اللهم إن هذا جهدي / سيدي علي بلعمش
أقيم أول اجتماع لمجلس الوزراء في موريتانيا تحت خيمة في مكان “أبلوكات” التي سيعرفها الجميع في ما بعد مقرا للحكومة في بداية الستينات . كانت مدارس “خيار” و مدرسة السوق (إيكول مارشي) من أوائل المنشآت التعليمية في البلد، تخرج منها عدد كبير من عباقرة موريتانيا و أطرها و شكلت مثل ابلوكات، صورة وجدانية في الذاكرة الجمعية لا يمكن أن يقدم على هدمها غير جاهل، مبلد الإحساس، عديم الوطنية، لا تربطه أي علاقة انتساب بهذا البلد.
ـ بعد 20 سنة (في نهاية السبعينات) جاء ولد عبد العزيز متسكعا إلى موريتانيا قادما من ضواحي “اللوكه”. كان في عقده الثالث بلا أوراق و لا حتى عنوان أقارب يقيم عندهم و لم يكن قد عرف عن التعليم بشقيه (المدرسي و المحظري) أكثر من روايات سمعية عند الآخرين . ـ شكلت مرحلة ـ ما بين قدومه و دخوله الجندية ـ من عامل يدوي إلى آبرانتي (مساعد سائق شاحنة) إلى تياي (صانع شاي) إلى ساعي بريد إلى “ساعي” بريد ، ملامح شخصيته الحقيقية التي لم تتغير مع الزمن و انعكست مرارتها على بقية حياته رغم ما سيحالفه من حظ بعد دخوله الجندية. و لم يحصل ولد عبد العزيز على أوراق موريتانية مكتملة إلا في عهد ولد الزين (عمدة لكصر) . و كل الأوراق الموريتانية تستمد صلاحيتها من شهادة الميلاد و لأن شهادة ميلاده مزورة ـ كأي شيء آخر في حياته ـ فإن كل أوراقه مزورة بجريمة مشهودة في حق هذا الوطن الذي سيقوده في ما بعد بانتقام إلى الهاوية. أتحدى كل أغلبية ولد عبد العزيز الخائنة ، المجرمة، المتواطئة معه في تدمير هذا البلد البريء ، أن يأتيني أي منهم بحالة واحدة في تاريخ البشرية، قام فيها نظام مهما كانت بشاعته و وضاعة القائمين عليه ببيع مدرسة أو معهد أو مسجد أو كنيسة … ـ أصبحنا الآن نصحو كل يوم على جريمة لم نر و لم نسمع بمثلها في العالم : ولد عبد العزيز يبيع “أبلوكات” .. ولد عبد العزيز يبيع مدرسة المرابطين في تفرغ زينة .. ولد عبد العزيز يحول نصف مدرسة الشرطة إلى دكاكين تجارية .. ولد عبد العزيز يبيع مدرسة خيار .. ولد عبد العزيز يبيع مدرسة السوق “إيكول مارشي” .. هل يدرك أهل هذا البلد ما يتعرض له من تخريب متعمد على يد هذه العصابة الأجنبية الجاهلة، الحاقدة، المستهترة بكل شيء؟ ـ هل يستطيع علماء و مثقفو و عقلاء هذا البلد أن يتذرعوا بأي حجة في عدم وقوفهم في وجه هذه الجريمة المنظمة التي تحاك ضد بلدهم؟ إن ما يغضبني أكثر في هذا البلد هم علماؤه الذين تحولوا جميعا إلى أبواق للأنظمة بعدما نهلوا من العلوم و نالوا نصيبا من الدنيا و تقدموا في العمر إلى حتمية خاتمته .. ـ هل يعلم ولد أمبال و هو عالم جليل أقدره و أكبره و أجله و أنزهه ـ و أخصه هنا لعلاقتي الخاصة بمنبع أسرته الفاضلة التي عرفت بالعلم و الزهد و الورع رغم أن الشرف لم يحصل لي في مجالسته في أي يوم مع الأسف ـ أن الفاتح العظيم و أمير المؤمنين محمد ولد عبد العزيز الذي تجالسونه و تأتمرون بأوامره و تفتون بوجوب طاعته، هو من وقع نظامه في إبريل 2013 على وثيقة “أممية” لحقوق المرأة