كلمة الشيخ علي الرضا في ندوة: نصرة الله ورسوله
نظم المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرأسه الشريف الإمام الشيخ علي الرضى بن محمد ناج الصعيدي، ندوة بعنوان: “نصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”.
وقد نُظمت هذه الندوة في قرية التيسير بالضاحية الشمالية للعاصمة انواكشوط، وذلك ليلة الاثنين السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك من سنة 1436 للهجرة الكريمة، الموافق: 13/07/2015 م. وكانت محاور الندوة كما يلي:
أولا كان الافتتاح بالقرآن الكريم مع القارئ على الرضى بن سيد المختار، حيث قرأ فواتح سورة {والنجم إذا هوى}، ثم بعد ذلك نظمت ختمة للقرآن الكريم، وزعت على ستين قارئا لكتاب الله، ثم تلا ذلك كلمة رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي ألقاها بالنيابة عنه السيد الإمام الأمين العام للمنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد محمود ولد محمد ولد بدي، بعد ذلك توالت كوكبة من الشعراء على منصة تمجيد الله تعلى والثناء عليه، ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد استمرت فعاليات هذه الندوة من الساعة الثانية عشر ليلا وحتى الرابعة فجرا فكان الختام كما البدء بختمة قرآنية كما حضرها جمهور غفير، وقد واكبها حضور إعلامي كبير.
وفيما يلي نص كلمة رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد
لا إله إلا الله حقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، والكلمات التامات العظمى، لا إله إلا الله الذي لا يغلبه غالب، ولا يفوته هارب، ولا يدرك كنه ذاته طالب، والصلاة والسلام محمد رسول الله سيد الأولين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين، السلام عليك أيها البشير النذير الطاهر المطهر، السلام عليك وعلى جميع إخوانك الأنبياء والمرسلين، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد صلى الله عليك وسلم، السلام عليك يا أبا القاسم صلى الله عليك وسلم، السلام عليك يا من ختم الله به النبوءة والرسالة، السلام عليك يا من لا نبي بعدك ولا وحي بعدك، السلام عليك يا من أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، وفرج الله به الغمة عن جميع من اتبعه من الأمة، السلام عليك يا رسول الله. أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، وعبدت ربك حتى أتاك اليقين، ورضي الله عن صحابتك أجمعين، الغر الميامين، الذين رفعوا لواء الحق والدين، وبذلوا أنفسهم وأموالهم لله رب العالمين، رضي الله عن أبي بكر الصديق، رفيقك في الهجرة نعمه من رفيق، ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر، من نهى عن المنكر وبالمعروف أمر، ورضي الله عن عثمان ذي النورين، صهرك الغالي الثمين، من أنفق ماله على قتال الكافرين والجاحدين، ورضي الله عن صهرك وابن عمك علي أبي الحسن والحسين، الذي ربيته في أحضانك فحمل عنك الحق والدين، وفتح يوم خيبر الحصن الحصين، ورضي الله عن جميع آلك الطاهرين المطهرين، الذين يقول الله عز وجل فيهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، ورضي الله عن زوجاتك أمهات المؤمنين، ورضي الله عن أصحابك أجمعين، ورضي الله عن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
آن الأوان أهل السنة أن نتحد علي الحق ونتعاون على البر والتقوى ونترك الخلاف والبغضاء والشحناء فيما بيننا، فقد قال الله تبارك وتعالي “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ “
وعلى علماء المسلمين الذين هم حملة الرسالة المحمدية المبلغين لها المدافعين عنها قديما وحديثا أن يكونوا علي علم بما يجري في زمانهم هذا من دعوات إلي الحق ومن دعوات إلى الباطل.
فإن ذلك قد تعين عليهم فيما أري والله تعالي أعلم.
هذا ومن الأحداث التي يندي لها الجبين في هذا العصر ما يصدر أحيانا في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في بلدنا وفي غيره من البلدان الإسلامية فتارة تخرج علينا كذابة جاهلة حمقاء تتبرؤ من أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وتشهد على الخلفاء الثلاثة وعلي عائشة وحفصة أنهم في النار وقد سقطت بقولها هذا في بئر من الضلال لا قعر لها.
وفي قولها هذا أذية لأمير المؤمنين علي ولسيدي شباب أهل الجنة وأذية لعلي زين العابدين ولمحمد الباقر ولجعفر الصادق، وأذية لموسي الكاظم ولعلي الرضي قبل أذية الصحابة رضي الله عن الجميع وأرضاهم.
