ولد عبد العزيز يطلق النار على الحوار بسبب حبة ماندارين/ سيدي علي بلعمش

ولد محم رجل مصاب بإسهال سياسي و تسمم عاطفي حوله إلى عناية ولد عبد العزيز المركزة . و لأن مزاج ولد عبد العزيز طفولي متقلب، من النادر أن يقترب منه شخص إلى هذا الحد و بكل هذه المجانية و هذا الانفلات إلا و ركله بعد حين. كل من عرفوا ولد عبد العزيز يشهدون له باللؤم.. كل من اقتربوا منه احترقوا بنار احتقاره.. كل من وقفوا معه بأموالهم و جاههم و تضحياتهم، أدار لهم الظهر عندما أصبحت كرة المودة في ملعبه.. كل من أساؤوا إلى شعبهم و نخب بلدهم دفاعا عن أباطيل ولد عبد العزيز تنكر لهم عند الحاجة و سكر أبواب اللقاء في وجوههم .. ولد محم معلق الآن ، لا بنتائج الحوار مع المعارضة، و إنما بنتائج صراع تكيبر مع توت بنت الشيخاني ! و من النادر أن تنشب تكيبر أظافرها في شيء إلا و رضخ له عزيز في النهاية و من النادر أكثر أن تقتنع بمثوله لرغبتها من دون أن يحرق كل ما يرتبط بما تطلبه. فاعذروا إسهال ولد محم و هستيريا جنونه، لاسيما أنه أكثر من يعرف حقارة ولد عبد العزيز الذي يكيل له المدائح كل يوم بذل نفس يدعو إلى الاشمئزاز و الشفقة. من أنت يا ولد محم حتى تقول لنخبة بلد كامل أنتم غير جادين .. أنتم فاشلون.. أنتم عاجزون؟؟؟ هل تجربتك السياسية المخجلة المطبوعة بالتزلف و الارتزاق تجعلك ندا لرجال المعارضة الموريتانية المشكلة من خيرة نخبة البلد؟ هل تاريخك النضالي (من عنصر ثانوي في خلية جميل منصور إلى بوق مشروخ في جوقة عصابة أشرار تنهب بلد آبائك و تحرق مستقبل أطفالك)، يجعلك ندا لرجال لو اشترطوا الاعتراف بولد عبد العزيز بدمك لقدمه لهم عصيرا طازجا مذبوحا “على الطريقة الإسلامية” أمام أعينهم؟ لو يجدي التفاني في التزلف لعزيز يا ولد محم لكان طابور من سبقوك ـ الممتد من احوياتو إلى ولد جعفر مرورا بولد الطيب و ولد الكتاب، سدا منيعا بينك و بين منصب بواب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية.. إن من يستبدل وطنه براتب مشروط بالإساءة إلى أهله و دينه و مروءته، لا يستكثر عليه أن يسيء إلى معارضة تترفع عن النزول إلى مستوى تملقه المخجل. ـ كم عدد ممتلكات ولد عبد العزيز، إذا كنتم أجبتم على جميع ممهدات المعارضة كما تدعي يا ولد محم؟ ـ أين التحقيق في قضية مطار نواكشوط ؟ ـ أين التحقيق في تصريحات ولد بايه و اعترافه المسجل بصوته بحصوله على كومة مليارات من دون أي وجه حق؟ إذا كان تجاوز كل هذه الجرائم الصارخة هو ما تسميه “شروط المعارضة التعجيزية” (و هذه مجرد نماذج من طوفان من المفاسد المؤكدة) فكيف يكون حوار المعارضة مع عصابة أسيادك ، غير تواطؤ مع الجريمة ؟ ما أنت إلا أفاك لا يخجل و بوق تزويد رصيد مشروخ يملأ الفراغ صراخا للتشويش على كل من يحاول أن يفهم.. مصير موريتانيا يا ولد محم ليس لعبة، تذرع فيها زورا و بهتانا لإرضاء خواطر عصابة أشرار تنفذ أجندة شيطانية.. تأكد أن الشعب الموريتاني لن يتنازل عن محاكمة أمثالك ممن قبلوا بلعب الأدوار القذرة لتضليل الرأي العام و التلاعب بعقول الضعفاء للتلبيس على جرائم هذه الدياسبورا الحاقدة التي دمرت موريتانيا ونهبت خيراتها و أذلت أهلها. من سوء حظك و جهلك للتاريخ يا ولد محم أن لا أحد في الوجود يمكن أن يدافع عن نظام مافيوي يتبجح بجرائمه.