تتخذ من شعار “مناهضة العنف ضد المرأة” غطاء لتمرير مجموعة من الالتزامات المنافية تصريحا لا تلميحا للتعاليم الإسلامية و مهددة بشكل سافر لتماسك الأسرة المسلمة، حيث تلزم الوثيقة الدول الموقعة عليها بمنح الحرية الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات و منحهن حرية ممارسة الزنا والدعارة وحرية اختيار جنس الشريك (رجل أو امرأة) وتعطى المرأة والفتاة حق الإجهاض للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه و تلغي القوامة و الولاية والعدة والنفقة والمهر”.؟؟ .. هل تعرف يا عالمنا الجليل أنه بموجب هذه الوثيقة اللعينة، تستطيع ابنتك غدا أن تضعك خلف القضبان، إذا جاءت بصديقها في ساعة متأخرة من الليل في حالة سكر، لينام في غرفتها و اعترضت على ذلك؟؟ هل تعلم يا عالمنا الجليل أن ما يحدث الآن من اغتصاب يومي و اعتداء على الأعراض و توزيع المخدرات في المدارس الابتدائية و جرائم قتل بين الأحداث لأتفه الأسباب، يأتي ضمن عملية اختراق المجتمع من قبل المنظمات التنصيرية التي فرضت هذه الوثيقة ..؟؟ ـ هل تعلم يا عالمنا الجليل أن أحد السفراء الأجانب قدم أوراق اعتماده لولد عبد العزيز صحبة زوجه (رجل مثله) تتويجا لهذا الانتصار العظيم الذي حققته المنظمات التنصيرية في موريتانيا، بدء بفرض توقيع هذه المدونة اللعينة و انتهاء بتمزيق المصحف الشريف و الإساءة إلى سيد الوجود عليه أزكى الصلاة و السلام ؟؟؟ إننا نحملكم أمام الله و هو أعلم بما تخفي الصدور، مسؤولية أي تعاطي مع هذه العصابة المجرمة المستهترة بمقدساتنا، العابثة بمصالح شعبنا المعذب، المهان، المشرد .. نحمل كل سياسي و كل مثقف و كل عاقل مسؤوليته تجاه هذا الوطن المحتقر الذي تمارس فيه هذه العصابة المارقة سياسة الأرض المحروقة، انتقاما من أهله و احتقارا لشرفائه. ربما لم تلاحظوا أنهم ـ ردا على قولنا بأنهم ليسوا مواطنين موريتانيين ـ قرروا في الحالة المدنية تلك الطريقة المهينة لكل مواطن : أوراقك لا قيمة لها .. عليك أن تأتي بشهود لـ “امربيه ربو” يثبتون بما يراه كافيا لإقناعه ، أن أسرتك كانت في هذا الحي و أن والدك مقيم فيه منذ زمن بشهادة من يزكون من سكانه .. ألا يهينك يا ولد أمباله أن يطلب منك أمربيه ربو أن تثبت له هويتك كما تفعل لجان الأمم المتحدة في المناطق المطالبة باستغلال ذاتي عن طريق الاستفتاء، مثل الصحراء؟؟؟ ربما لا يلاحظ الموريتانيون اليوم أنهم يحملون هوية ولد عبد العزيز لا أوراق وطنية موريتانية !! ترى أي ذنب ارتكبه هذا الشعب لينال هذه العقوبة من الله ؟؟؟ سيأتي وقت ـ لا أراه بعيدا ـ يندم فيه الجميع و يدرك فيه الجميع مدى فظاعة ما ارتكبوه في حق هذا الشعب بتواطئهم مع هذه العصابة الماكرة، المنتقمة من هذا الشعب الطيب .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم إن هذا جهدي .. اللهم أنقذ شعبنا البريء من هذه المؤامرات الحاقدة و النوايا السيئة و الأطماع المجنونة التي حولت كل علمائنا و مثقفينا و شرفائنا إلى أبواق تصفيق و معاول هدم في يد عصابة شريرة تنفذ أجندة شيطانية.