منار السليمي يرد على خطاب “سلال” في دورة جنوب افريقيا
قال عبد الرحيم منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، إن تصريح الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أمام الدورة ال 25 للاتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ، محاولة يائسة من الجزائر لاستيعاب الصفعة التي تلقتها على إثر قرار مجلس الامن رقم 2218. أوضح منار السليمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، معلقا على تصريحات سلال، إن ” الجزائر تسعى بهذا التصريح إلى التخفيف السيكولوجي من أثر قرار مجلس الامن رقم 2218 الصادر في 28 أبريل الأخير ” مضيفا أن ” القرار خلق نوعا من اليأس في مخيمات تندوف التي لم تتوقف فيها حدة الاحتجاجات على قيادة عبد العزيز والبوهالي طيلة الشهور الماضية”.
وأشار رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات إلى أن الجزائر وبهذا النوع من التصريحات تحاول تخفيف الضغوطات على قيادات البوليساريو التي تشهد اقتتالا داخليا تستعد من خلاله مجموعة من القيادات للخروج من المخيمات.
وقال إن الجزائر لم يعد أمامها سوى منبر وحيد هو الاتحاد الافريقي، “فالأمم المتحدة أغلقت الممرات أمام الجزائر بقرارها الأخير رقم 2218 ،وحتى داخل الاتحاد الافريقي أصبحت الممرات للدعاية ضد المغرب ضيقة لكون العديد من الدول تدرك أن الاتحاد الافريقي يخرق ميثاق الأمم المتحدة بتدخله في نزاع الصحراء “.
فالمادة 52 من ميثاق الامم المتحدة، حسب الباحث، ” لا تعطي الصلاحية للاتحاد الافريقي كتنظيم إقليمي للتدخل في النزاع ” وأن الاتحاد الافريقي “تنظيم غير صالح وغير مناسب للنظر في هذا النزاع”.
واعتبر رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات أن اختيار سلال للجلسة الافتتاحية دليل على أن المنافذ باتت تغلق داخل الاتحاد الافريقي رغم دبلوماسية الرشوة التي تقوم بها الجزائر لكون العديد من الدول بدأت تنتبه لمناوراتها في القارة الإفريقية الرامية إلى زعزعة استقرار العديد من الدول.
من جهة أخرى، أكد منار السليمي أن تصريحات الوزير الأول الجزائري تعبر عن صعوبات إقليمية وداخلية تعيشها الجزائر وتحاول تصريفها عبر تصريحات عدوانية ضد المغرب.
وأوضح رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات أن القوى الإقليمية والدولية انتبهت إلى أن الجزائر تريد استمرار مزيد من الفوضى في ليبيا بعد ما تدخلت بقواتها داخل مسافة 80 كلم على الشريط الحدودي في الجنوب الغربي الليبي لتقوم بعد ذلك بتأمين المنطقة والتعاقد مع شركة كورية جنوبية لحفر حواجز تمكن من تسريب نفط من آبار ليبية نحو آبار جزائرية كانت الجزائر على نزاع حولها مع القذافي ،الشيء الذي يعني أن الجزائر تستغل الفوضى فوق الاراضي الليبية لتخرق مبدأ سيادة الليبيين على ثرواتهم الطبيعية.
كما أن الجزائر، يضيف منار السليمي، فشلت في احتواء الأزواد في شمال مالي وأصبحت الأطراف الدولية والليبية حذرة من طموحاتها التدخلية.
وأكد الباحث في هذا الصدد أن الجزائر تستعمل أوراقا ضد دول الجوار للتغطية على نزوعاتها التدخلية ، فهي توظف ملف الصحراء ضد المغرب والجماعات الإرهابية في جبال الشعابني ضد تونس والبوليساريو في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا وشمال غرب مالي لتهديد موريتانيا.
وعلى المستوى الداخلي، شدد الباحث على أن ” السيكولوجية الجزائرية تترنح سياسيا لان الوضع الداخلي معقد ومقبل على عشرية سوداء”.
وأوضح أن “الصراع على السلطة في أعلى سقفه منذ الستينات ، وملفات فساد كبيرة ( سونطراك وبنك خليفة …) مفتوحة في مشهد غريب اذ لا أحد متهم فيها ولا أحد يحاكم فيها ، والمؤسسات مشلولة والرئيس غير موجود ، و(داعش) يتمدد من ليبيا وعينه على المنشآت النفطية في الجزائر”.
وأضاف أن الصراع الطائفي يرتفع في غرداية ويتجمع الاحتجاج في الجنوب الجزائري، كما تدخل الجزائر عشرية الأزمة الاقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط ، “فالبلاد على حافة الفوضى ،لذلك فتصريح سلال ضد المغرب تعبير عن يأس جزائري ووضع سيكولوجي سياسي مريض يعتقد أن الهجوم على المغرب متنفس لفشل إقليمي ووضع داخلي على أبواب الاضطراب “.
وخلص منار السليمي إلى أن الجزائر تمر بوضعية صعبة وباتت التقارير الامنية الدولية تحذر من وضعها الامني والسياسي وتشير الى خطورتها في شمال افريقيا، “فالأسلحة الموجودة في الجزائر هي أضعاف أسلحة القذافي وسقوطها في يد الجماعات الإرهابية في حالة سوء الأوضاع في الجزائر سيهدد شمال افريقيا وأوروبا ، لذلك فالجزائر في حاجة إلى إنقاذ سياسي وأمني وليست مؤهلة لاتهام دولة مستقرة كالمغرب “