أسطورة الباكالوريا
قامت أسطورة الباكالوريا على وهم العدالة. وحتى الاستاذ الثانوي ولد الشاش كان يُصرِّحُ عندما يلاحظ نزعات التدين الباكالوري عند الشباب أن “الباك” لا يُرامُ بحسن الدّين. هنالك طريق وحيد للباك: العمل والجهد والتحصيل والنبوغ.
وكان للباك قانون واحدٌ للأسد وللحَمَل. وكان “الباك” هو الساحة الوحيدة الموريتانية، مثله مثل الجيش في مرحلة ما، التي انتصرَ فيها الفقراء على الأغنياء.
ثم مع العهد الطائعي جاءت هرطقة المدارس الحرة. وذهب أهل الأجور بالدثور. ومع سيطرة الخصخصة الطائعية بيعَ الباكالوريا جهاراً نهاراً في عام 2000. ويجب أن لا ننسى أن ولد الطايع أطلق كافة وعوده الداروينية والصّحّافيّة، ولكن العرقوبية طبعاً، في ذلك العام. ونعرفُ الآن أن الطبقة التي سرقت الباكالوريا في الأعوام القادمة هي جزء أساسيٌ من البيروقراطية العريزية. ويتربع الوزير الذي أفسد الباكالوريا على أهم منصب إداري ودستوري بالبلد. أما “رئيس” البلد فإنه، مثل عيدي أمين دادا، لا يعرف هل الباكالوريا نوعٌ من المربّى أو الجبن السويسري. وقد فرّ من المدرسة في وقتٍ مبكرٍ ومناسبٍ لجعله ما هو عليه الآن. وكان هنالك جيلٌ يُعتقدَ أنه يقيم للامتحانات والاستحقاقات وزناً. ويوجد هذا الجيل الآن في جيب الجنرال عزيز.
هكذا مات الباكالوريا. وهذا شاهد قبره: قديماً كان الباكالوريا يحمي الجمهورية. اليوم لا حامي له هو نفسه. فلترقد روحه بسلام. كان زمناً جميلاً.
صفحة أبو العباس ولد ابراها