تبا للكذابة السابة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتارة أخرى يخرج كويتب رذيل حقير على صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي افيس بوك يعلن كفره بالله ورسوله وسب النبي صلى الله عليه وسلم.
خذل من كاتب وخذلت أعوانه.
وأيد الله بنصره المسلمين الصالحين الذين تبرؤوا منه ومن أمثاله وجزاهم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.
وتارة أخري في بعض القنوات الأجنبية، يتكلم رذيل حقير سفيه جاهل مغمور “يدعي شحرور”، يدعي أن له علما جديدا بتفسير القرآن يتماشي مع العصر. ويصرخ بجواز الزنا مخالفا بذلك نص القرآن العظيم.
قال تعالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3))
تبا للكافر شحرور.
وفي بعض المواقع الدولية تتكلم جماعة أخرى تنسب نفسها إلى إتباع القرآن وتصرح بإنكار السنة جملة وتفصيلا وتنكر الصلوات الخمس صراحة وتقول إنها تعترف بصلاتين فقط وهذه الجماعة خارجة عن الإسلام في رأي جميع العلماء والدعاة إلي الله عزوجل.
وقد بقي في الأمة المحمدية خير كثير ولله الحمد. وفينا كثير من العلماء العاملين ولله الحمد. وفينا كثير من حملة الكتاب المبين ولله الحمد. وفيها كثير من الدعاة المخلصين ولله الحمد، وفي كل قطر من أقطار الدنيا مثال من هؤلاء ولله الحمد.
وقد قلت في الدعوة إلى الله تعالى والحض على وحدة الصف
:
الحق يعلو ولا يعلى عليه ولا **يخفى الحقيقة ما تستحسن الجهلا
إخوانَنا أهلَنا أبناءَ أمتنا ** عودوا إلى الحق لا تبغوا به بدلا
فيم التخالف والإسلام يجمعنا ** والبيت قبلتنا يا أيها العقلا
وسنة المصطفى في الدين أُسوتنا ** تالله لا نبتغي عن نهجها حولا
وربنا الملك الرحمن نعبده ** بما على المصطفى في الذكر قد نزلا
يا أمة المصطفى هبوا لنصرته ** واستصحبوا في الطريق العلم والعملا
عسى المهيمن بعد البين يجمعنا ** على طريق الهدى كي ندرك الأملا
يا رب يا رب أصلحنا بعافية ** لا نختشي بعدها سوء ولا وجلا
على الحفيظ توكلنا بمنته ** وما وجدنا سوى الرحمن متكلا
صلى الإله على المختار من مضر ** ما غرد الورق في أفنانه أصلا
وقد قلت مخاطبا أحبابي في الله:
إِخْوَتِي سَادَتِي شَبَابَ النَّدِيِّ ** لَستُ أَبغِي تَقبِيلَكُمْ لِليُدِيِّ
لَستُ أَرْضَى استِخْدَامُكُمْ فِي أُمُورٍ ** تَافِهَاتٍ فِعْلَ الغَبِيِّ الدَّنِيِّ
لَستُ أَرضَى الغُلُوَّ فِي المَدْحِ إِنِّي ** لَبَرِيءٌ مِنَ الغُلُوِّ البَذِيِّ
كُلُّ مَا أَرْتَجِيهِ مِنكُمْ دَوَامًا ** هُوَ عَونِي عَلَى الصِّرَاطِ السَّوِيِّ
ذَكِّرُونِي إِذَا نَسِيتُ إِلَهِي ** وَازْجُرُونِي عَن كُلِّ ذَنبٍ وَغَيِّ
وَإِذَا مَا اسْتَعَنتُمُ فَاسْتَعِينُوا ** بِإِلَهِ الكَوْنِ القَوِيِّ العَلِيِّ
كُلُّ شَيْءٍ إِلَى الإِلَهِ فقِيرٌ ** مَن يُرَجَّى سِوَى الكَرِيمِ الغَنِيِّ
احْذَرُوا الدَّهْرَ كُلَّ شِركٍ جَلِيٍّ ** وَاحْذَرُوا الدَّهْرَ كُلَّ شِركٍ خَفِيِّ
يَا إِلَهِي فَاشْهَدْ بِأَنِّي بَرِيءٌ ** مِن سِوَى سُنَّةِ الرَّسُولِ النَّبِيِّ
وَعَلَى المُصْطَفَى النَّبِيِّ صَلاَةٌ ** وَسَلاَمٌ عَلَى النَّبِيِّ الأَبِيِّ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته