شكرا على استعدادكم للرد على أسئلتنا، حضرة المقدم / سيدي علي بلعمش
يستهل مسئول الإعلام بالحرس الوطني المقدم احمد سالم ولد لكبيد المحترم، تصويبه “إحقاقا للحق ورفعا للظلم وإنارة للرأي العام” لتصحيح “بعض المعلومات التي وردت في المقال … ” بكلمة شكر تحولت سريعا إلى غصة في النفس، للتعبير عن “استغرابنا الشديد لعدم تأسيس معلوماته على أي مصدر في تقريره للحقائق التي زعمها والمعلومات التي قدمها حول هذه الوحدة لان من عادة الصحفي أن يحيل إلى مراجعه التي اعتمد عليها حتى لا يكون كلامه مجرد هراء فارغ من المصداقية والمهنية”، متناسيا أن من حق الصحفي (و الحق أهم من العادة) الاحتفاظ بمصادره و يعرف حضرة المقدم أنني لو كنت ملزما بذكر مصادري لما كان لي أن أحصل على أي معلومة في بلد تكمم فيه الأفواه المدنية المحمية بصريح القانون فما بالك بالمؤسسة العسكرية. و بالمناسبة حضرة المقدم، ألم يكن من المفروض (الملزم) أن يرد مسؤول إعلام مؤسسة رسمية من هذا الحجم على رأسية موقعة على الأقل؟ لقد كان حرص حضرة المقدم على توضيح المعلومات مهما في تأكيد ما جاء في مقالي حين قال ” تعمل وحدة الحرس الوطني بكوت ديفوار طبقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية في سنة 2012 والتي نصت فيما نصت عليه على إن رواتب أفراد هذه الوحدة وعلاواتهم تخص الدولة الموريتانية حسب تشريعاتها الوطنية المعمول بها” . لأنني متأكد أن “حقوق” جنودنا لو كانت مرتبطة بالأمم المتحدة لما تأخرت عنهم ساعة غير منقوصة ؛ إن خوفنا من ضياع الحقوق يكون دائما يا حضرة المقدم، حين ترتبط هذه الحقوق بأي جهة من هذا النظام المافيوي. كما أنني لا أفهم ما أراد حضرة المقدم أن يذهب إليه حين يقول ” تدفع المستحقات المالية لافراد الوحدة طبقا لترتيبات الدولة ( الرواتب + العلاوة التفضيلية لأفراد القوات المسلحة وقوات الأمن طبقا للمرسوم رقم 2012/2014 الصادر بتاريخ 29 اكتوبر 2014)”، لا سيما إذا كانت هذه “العلاوات التفضيلية” تم تعويمها قصدا لتبتلع ال 1028 دولار التي تدفعها الأمم المتحدة لكل وحدات الدول الموجودة و التي لا نفهم فقط كيف تم استثناء الوحدة الموريتانية منها. أريد حضرة المقدم أن يقول لي بصريح العبارة إن الأمم المتحدة لا تدفع هذا المبلغ شهريا لجنودنا و أريده أن يفسر لي لماذا استثناء الوحدة الموريتانية من هذا المبلغ الذي تحصل عليه وحدات جميع الدول المشاركة و أذكره بأنه هو من تمنى أن أكون توجهت إليهم لتزويدي بالمعلومات الصحيحة قبل نشر ما جاء في مقالي من زعم غير مؤسس . ـ يقول حضرة المقدم “الخدمة العسكرية ليست تاشرونا وإنما هي واجب وطني أولا واختيار شخصي ثانيا والعسكري ليس مرتزقا تحركه المآرب النفعية وإنما هو مواطن نبيل يؤدي الخدمة حبا للوطن قبل أي اعتبار آخر” . و أقول فقط إنني لا أجد هذا مقنعا للاستحواذ على المبلغ المقدم للوحدات الدولية المشاركة في عملية حفظ النظام في كوت ديفوار من قبل الأمم المتحدة و لا مبررا وجيها لاستثناء الوحدة الموريتانية منه !! إن من سطوا على بلد كامل و أجهضوا نظامه المدني و اعتدوا على دستوره لا يستكثر عليهم الاستحواذ على مرتب جندي أعزل. ـ يقول حضرة المقدم” من الطبيعي انه قد يخضع أفراد الوحدة خلال سفرهم برا عبر الدول التي يمرون بها لتفتيش الهوية كما هو الحال بالنسبة لجميع المسافرين ولكن لم يحدث أن احتجزت مجموعة منهم في مالي لعدة أيام واتهمت بالإرهاب بسبب السفر برا”، مؤكدا أن قائد أركان الحرس الوطني يتابع شخصيا ومن خلال هيأة قيادته كل الوحدات التابعة له ويتفقد يوميا، بل بالساعة، أحوال أفراد هذه الوحدات” و لا أريد أن أنفي ما يقوله حضرته لا سيما أن عمله هو توظيف كل طاقاته لتحسين صورة قيادته و هذا واجبه في كل الظروف لكنني أؤكد أن الحادثة حصلت و كان من ضمن المجموعة الحرسي عثمان و الحرسي المشهور باسم محمد 44 و الحرسي بتار و لم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تدخل السفير الموريتاني في مالي و السفير في كوت ديفوار. ـ يقول حضرة المقدم و تحت عبارة تنبيه هامة (ملاحظات أخيرة): “لا نريد أن نتدخل في المواقف الشخصية للسادة الصحافيين ولكننا نتمنى عليهم أن ينأوا بحرمة القوات المسلحة الوطنية عن المزايدات السياسية وأسلوب التهويل والسخرية وإطلاق الأحكام التي لا تستند لأي مصدر خصوصا من ناشط كبير في مجال الإعلام مثله” و أسأل فقط و أنا لست داخل الوطن بسبب قبضة هذا النظام العصابة الذي يستبيح كل شيء باسم المؤسسة العسكرية البريئة، هل حصل انقلاب عسكري في البلد و تنحت العصابة عن الواجهة السياسية ؟ على المؤسسة العسكرية أن تبعد هذه العصابة عن إقحامها في الشأن السياسي ليكون من حقها أن تطلب منا مثل هذا الطلب. و عليها ما لم تفعل ذلك أن تقتنع بأنها لن تقنع الناس بأننا نحن من يقحمها في الشأن السياسي لكنه من المفرح لنا في كل الأحوال أنه ما زال في المؤسسة العسكرية من يغار عليها و نتمنى من كل قلوبنا أن يبرهن لنا على ذلك في القريب العاجل. ـ يقول حضرة المقدم ” كنا نود من الكاتب نظرا لحرصه وغيرته على وضعية وحدة الحرس الوطني بكوت ديفوار ان يكون سباقا إلى ذكر المأثرة الكبيرة التي حظيت بها هذه الوحدة يوم 6/05/2015 والتي هي مدعاة لكل فخر واعتزاز وطني والمتمثلة في توشيح أفرادها من طرف الأمم المتحدة بحضور العديد من السلطات الوطنية والدولية والايفوارية مكافأة لهم على حسن أدائهم وتم اختيارهم من بين ما يزيد على عشرة آلاف من أصحاب القبعات الزرقاء يعملون معهم. ولا شك أن هذا التميز يوحي أن الوحدة ولله الحمد تعمل في أحسن الظروف المادية والنفسية”. لا شك يا حضرة المقدم المحترم أن هذه مفخرة لنا جميعا (كانوا يستحقون عليها تذكرة طيران) كان على قيادتنا الوطنية أن تكون أول المحتفين بها و أكثر المصرين على تكريم أصحابها، لأنني ـ ويبدو أنه على حضرتكم أن تسألوني أنا لأعطيكم ما يفوتكم من أخبارهم ـ لا أستطيع أن أفهم أن يكون على أفراد وحدتنا أن يتبرع كل واحد منهم بألف افرنك لشراء أدوية المالاريا بعدما اجتاحتهم و كان مخزن الأدوية خاويا على عروشه بسبب نهب مخصصاته ، لتقول لنا القيادة “إن هذا التميز يوحي أن الوحدة ولله الحمد تعمل في أحسن الظروف المادية والنفسية” و لعل قصة محاسب الحرس و ادعاؤه بشراكة قائد أركانه في العملية دليل مهم على حسن تسيير المؤسسة و كفاءة و نزاهة القائمين عليها و غيرتهم على الوطن (المصدر الصحافة الوطنية). و يختم حضرة المقدم المحترم رده بنداء هام ” أوجه نداء لأخواتي وإخواني العاملين في مهنة الصحافة، هذه المهنة النبيلة والخطيرة، أن يتوخوا الحذر والدقة والمسئولية فيما ينشرونه عن القوات المسلحة الوطنية من أخبار وتحقيقات، فالمس من هذه المؤسسة أو تعريض أفرادها للخطر أو الحط من معنوياتهم، اعتبره شخصيا جريمة في حق الوطن الموريتاني” و أتبرع له فقط بجعل خطين أحمرين تحت جملته الأخيرة و علامة تعجب و استفهام بعد نقطة النهاية. ( !؟) نعم حضرة المقدم، كم من جريمة ترتكب في هذا الوطن باسم الوطن؟