد كبير، بغض النظر عن صدق المضمون، بصورة كاملة، لكن تكبير أبدعت في هذا الإتجاه الغنائي، وهو ما دفعني إلى تبنيها مغنية لصالح حملتي المتواضعة في سنة 2013” بالنيابيات اللعبة المعلومة النتائج سلفا>>
وذلك بأطار الجريح”، لأنها مدحت من يستحق بعض المدح على الأقل، بأسلوب لا يخلو من تجاوبها النفسي العميق، وربما بلا تكلف كبير، وذلك في أغنيتها الشهيرة السابقة الذكر. لقد إستمعت لهذه الأغنية لأول مرة في “الصنكه” في ربوع المذرذرة، في قلب خيمة نصبت لإستقبال المهرجان الليلي لسيادة الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع ووفده الكبير، وسط حضور مهيب، يختلف عن الوضع العزيز البارد نسبيا، الضعيف الوسائل، رغم كثرة المال اليوم، وقلة من يستطيع التجرؤ على صرفه، فقد ضعف “أسماسيد” قومنا الكرماء، خصوصا على “البرانيين”، رغم كل ما يمكن أن يقال عنهم,. إننا فعلا قوم نكره الفضيحة ونحب المدح بالحق، لكن بعض قومنا ساهموا في إفساد هذا البلد أيام حكم معاوية ببعض السخاء، وبالتسامح الزائد أحيانا. لكن صاحبهم رغم شططه كان بالمرصاد للمهددين الحقيقيين، المتهمين عنده ونظامه بالمساس باللحمة والوحدة الترابية الوطنية، وإن كان الأسلم له دنيا وآخرا، أن يعاقب دون أن يصل إلى “العظم”، أو بعبارة أخرى التصفيات الجسدية، المؤلمة التاريخية، فهذا من أكبر أخطائه على رأي البعض، وهو ما قد لا يراه آخرون؟ أما اليوم فقد سيبكم بيرام المعتقل “فرج الله كربه” المتهم عند البعض بالعمالة للصهيونية الدولية، والغربي المزدوج المعايير، ومازال الموريتانيون، رغم كل الظروف القاسية، جفافا وضعف صلاحية علف، هم المتقدمون عالميا في باب ما يشبه النفاق، على رأي البعض. قال أحدهم إبان زيارة عزيز لمدينة كرو العريقة بلعصابه، وذلك مناسبة الزيارة الأخيرة بالولاية المذكورة: “والله أل اقله اعلين من معاوية وأقله اعلينه من اعل وسيدي، والله املي أل اقله اعلين من العلماء”. السؤال المطروح هل سلم هذا الشخص من الردة، أم شرب فقط من حياضها السيئة المقززة المقرفة؟!، والعياذ بالله تعالى. نعم حضرت زيارة معاوية في المذرذرة، وكان معي في الزيارة من بين الزملاء: فترة التسكع قبل التعيين، الإعلامي الشهير محمد الشيخ ولد سيدي محمد، والإعلامي الكبير السخي المعروف خطري ولد اجه، وذلك سنة 2000م، إبان الزيارة الشاملة لفخامته لولاية اترارزة، إستمعنا جميعا لذلك النشيد التاريخي المعبر عن عقلية الناس هناك، وللتذكير ليس الشعر طبعا من سبكها وإنما غنت كلمتها بإتقان مثير فنانتنا العريقة الشهيرة بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم تكيبر بنت الميداح، وهي سليلة المذرذرة المباركة، ثم أعادت تكيبر الدور الغنائي في اركيز، حاضرة “إدوعلي، اسماسيد، وإدابلحسن” وغيرهم، وكان الوقت هادئا، ولاحظت العقيد امحمد ولد لكحل الوزير وقتها، في غاية التأثر، إنهم العرب حينما يطربون لا يملكون أنفسهم تماما، رغم عامل السن، إلا أن يتجاوبوا، ولو بهدوء، يفرضه الأدب وحسن التربية، أما معاوية فلهذه الأسباب المخدرة، ربما