من  و سوء تقديراتك يا ولد محم أن تستبدل وطنا كريما منحك كل شيء بعصابة حقيرة تضن عليك بالشفقة على نفسك. و مع جسارته الكاذبة و سرعة تعرضه الواشية بعدم حكمته، يظل ضعف ولد محم الحقيقي في عدم قدرته على إخفاء ما يزعجه. و هذا يعني أنه لا يمكن أن يكون رجل سياسة و لا يصلح ليكون رجل حوار. لقد كان مؤتمر ولد محم الأخير سلسلة متواصلة من الأكاذيب المتهتكة و التناقضات المرتبكة و الاعترافات الرسمية و الصريحة بجرائم عصابة ولد عبد العزيز : ـ  قال ولد محم إن مفاوضات أو حوار 2008 “تمت بواسطتها إعادة الحياة الدستورية” و هو اعتراف رسمي لأول مرة من قبل العصابة بجريمة انقلاب ولد عبد العزيز الذي يصر البعض على تسميته بالتمرد العسكري.. ـ قال إنهم فضلوا تأخير تجديد ثلثي مجلس الشيوخ إلى ما بعد المفاوضات لفتح الباب أمام معارضة لا تملك مستشارا بلديا واحدا للمشاركة في تشكيله ! و هي رسالة واضحة بتحديد من ترغب العصابة في مشاركتهم في تلك الدودة الزائدة التي تسمى مجلس الشيوخ  و تجاوز معلن لصلاحيات المجلس الدستوري. و لم يعد خافيا على أحد أن تواصل أكبر شريك لنظام هذه العصابة و لا يخفى على آخر أن الأدوار الموكلة إليها تتمثل في تشريع كل جرائم النظام و بث الفرقة داخل صفوف المعارضة و هي أدوار تمت محاصرتها في النهاية على مستوى المعارضة بعد تفكير عميق و صراع طويل و تخطيط محكم. ـ قال ولد محم “نجدد التزام أحزاب الأغلبية بالحوار بتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية” من هي أحزاب الأغلبية يا ولد محم و متى كانت تستطيع الالتزام بغير النفاق و متى أصبحت الطاعة العمياء تسمى بالتوجيهات و متى كان ولد عبد العزيز بمنزلة الأخوة لغير أهل غده و أهل المامي و افيل و بقية العصابة الأهلية الشريرة؟؟ ـ قال ولد محم “لا توجد أي مفاوضات مكتوبة” و هذا يعني بكل بساطة أن ولد محم لم يدخل أي مفاوضات في حياته لأن حتى جلسات التفاوض اليومية لا بد أن تكون مكتوبة و موقعة من كل أطراف التفاوض ، فما بالكم بالتعهدات و الالتزامات؟ و الحقيقة أن المعارضة ارتكبت هنا خطأ فادحا حين قبلت الحوار مع عصابة اشتهرت بالنكث بالوعود و الكذب و التحايل من دون أن تشترط أن تكون المفاوضات معلنة و منقولة مباشرة على الأثير؛ إذا كانت الأطراف تتفاوض على مصالحها الخاصة فهذا لا يعني الشعب الموريتاني في شي و إذا كانت تتفاوض على مصلحة البلد و شعبه، كان يجب على الأقل أن يكون على اضطلاع بكل ما يجري في هذه المفاوضات كنوع رمزي من المشاركة حتى لا يظل تدافع المسؤوليات ممكنا كما يحدث الآن من دون أن يعرف الشعب من الكاذب و من الصادق. ـ قال ولد محم “التكتل اصدر بيانا مخالفا لكلام المفاوضين “و احن كاع  ما فتن سنتينا” : أيهما نصدق يا ولد محم أنكم لم تبدؤوا بعد أو أن التكتل أصدر بيانا مخالفا لكلام المفاوضين الذي تدعي أنه لم يبدأ بعد؟؟ ـ قال ولد محم “قبلنا  80 إلى 90 في المائة من ممهداتهم” . أين قبلتموها و من خلال ماذا ؟ نريدك أن تذكر لنا واحدة فقط من الممهدات التي قبلتم و في ماذا تجسد قبولها. هل هذا شرط تعجيزي أيضا؟ ـ قال ولد محم أتونا ب 4 نقاط، (لم يتكلم عنها) و هنا أراد أن يشي بالمتواطئين معهم من المعارضة لأن هذه النقاط لم تصلهم البتة من طرف لجنة التفاوض و لا أحد يمثل المنتدى في هذه المفاوضات غير هذه اللجنة  و بشكل حصري لكن النقاط معروفة و من قدموها معروفون و أسباب عدم حديث ولد محم عنها معروفة. ـ قال ولد محم ” تلقينا عدة رسائل” كذبت يا ولد محم إذا كنت تدعي أن أي رسالة وصلتكم من المنتدى و أتحداك أن تعلن عن أي منها. ـ اعترف ولد محم بأن لجنة المفاوضات الممثلة للمعارضة تعلن بعد كل لقاء أن ما دار بينها و بين لجنة العصابة كان إيجابيا (هذا هو باع المفاوضين الناجحين يا ولد محم)، أما التسريبات فقد كانت تحدث من طرف ولد محم و أصحابه و لو حدثت من قبل لجنة المنتدى لما تسترت عليها المواقع و الصحف و القنوات التابعة جميعا للمخابرات. ـ و حول حديثه المستهتر و الحقير عن المعارضة قال ولد محم : “الشعب اعرض عنهم و جعلهم على الهامش”، فما حاجتكم انتم إليهم يا ولد محم.. ما حاجتكم إلى حوار مع من لفظهم الشعب و همشهم.؟؟ إن تناقضك يظهر من خلال كل شيء و قلة خبرتك تتجسد في كل شيء و طغيان وقاحتك يعري سفالة نفسك و تبدي سلوكك؟؟؟ 

لقد كان لهذا الظهور ثلاث أسباب حصرية لا رابع لها: 1 ـ أنهم أصبحوا يريدون التخلص من الحوار  
 2 ـ أن لديهم برنامجا يريدون تمريره 
3 ـ أن لديهم ظرفا محرجا يريدون التغطية عليه. ـ أما أسباب تخلصهم من الحوار فهي أنهم لم يستطيعوا جر المعارضة إلى الحوار المرسوم على مقاساتهم و لا يريدون أن تظهر حقيقة حيلهم الماكرة و نواياهم الخبيثة المبيتة بعدما أصبحت هي حديث الجميع اليومي بسبب نقلات “المعارضة” الرائعة و المدروسة التي أوقعتهم في حالة تخبط و ارتباك لم يعرفوا كيف يخرجون منها؛ لقد قدموا هذا الحوار ـ بتواطؤ مع  جهات في المعارضة ـ للاعتدا على الدستور و حين لم يستطيعوا ، أصبحوا يريدون أن يثبتوا للناس أن المعارضة هي الرافضة للحوار و أن العصابة حمل وديع يتشبث بالسلم و الشرعية و حين بدأنا معهم معركة كشف الحقائق و النوايا ، قلبوا الطاولة على الحوار و استبدلوه بآخر .. ـ و أما البرنامج الذي يريدون تمريره فهو رسائل الوزير الأمين العام للرئاسة التي أرسلها إلى رؤساء الأحزاب السياسية يوم الأربعاء الماضي ( 12 أغسطس 2015)، و التي تحمل دعوة للمشاركة في جلسات حوار سيبدأ يوم 07 سبتمبر المقبل.  و هي لعبة مكشوفة الغايات لا يراد منها غير التغطية على فشل الحوار الماكر الذي كانوا يخططون له للاعتداء على الدستور و العبث بالمقدسات الوطنية لاستمرار نظام هذه العصابة التي عاثت فسادا في الأرض.. و أما الظرف المحرج الذي أراد ولد محم التغطية عليه بهده الخرجة المرتبكة و المثيرة للجدل بتعمد، فهو قصة إطلاق ابن خالة ولد عبد العزيز النار على الفتى ولد معطل بسبب حبة ماندارين و تواطؤ الشرطة و القضاء في فرض تسوية مذلة على ذويه. لقد أراد ولد عبد العزيز إطلاق زوبعة الحوار الجديد لصرف الرأي العام و وسائل الإعلام عن هذه القصة بالغة الإحراج بالنسبة له بعد إطلاق ابنه النار على فتاة و إطلاق أخرى النار عليه هو نفسه في شقة فاخرة في أطويله . و كان ذلك واضحا من خلال غياب أي مقدمات لمبادرة الحوار هذه على غير العادة كقضية كانت تحتاج ترتيبات عديدة و مشاورات مع أحزاب “المعارضة”  المستهدفة و تسريبات مضللة لوسائل الإعلام. و هذا يا ولد محم هو ما يسمى بلعب الأدوار القذرة الذي دأبت عليه. ليكن في علمك يا ولد محم أن الحوار مع المعارضة الفاعلة، المؤثرة ، الحقيقية ، المزعجة ، المدركة لما تريدونه و ما يفزعكم و ما يقض مضاجعكم ، لن يقوم إلا على جثثكم ..و موقف المعارضة الواضح ـ بعيدا عن المراوغات السياسة ـ هو أن ولد عبد العزيز (الذي لا تعترف المعارضة بأي شكل من شرعية وجوده)، إذا كان يعترف بأنه أدخل موريتانيا في أزمة يصعب الخروج منها و أدخل نفسه في ورطة يستحيل أن لا تؤدي به إلى السجن ، أصبح مستعدا للتنازل عن الحكم تفاديا لمصير أسوأ (نهاية القذافي)، سيكون من واجبها التعاطي معه من منطلق إنقاذ ما يمكن إنقاذه بأقل الخسائر . أما إذا كان ولد عبد العزيز يعتقد أنه ـ بحيل سخيفة ـ يستطيع جر المعارضة إلى حوار يخرجه من ورطته و يضفي عليه ضمنيا نوعا من الشرعية و يفتح أمامه حتى الحصول على فترة ثالثة و رابعة ، فمن حقه أن يحلم و من حق ولد محم أن يحلم بالنيابة عنه . إننا ندرك جيدا أنه لم يبق أمامكم سوى أن تحلموا؛ فلوحوا باستغنائكم عن مشاركة المعارضة.. هددوا بإحراق موريتانيا .. شهروا بمن عملوا معكم تحت الطاولة.. انهبوا ما في البلد من خيرات حتى آخر ذرة أوكسيجين.. أعرضوا المدارس و المساجد و عمامة المرحوم عدود في مزاد علني مفتوح .. وزعوا الأسلحة على بلطجيتكم و اطلقوا النار على كل من يملك حبة ماندارين.. هجنوا المواقع و الجرائد و ضاعفوا فواتير القنوات لتركع صاغرة أمامكم صادروا حرية الجميع بكل الطرق الملتوية هددوا كل من لا يرى فيكم غير ما أنتم عليه من جهل و تخلف و طيش.. اشتروا ضمير كل من يفكر ببطنه .. أججوا نعرات الجاهلية بين كل شرائح المجتمع .. لكن لا تفكروا في إمكانية أي نوع من التعاطي مع المعارضة من دون التوقيع مسبقا على خروجكم صاغرين من الحكم، رافعين أيادي الاستسلام بكل توسل و مذلة… لقد أرتكم المعارضة (و تعرفون من أعني بها) في الأشهر الماضية أن كل شي تغير إلا غباؤكم. و ستريكم في المراحل القادمة أنها تقوى بخسران من يوالوكم و تتحد و تستثمر الاستياء العام برفضها أي نوع من التعاطي مع أمثالكم .. سيعري هذا الحوار كل حقيقة ذكرناها في الأشهر الماضية و كل نوايا تكلمنا عنها و لن يفضي إلا إلى كشف المزيد من أوراق العصابة التي تمت محاصرتها بالكامل داخليا و إقليميا و دوليا . و الأشياء لا تنتهي إلا بنهاياتاها. !