“رئيس الفقراء” أولى بالأمن الغذائي / سيدي علي بلعمش
مع ظهور ولد عبد العزيز على رأس هذا النظام (الأقرب إلى الفوضى) برزت عصابات من مقربيه على كل المستويات ؛ رجال أعمال ، تجار ، موظفون ، سماسرة ، تجار عملات، مهربون، مستغلو نفوذ .. بعضهم يتصل مباشرة أمامك على عزيز و يحدثه في شتى الأمور ليريك مدى ارتباطه به و قوة نفوذه داخل العصابة ..
بعضهم يتصل و يأمر الوزراء و كبار المسئولين أمامك .. بعضهم يكفيك مظهره (إذا كنت تعرفه من قبل) لتفهم أنه أصبح يحمل كل الخصائص الفيزيائية لمعجزة وصول ولد عبد العزيز إلى رتبة ضابط و من ثم دفة الحكم من بعدها، بلا شهادة و لا كفاءة و لا تضحيات و لا عمق اجتماعي و لا وفاء وطني و لا أي مهارات إنسانية أخرى .. عاثت عصابة مقربي عزيز في البلد : البغي ، التعرض، استغلال النفوذ، التجبر، الغطرسة، تحدي شعور الجميع ؛ كان واضحا من خلال هذه التصرفات الطائشة أنهم يأتون من بعيد و يذهبون إلى أبعد .. أنهم يمارسون سياسة الأرض المحروقة بلا خجل و لا وجل .. أنهم لا يريدون مجدا و لا يؤمنون بغير “خذ خيرها و لا تجعلها وطنا” .. فوجئ البعض من تصرفاتهم من دون أن يصدق ما يراه .. بحث لهم البعض عن مبررات جميلة و تأويلات إيجابية .. صممت لهم الأقلام المأجورة مشاريع اقتصادية مذهلة و أهداف سياسية يقف كل طموح بشري دونها و حولت كل دعايتهم الكاذبة إلى واقع معاش لا ينكره إلا مكابر ؛ “رئيس الفقراء” .. “محاربة الفساد” ، حتى “سنة التعليم” التي توجت بتزوير فاضح لكل الشهادات المدرسية من الابتدائية إلى الجامعية مرورا بشهادة الإعدادية التي أصبحت تباع بأختام الوزارة الرسمية و ترقيم وهمي، إلى الباكالوريا التي سربت كل مواد شعبها من خارج و داخل الأقسام ، بالهواتف الذكية و الإرادات البليدة و الطمع المجنون ، ما زالت الأقلام المأجورة تتحدث عن عبقرية إرادة “سنة التعليم” رغم جريمة مدرسة القابلات في كيفه التي لم يفتح فيها تحقيق حتى الآن و صراخ أهالي التلاميذ من انتشار المخدرات في بعض المدارس في نواكشوط من دون أن يجدوا أي آذان تصغي إليهم .. لقد أصبح الجميع اليوم في هذا البلد (حتى ولد محم المصاب بإسهال عاطفي غريب) يدرك بلا أدنى شك أن ولد عبد العزيز ينفذ أجندة شيطانية ، لا أحد يعرف أين ستؤدي بهذا البلد .. و تظل لعنة هذا البلد الحقيقية تتجسد في أن من يركضون خلف ولد عبد العزيز اليوم و يتبوءون المناصب العالية في نظامه و يتحدثون عن برنامجه الأسطوري في المواقع و القنوات الفضائية، هم أكثر من يدركون فساده و يتمنون زوال نظامه !!؟ لقد تم ضبط أقارب ولد عبد العزيز في حالات اختلاس مشينة لا لبس فيها ؛ بيع قطع غيار آليات شركة “اسنات” في روصو، الاحتيال على نصف مليار من ميزانية الجيش في أغرب عملية تلصص تشهدتها البلاد في كل تاريخها، نهب ممتلكات “كابيك” في عملية نصب لا غبار عليها، بيع سماد مغشوش لمزارعي شمامة ، بيع أعلاف حيوانية منتهية الصلاحية و أخيرا تظهر لنا قصة شاحنة مفوضية الأمن الغذائي الفاضحة ، المقززة التي أكدت للجميع أن هذه العصابة لا تتجاوز أي شيء و ليس فيها من يترفع عن أي شيء … و في حين يقوم ولد عبد العزيز بنفي عشرات الموريتانيين إلى سجن أفديرك بتهمة الفساد لأنهم هددوا بفضح ما يقوم به غيرهم من مفسدين محميين، لا نجد سجينا واحدا من ذويه في أي سجن موريتاني رغم ما ارتكبوه من جرائم في هذا البلد على جميع المستويات؟؟ لو كانت المعارضة نزلت بغضب إلى الشارع بعد ظهور هذه الفضيحة لوقف العالم أجمع معها و حماها و دافع عنها حتى سقوط ولد عبد العزيز لكننا تعودنا على الفضائح في زمن ولد عبد العزيز حتى أصبح كل شيء مقبولا عندنا !!؟ و اليوم يطل علينا “البرلماني” المصطفى ولد عبد العزيز، ليقول لنا إن قصة نقل سيارة المفوضية لمواد غذائية إلى منزل “الرئيس” محمد ولد عبد العزيز مجرد أكذوبة، فماذا تركتم في هذا البلد غير الأكاذيب يا هذا ؟ و الغريب أن “النائب” المذكور الذي طالب بضرورة “الرد على “ادعاءات” نواب المعارضة بهذا الخصوص”، لا يقدم أي دليل على عدم صحة ما نشر من دون أن يدرك أن مثل هذا الموقف من أي برلماني حقيقي في العالم، لا يمكن أن يوصف بغير الخيانة العظمى.إن من تسميهم “نواب المعارضة” هم نواب كذبتكم التي طالت كل شيء .. كذبتكم التي جعلت منك أنت نائبا و من محسن رئيسا لمجلس الشيوخ و من أمربيه ربو بديلا لوزير الداخلية .. كذبتكم التي جعلت فني معلوماتية غير موهوب محافظا للبنك المركزي .. كذبتكم التي جعلت بيجل معارضا و جعلت مبادرات مسعود المعدة تحت الطلب، همزات من شياطين الوطنية .. كذبتكم التي أهدت الإخوان زعامة المعارضة من دون أن تفهموا أنها جماعة متمصلحة مثلكم لا يمكن أن تتعايش مع جشعكم المجنون من دون صدامات دائمة ؛ فحين استفزوكم بحضور شيخهم لحفل زفاف بنت الشافعي الذي أغضبكم بما يكفي لتأكيد أنكم لا تصلحون لرئاسة وطن من كرتون، كان عليكم أن تستفزوهم بنقل صوره مع أهم مكسري الأيادي في البلد و كان عليكم أن تنتظروا ردا منهم، فجاء قاسيا لأن تحميل مواد غذائية من المفوضية إلى بيت ولد عبد العزيز، كان يحتاجه الجميع ليفهم معنى “رئيس الفقراء” الذي تروجون له منذ توليه مهمة تدمير موريتانيا و الضحك على ذقون أهلها!!؟ ـ هل من المعقول عندك يا مصطفى ولد عبد العزيز أن يقيل ولد عبد العزيز مفوض الأمن الغذائي بسبب كذبة من موقع أخباري؟ المشكلة أن غباءكم لا يترك لكم مخرجا. لو كنت تفهم ماحدث بالضبط ليتم التقاط تلك الصور، لكان عليك أن تنصح ابن عمك بالهروب إلى أي بقعة آمنة في الكون، لكنه يبدو واضحا أن سحلكم في شوارع نواكشوط قدر لا مفر منه.