الزائدة مدحا وتغطية على السلبيات والثغرات الكبيرة، لم يغادر الحكم إلا مكرها! لكن الموريتانيين وخصوصا شعراءهم، وفنانوهم ونخبتهم المشيخية” و”الروحية” و”العلمية”و”الثقافية” والسياسية” و”الإعلامية”، من باب أولى، خصوصا أصحاب الإعلام الرسمي، وبوجه خاص في الأزمنة الغابرة، بل وفي الوقت الحاضر. إن شئت إستمع إلى تقارير بعضهم، ورغم ذلك أعطوا قيادة العمل النقابي على ما يسمى “نقابة الصحفيين”، وهي نقابة بعضهم على رأي البعض، والنفوذ فيها الأول والأخير، لبعض الصحافة من زوايا “الكبله”، الطيبين الجهويين أحيانا، غير الواضحين غالبا، بإختصار إن الله جبل الأنفس البشرية على حب من أحسن إليها، ومعاوية كان يتسامح أحيانا ويسهل عن قصد أحيانا أخرى، ويريد على رأي بعض أنصاره إغناء الناس، وإنقاذهم من الفقر، والإحتقار والإستهداف الداخلي والخارجي، فماذا فعل هذا الحاكم الراهن في المقابل، غير التخويف والحرمان! إن سياسة الجمع والمزج الذكي، بين العصى والجزرة، سياسة معقولة، أما أن تغلظ العصى، وتلغي جانب الجزرة ومنفعة الناس، ولو نسبيا،ـ فهذا صاحبه لا يستحق منطقا وعقلا وطبعا في السياق الأخلاقي العادي، الإقبال الجماهيري الحالي المنقطع النظير، فماذا تريدون بعد أن رضي بعضكم بالإهانة، وهذا السيل والتيار الجارف من الخنوع والتصفيق والتزلف المستمر؟ رغم ذلك تزداد جماهير النظام الظاهرة،، يوما بعد يوم، دون تناقص، لأن الموريتانيين أو بعضهم، “سو” ولا يستحقون عن دراية واقعية علمية حسب لسان حال سياسة عزيز، إلا العصى الغليظة، والإهانة المتعمدة ربما. وقد قال يوما الشاعر العبقري المتنبي في بيت شعري يهجي فيه حاكما أسودا، كافور الأخشيدي حكم مصر ردحا من الوقت لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد سبحان الله، فهل الموريتانيون، عبيد لمن يهينهم فحسب، ويحتقرهم، ويستولي بطريقة غير شرعية على حكمهم وشأنهم العام والخاص على السواء؟!. ورب الكعبة إن إستمر بعض الناس على هذا النهج الهابط المهين، غير الطبيعي أحيانا، وغير المستساغ لأي سبب، لتتجاوز المافيا الحد في الإهانة وإستغلال الظرف، إلى أقصى الحدود إن لم يتم تحويلكم إلى أسلوب الإمارة والإستعباد المباشر، ليصبح صراخ الرقيق الأبيض –معنويا وماديا- أكثر من صراخ من ألف الإستعباد واقعا أو أثرا!. إن شئتم أرجعوا إلى بعض ما صرح به بعض أطر اترارزة، قبل وصول عزيز لروصو، وهو المنشور في الإعلام السمعي البصري وغيره. وزيارة اترارزة مازالت متواصلة، وقد تسمعون يا أهل موريتانيا البرءاء الشرفاء، بعض غرائب وعجائب وصور مثيرة مرعبة من إذلال النفس الإنسانية والكرامة البشرية، وخصوصا عندما يحس المتزلفون بدنو أجل الزيارة، ووشكها على الإنتهاء، لأنهم أدمنوا ما يماثل ويشبه النفاق والإسفاف، فلا يعرفون عنه بديلا ولا توقفا!!!…. ولا يترددون في معاودته وتكراره، مبروك لاترارزه وكرو وغيرها من المحطات الميدالية الأولى عالميا في منحى التصفيق والتداعي والسقوط الحر أمام هيبة السلطان والطمع والخوف!. مبروك الميدالية الذهبية العالمية في التطبيل والتزمير وصنوف الإستقبال والإستدبار الأخلاقي!. لأن إسم موريتانيا، وقد يسعنا جميعا، قد حظي دون منافس بهذا اللقب “المشرف” على رأي البعض، ولأسباب قد يراها ضرورية، ربما الخوف الشديد، والطمع الزائد، قد يكون حكمه من حكم “الجيفة”، الإباحة لحد الضرورة فحسب، وليس الشبع، فلا تتجاوزوا حد الميدالية الذهبية يا أهل موريتانيا. فالذهب هو الأغنى في نظر الكثير من المجتمعات البشرية، عبر التاريخ، ويضرب به المثل في هذا الصدد. قال الله تعالى في حكم أكل الجيفة للمضطر”فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم”. وقال جل شأنه في حكم من نطق بكلمة كفر، تحت الإكراه والتعذيب: “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان”. إذا، إذا كان بعض الناس مضطر بحكم مصلحته، والمرء فقيه نفسه، والتي لا انفكاك له عنها، لهذا القدر بصراحة من النفاق، الذي يفضل البعض فراهة في التحريف، تسميته بالعمل السياسي الوطني النضالي أو الحزبي أو غيره، بدل التصريح المذموم عند “أهل إكيدي”، بسبب أوضاع أمنية تحفظية، فرضتها ربما بعض آثار هزيمة “شربب”، التي إستمرت ثلاثين سنة حسب أحد الشعراء “وبدأت شرببو في شنه1055 هـ، ثم إنتهت حروبها في شفه 1085هـ” نعم أقول هذا المذهب يذهب بعيدا إلى حد الفصل، بين التأييد والنفاق مدافعا، قائلا بأن الكثيرين يؤيدون دون الوصول إلى النفاق وأما النفاق فقد يقع إضطرارا أو خطأ، أو مبالغة في الخوف والطمع، ضمن ظرف تنافسي قصير خاطف، لأن الأسياد أحيانا قد لا يقبلون من الأتباع إلا الذوبان والإذعان الكامل، والعياذ بالله تعالى. حفظنا الله وإياكم من شر الزيارات ومدرستها النفاقية المتطايرة عبر كل الصفحات والمواقع والإذاعات والقنوات المختلفة والساحات المفتوحة على كل التراب الوطني، ضمن مصب لم يفهم حتى الآن، قد يفضي إلى إستفتاء، قد يتحول هو الآخر إلى فتنة غير مأمونة العواقب. عصم الله مجتمعنا ودولتنا من كل تلك المسارات الحالية أو المتوقعة. وللتذكير دليلا على وجود حالات إستثنائية فعلا، تستدعي بعض التصريح، دون صبر للعذاب أو مزيد من الخطر على النفس خصوصا. فقد صرح حسب بعض الروايات الموثوقة سيرة، الصحبي عمار بن ياسر بما لا يتأتي في الحالات العادية، ونزل فيه قرآنا رحمة بالمكره كما سلف، وذلك إثر حملة التعذيب المشهورة في مكة المكرمة، بعد ظهور الإسلام وبعد الهجرة. فهل تنطبق الظروف الحالية، الشديدة العتمة، والخصوصية، أو تتطابق مع حملة التعذيب في مكة قبل الهجرة، أم هي أشد أو أقل؟! الحكم نتركه لعلماء “السلطة”، عسى أن يفتونا مأجورين إن شاء الله. على كل حال لا بأس بالتأييد أو المعارضة دون تجاوز الحد اللائق بالمروءة والفضيلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك” وقال أيضا صلى لله عليه وسلم في حديث آخر: ” إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ” يا أهل الزيارات حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وإستحيوا من الله قبل المبالغة في النفاق أو ما يشبهه.
عبد الفتاح ولد اعبيدن