في رحيل محمدالحافظ ولد محمدمحمود
توفي زوال اليوم بعيادة الشفاء بنواكشوط، عالم الرياضيات الموريتاني الأستاذ محمد الحافظ ولد محمد محمود، عن عمر ناهز 63 سنة كانت حافلة بالعطاء المعرفي والتحصيل العلمي والعمل بما يرضي الله في الدنيا والآخرة.
للفقيد مع مادة الرياضيات قصة خالدة من التألق والتميز والعطاء، فقد أَعجَب ذكاؤه الخارق علماءَ الرياضيات الذين درسّوه في كندا وأوربا واستوصوا موريتانيا به خيرًا بعد أن رفض عروضهم المغرية للعمل والبقاء في بلدانهم .. وهكذا يعترف زملاؤه في مراحل الدراسة المختلفة بأنه كان أستاذا لهم في الرياضيات وكانوا تلامذته، وهم – وإلى الآن – ومن بينهم وزراء ورجال أعمال وأساتذة جامعيون، يجلّونه ويُكْبرون فيه العلم والعمل. لم تترك مشاغل الوظيفة في وزارة التعليم والمعهد التربوي الوطني لهذا العالم الكبير فسحة من الوقت للبحث والتأليف وتقديم نظرياته وآرائه في الرياضيات و المعلوماتية المجالين العلميين اللذيْن يعتبر من أهم الكفاءات الوطنية فيهما. هذا المستوى المشهود به للفقيد في مادة الرياضيات لا يفوقه بشهادة العدول إلا مستواه الرفيع في مادتي الدين والأخلاق، فمن يعرف محمد الحافظ رحمه الله يعرف الإستقامة والتدين والأخلاق الكريمة ويعرف الكرم والإيثار والتسامح و الصدقة والإنفاق ، فالله وحده هو القادر على مكافأته بما يستحق، وأن يجزيَه عنا وعن الوطن جميعا الجزاء الأوفر. لقد أقيمت صلاة الجنازة على روحه الطاهرة بعد ظهر اليوم في النباغية ليوارى جثمانه الثرى في بقيع الجرّارية الطيب، رضي الله عنه وأرضاه و جعل الجنة مثواه وبارك في ابنيه الكريمين محمد عبد الله ومحمد الامين وبناته الكريمات وكل الأهل وألهم الجميع الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأستاذ والشاعرمحمدفال ولد محمدحرمه