ختامها تسريب!! / محمد الأمين ولد الفاضل

هذه بعض التغريدات السريعة عن فضيحة التسريب: (1) اختفى الكتاب المدرسي في أولها، وألغيت المنح في وسطها، وكان ختامها تسريب. إنها سنة التعليم لمن لم يتعرف عليها. (2) بعد مرور خمسة عشر عاما، وتحديدا في يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيو 2015 قررت بلادنا أن تخلد ميدانيا ـ ولأول مرة في تاريخها ـ  ذكرى تسريب باكالوريا 2000.

(3) البعض عندما سمع عن فضيحة التسريب كان أول شيء فعله هو أنه كتب على صفحته تهنئة لوزير التعليم على وظيفته المستقبلية التي تنتظره: رئاسة المجلس الدستوري. (4) لم أكن أصدق بأننا كنا نعيش سنة تعليم، فكل ما هنالك كان مجرد شعار تم رفعه، ولكن فضيحة التسريب أصابت هذا الشعار في مقتل. لقد مات شعار سنة التعليم كما ماتت شعارات كثيرة من قبله. (5) لو كان في سنة 2015  مثقال ذرة من مسؤولية لعقدت هذه السنة مؤتمرا صحفيا وأعلنت فيه عن استقالتها وعن تنازلها عن لقب سنة التعليم. (6) كان معبرا جدا ذلك الكاريكاتير الذي ظهر فيه طالب يرفض استلام ورقة الامتحان من عند المراقب ولما استغرب المراقب ذلك، قال له الطالب: ورقة الامتحان عندي من البارحة!! (7) يرجع الفضل في إجبار الحكومة على الاعتراف بالتسريب، وعلى إلغاء امتحان الفيزياء إلى الطالبين : “أبي ولد عبدوتي” و”حدمين ولد دومان” وكذلك إلى بعض المدونين الذي قاموا بتغطية واسعة لفضيحة التسريب. (8) لم أسمع من قبل عن باكالوريا فخرية، ولكن الطالب “أبي” والطالب “حدمين” يستحقان تكريما رسميا، ويستحقان أن يمنحا بالكالوريا فخرية كمكافأة رمزية على تصرفهما النبيل والشجاع الذي تصرفا به يوم امتحان الفيزياء. (9) لو كانت الحكومة تمتلك الحد الأدنى من المسؤولية لكانت تصرفاتها على النحو التالي: ـ كان على هذه الحكومة أن تعيش في العام 2015 والذي جعلته عام تعليم، أي أن تكون موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تتبع ما ينشر على هذه المواقع على أنه تسريبات. فلو كانت الحكومة حاضرة على هذه المواقع لتمكنت من اكتشاف تسريب امتحان الفيزياء في الوقت المناسب، ولكان بإمكانها أن تلغي ورقة الأسئلة الأصلية، وأن تبدلها بالورقة الاحتياطية، إن كان لكل امتحان ورقة احتياطية. وحتى، وفي ظل غياب مثل هذه الورقة الاحتياطية فقد كان بإمكان الحكومة أن تتصرف بطرق أخرى لتفادي الفضيحة، فعشر ساعات كانت تكفي لإيجاد حلول بديلة لمواجهة تسرب امتحان الفيزياء. ـ أخطأت الحكومة بغيابها عن مواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت هي أهم وسيلة للغش والتسريب، ولكن الحكومة أخطأت أيضا ومنذ الدقائق الأولى من اكتشاف عملية التسريب. فقد كان من المفترض أن يتم الإعلان الفوري، وفي ساعات الصباح الأولى، عن إلغاء امتحان الفيزياء، وقد كان من المفترض أيضا أن نسمع عن تحقيق فوري، وعن استقالة وزير التعليم، وعن، وعن… حفظ الله موريتانيا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى