القاسم ولد بلالي …حين يتحول التضليل الي مكاسب سياسية

لقد كنت تركت السياسة منذ فترة ليس انهزاما ولا انحطاطا و إنما قناعة بأن أسلوب الممارسة السائد في موريتانيا بما يحويه من مهاترات و مغالطات و أكاذيب لم ولن يجني الوطن منها سوي مزيد من الفرقة و التشرذم و تجذير الخلافات و الحساسيات .

لكني بعد مشاهدتي للقاء القاسم ولد بلالي التلفزيوني مع قناة الساحل وجدت نفسي في موقع يدفعني لتحمل المسؤولية من أجل توضيح الكثير من الملابسات و الحقائق الغائبة للاسف عن الجيل الحالي من ساكنة انواذيبوا و اما الجيل السابق مثلي فغالبيتهم إختار الصمت و النأي بنفسه طبقا لقاعدة ” ترك السفيه بلا جواب ” .   1- اللوبيات : تحدث القاسم عن اللوبيات التي تحكم موريتانيا مدعيا انها هي التي اقصته مرات عديدة و حاصرته وهو ما جعلني استغرب عجبا و هو الذي منحته اللوبيات منصب العمدة الوحيد الذي تبؤه في حياته !!!  ألم يأتي القاسم الي منصب عمدة انواذيبوا عن طريق مؤامرة نفذها لوبي قوي ؟  لم أتمالك نفسي من الضحك حين قال أن معاوية استدعاه و طلب منه إصلاح البلدية !!!!  إنها سابقة في تاريخ معاوية لم يفعلها سوي مع القاسم أم ان معاوية الذي يقصده ليس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ؟ هل كان معاوية يهتم بالفساد أو بالاصلاح ؟ و منذ متي كان معاوية يطلب من موظفيه الإصلاح ؟ إنها ليست ثقافته و لا مصطلحاته إن الحقيقة الغائبة عن سكان نواذيبوا أن القاسم و بدعم من لوبي الكادحين و بعض المتنفذين الجهوين ” حمادة ولد الدرويش ، المرحومين   المدير الجهوي للامن و الوالي انذاك – لن اذكر اسمائهم لأنهم افضوا الي ما قدموا- قاموا بفبركة تقارير أمنية أدت الي مسرحية سيئة الاخراج تم بموجبها إعتقال العمدة المنتخب ولد ميشين و بعض مستشاري المجلس البلدي الرافضين للموامرة  و بعد أن اجتمع المجلس البلدي و تم تنصيب القاسم بصعوبة بالغة و هم في السجن تم إطلاق سراحهم قبل أن تبرأهم المحكمة بعد ذلك ،  لماذا برأتهم إذا كان فعلا الفساد و الإختلاس هو سبب اعتقالهم ؟ ان القاسم يعرف جيدا تلك الموامرة و كيف تمت حياكتها بالتالي لا يحق له أن يتحدث عن اللوبيات و الموامرات من سخرية الاقدار أن  القاسم تنكرللوبي الذي بذل الغالي و النفيس حتي يصير عمدة و قلب لهم ظهر المجن و رفض استقبالهم و هو ما جعل احدهم يقول بمرارة أنه لم يري في حياته من هو أكثر لؤما من القاسم ولد بلالي .   2- الانجازات : أكثر ما أثار سخريتي إدعاء القاسم  المفضوح بأنه هو من قام ببناء مستشفي إسبانيا !! مادام كذلك لماذا لم تتم تسميته طب القاسم أو طب البلدية أو مستشفي انواذيبوا ؟؟؟ لقد سمي طب اسبانيا  ببساطة لأن المملكة الاسبانية هي من ممولته و اشرفت علي إنشاءه . كما يدعي القاسم ايضا أنه قام بانجاز 50 كيلومتر من الطرق المعبدة في المدينة !! إن تكلفة إنجاز 50 كيلومترا تناهز حوالي 5 مليارات أوقية أي ميزانية البلدية ل 5 سنوات !! فكيف حصل القاسم علي هذه المبالغ مع العلم انه قضي في منصب العمدة حوالي سنتين (ميزانية البلدية في كل منهما حوالي المليار) !!؟؟ وهل مليارين تكفي لانجاز 50 كيلومترا من الطريق المعبد ؟؟؟ واذاكانت تكفي فماذا تبقي للانجازات الأخري و لرواتب العمال .؟؟؟ الحقيقة أن هذه الطرق انجزتها الدولة علي حساب ميزانيتها باشراف وزارة التجهيز و النقل وكل ما قام به السيد العمدة أنذاك هو أنه أصبح يزور هذه المشاريع يوميا و يلتقط الصور بجانبها و من ثم صرف ميزانية البلدية و مواردها في الدعاية الشخصية له حتي تمكن في النهاية من إيهام  سكان المدينة الطيبين بأنها من انجازات البلدية و أنه هو شخصيا من قام بها متبعا قاعدة أستاذه ” لينين” الشهيرة : ” إن الكذبة قد تتحول الي حقيقة إذا تم تكرارها بما فيه الكفاية ” و لاغرو فالقاسم تربي و تكون علي أيدي الكادحين الموالين للينين و الثورة البلشفية إن هذا التحايل هو الذي جعل البعض من المسؤولين يخبر معاوية ولدسيدي احمد الطايع أن القاسم  قام بسرقة إنجازات الحكومة  و أنه يحضر نفسه للانتخابات الرئاسية و لا عجب أن صدقهم !! و فعلا كانت هذه السرقة للانجازات هي إحدي الاسباب الكثيرة التي جعلت معاوية  يقصي القاسم فيما بعد  . إن الذين يصوتون للقاسم في نواذيبوا ظانيين ببراءة أنه صاحب انجازات و نحن نعرف أنه ببساطة خدعهم عن طريق ترويج الدعاية و التضليل !! لكنه لم يخدع الدولة و أجهزتها و حكوماتها و مخابراتها التي تعرف حقيقية هذا الرجل و تملك الوثائق التي تدينه ، وهذا هو الذي جعله منذ تلك الفترة لم يحظي بدعم أي نظام و لا بترشيحه انطلاقا من معاوية – الذي طرده فور انتهاء مأموريته في البلدية – مرورا بالمجلس العسكري 2007 و إنتهاءا بولد عبد العزيز2013  ولم يسمحوا له حتي بالانضمام الي أحزابهم ابتداءا من الحزب الجمهوري ومن ثم عادل و أخيرا الاتحاد من أجل الجمهوية إن كثير من مؤيدي القاسم الحاليين لم يعاصروا هذه الاحداث لأنها حصلت قبل 20 عاما و أما الذين عاصروها قمعظمهم بلغ من الكبر عتيا و لم يعد مستعدا للنزول الي مستوي المهاترات مع القاسم الذي أقل ما يقال عنه أنه ” متوشوش ” بالتالي اناشد العمد الحالي ولد معطل  أن يقوم بنشر ملفات ووثائق  تلك الحقبة ؟ ليس من أجل القاسم! أنا أعرف أن الأمر لا يستحق ؟ ولكن من أجل 9000 مواطن بسيط خدعهم فصوتوا له   3- الموقف من المعارضة : اشمئزيت حين سمعت القاسم يقول أنه لم يتخندق يوما مع المعارضة  في محاولة يائسة للإستعطاف و تملق النظام الحالي !! و أنا هنا أسأله :  ألم تساند ولد هيدالة في انتخابات 2003 ضد معاوية ؟ ألم تلتحق بحزب الوئام أيام كان بيجل في أوج صراعاته مع النظام ؟ ألم تساند أعل ولد محمد فال في انتخابات الرئاسية التي عقبت اتفاق دكار ضد الرئيس الحالي ولد عبد العزيز ؟ و مما لايعرفه الجيل الحالي من ساكنة انواذيبوا  أنك ترشحت ضد الحزب الجمهوري في أول انتخابات برلمانية مطلع التسعينات و لم تتحصل الي علي بضع أصوات ، و مع ذلك تتجرأ في لقاءك التلفزيوني و تسخر من الدفالي ولد الشين أنه لم يحصل إلا علي 500 صوت !!  يبدو انك للاسف  تناسيت نتيجتك في تلك الانتخابات لكن اشمئزازي زاد حدة حين قلت انك انسحبت من الاحزاب التي ترشحت تحت يافطتها بمسؤولية و هدوء !!! ألم يكن إنسحابك من حزب ولد أعبيد الرحمن بسبب شتمك له في البرلمان ؟ و إنسحابك من حزب الوئام أنك إقترضت مبلغا من المال من رئيسه بيجل و حين طالبك بتسديده قمت بسبه و شتمه و لعنه ؟   4- الصراع مع الدولة : يدعي القاسم أنه في صراع مع الدولة و أنه تم إفقاره و أن جميع مؤسسات الدولة تتحالف ضده في محاولة للعب دور الضحية ، و أنا هنا أتساءل و أتحدي القاسم أن يجيب : لماذا يتم تعيين إبنتك الوحيدة في سلطة التنظيم و بمرتب عالي جدا من دون أي مسابقة إكتتاب مع العلم أنها لا تملك اي مؤهلات استثنائية  ؟؟ و لماذا ترضي و انت المناضل المستقيم ان يتم تعيين ابنتك من دون مسابقة شفافة و نزيهة ؟؟ و إذا كانت المخابرات و الأمن و الدولة تستهدفك لصراحتك كما أدعيت فلماذا تم إعفاؤك من الحق العام و اطلاق سراحك في قضية ولد اسويدات ؟  و لماذا لا يزال مكتب الجمعية الوطنية حتي اليوم يمنع المحاولات العديدة لرفع الحصانة عنك رغم الاحكام القضائية المتتالية ضدك ؟ لست بحاجة أن أذكرك بقضية أورا بنك و الأمر بالتنفيذ ضدك و الذي لم يستطع البنك تنفيذه لحد الان  ؟؟ لماذا سمحت لك الدولة بالترشح في الانتخابات الماضية و أنت ليست لديك شهادة تبريز و ضدك أحكام قضائية ؟؟ صدقني هناك الالاف التجاوزات القانونية التي قمت بها و لولا الحماية التي تحظي بها داخل أجهزة الدولة لكنت الان  في إحدي زوايا السجن المدني أو سجن دار النعيم !!   5- الحديث باسم ساكنة أنواذيبوا :   إن أكبر نسبة حصل عليها القاسم كانت في الانتخابات الاخيرة إذ حصل علي 9071 صوت في الشوط الأول (في انتخابات 2007 حصل علي 7000 صوت)وزادت بحوالي 1000 في الشوط الثاني  و ترجع هذه الزيادة بالأساس  في الشوط الثاني الي أن حزب تواصل أمر منتسبيه  و غالبيتهم الساحقة جنود و أعضاء في التنظيم الاسلامي الحركي السري بالتصويت للقاسم ولد بلالي   و مع ذلك جاء متأخرا عن ولد معطل ب 1000 صوت  . بالتالي نحن نعترف أن القاسم ولد بلالي حصل علي حوالي  9000 صوت  صافية من دون تحالفات الشوط الثاني !! ولكن هل يخول له هذا العدد الحديث بإسم سكان نواذيبوا  و التبجح في كل مناسبة ان غالبية سكان نواذيبوا يناصرونه ؟؟ ان عدد المسجلين علي اللائحة الانتخابية 45616 صوتت منهم أقل من 25000 ! أي أن هناك حوالي 20000  مسجل لم يصوتوا إطلاقا أي اكثر من  ضعف الذين صوتوا للقاسم مرتين ؟؟ أم أن الذين لم يصوتوا فوضوا للقاسم صلاحية أن يتحدث باسمهم و يعتبرهم أنصاره !!! فهل 9000 شخص هي غالبية سكان أنواذيبوا  الذين يزيدون علي 45000  أو نصفها أو ثلثها ؟؟  الحقيقة أن غالبية سكان نواذيبوا هم عمال بسطاء يكابدون من أجل لقمة العيش ، و غالبيتهم ملت السياسة و كذبها و إفتراءاتها و أصبحت صامتة لا تذهب الي صناديق الاقتراع و هذا هو سر هذا العدد الهائل من غير المصوتين و الذي يفوق في كل انتخابات ما تحصل عليه القاسم أو الحزب الجمهوري او غيره من المترشحين   6- العبودية إن أول من بدأ الخطاب العنصري في مدينة انواذيبوا هو القاسم ولد بلالي حين قال إبان الحملة الانتخابات 2007 ” إن سكان موريتانيا لن يسمحو أن يحكمهم أعبيدات امخينزين ” في اشارة الي منافسيه مرشحي حزب التحالف و رغم ان هذه التصريحات كلفته غاليا لا يزال يصر علي عدم الاعتذار  و يحاول الصاق تهمة العنصرية بسيدي ولد الزين و الشيخ ولد بايه و غيرهم ممن قادوا حملة ولد معطل في انتخابات 2013 لقد رفض لحراطين القاسم ولد بلالي لأن ما قاله يومها كان في مهرجان شعبي علي مرأي و مسمع من الجميع و لأن من لا يومن في عقله الباطن بوحدة موريتانيا و تساوي اعراقها و طبقاتها لايمكن ان يتولي اي منصب عام لان ذلك يتناقض مع مبدأ الجمهورية و الدولة الوطنية الحديثة   7- المال و الأعمال : أدعي القاسم زورا في لقاءه التلفزيوني أنه ترك الأعمال في بداية التسعينات : و أنا هنا أتساءل إن كان هذا صحيحا فماهي علاقتك بتجمع شركات Scoex et ECTD  الذي يديره ابن أختك  و هو تجمع الشركات الذي تحايل علي أورا بنك بمبلغ 137 مليون أوقية لاتزال المافيا التي تحمي القاسم ولد بلالي تمنع وكيل الجمهورية من تنفيذ الحكم الجبري رقم (N°252/2012) الذي اصدره القاضي بالمحكمة التجارية ضدك حتي يتمكن البنك المسكين من استعادة امواله أو أموال زبناءه إن صح التعبير  الرجاء مطالعة الرابط :  http://www.cridem.org/C_Info.php?article=648456 إن من لا يستقيم في معاملاته الشخصية لن يستقيم في تسييره للشأن العام .   8 – الانحطاط الاخلاقي : لن اطيل في هذه الفقرة لانها معروفة لدي الجميع بما فيها مناصري القاسم ولد بلالي فقط أريد أن أذكر بالأحداث التالية : – الشجار مع  الصحفي محمد ولد جبريل في دار الشباب بنواذيبوا افتتاح الحملة الانتخابية 2013 – العراك بالأيدي مع الراحل محمد ولد ابيبوا  2011  في احتقال المنطقة العسكرية بانواذيبو – أدت اتهامات وجهها  القاسم ولد بلالي لحزب الاتحاد يوم الانتخابات 2013 عند المدرسة رقم 7 بانواذيبو الي مشادات كلامية بينه وبين احد أنصار حزب الاتحاد انتهت الي اشتباك بالأيدي بين الاثنين مما استدعي تدخلا للشرطة واقتيادهما الي إحدي المفوضيات – تصريحاتك ضد لحراطين في انتخابات 2007 و من سخرية الاقدار أن الذي سميته لعبيد أصبح عمدة لمدة 7 سنوات في حين انك أنت  لاتزال تحاول بشكل جنوني منذ 20 سنة – و رغم الدرس الذي اخذه القاسم من انتخابات 2007 لا يزال يتمادى و يسمي العمدة الحالي محمد ولد معطل بلعبيد أيضا بإمكاني ان أحصي مائة حادثة مماثلة  لكن المقام لا يتسع .   9- أقاويل و ادعاءات أخري :  – وصف القاسم العمدة الحالب بالجاهل مع العلم أنه  مهندس خريج من جامعة محترمة ، و أنا هنا أتحدي القاسم أن يظهر أي شهادة يملكها !! و أن يقول لنا أي مدرسة ارتادها – فسر القاسم ترشيحه لمنصبي العمدة و النائب بأنها حق شخصي و لكني كغيري من العارفين به نعلم تمام العلم أن السبب هو مادي بحت فمنصب العمدة يتيح للرجل قضاء ديونه التي تحايل علي اصحابها و في كل مرة يعدهم إنه سيصبح عمدة قريبا و سيدفع لهم حقوقهم ، ولكن عدم ثقته في الفوز يدفعه من باب الاحتياط للترشح لمنصب النائب -خصوصا في ظل النسبية المطبقة – من أجل الحصول علي الحصانة التي تحميه من تنفيذ الأحكام القضائية المتراكمة ضده – حاول القاسم ولد بلالي من خلال لقاءه مع قناة الساحل التملق و التقرب من الرئيس محمد ولد عبد العزيز مرات عديدة ولكن فاجأني صراحة إقحامه لولد بوعماتو حين اتهمه أنه طلب من معاوية عدم السماح له بالترشح للانتخابات عن طريق الحزب الجمهوري ، !!! و هي محاولة مفضوحة من القاسم  لإيهام ولد عبد العزيز أن  هناك ثأرا بينه و ولد بوعماتو عسي أن تكون هذه العداوة هي العامل المشترك الذي ربما يساعد ه في القرب أكثر من الرئيس ليستعطفه من أجل أن يسمح له بتولي منصب العمدة   10 – و ختاما : أجدني مرغما علي الاعتراف بقوة علي أن القاسم ولد بلالي نجح نجاحا باهرا في الدعاية و الترويج بشكل يدعو للإعجاب و لكن للأسف الشديد كانت في مجملها تضليلا و تحريفا  علي طريقة المنظر الالماني جوزيف غوبلز وزير إعلام هتلر الذي لخص اسلوبه ب ” أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتي يصدقك الناس …. و من ثم أكذب أكثر حتي تصدق نفسك ”  كان الله في عون سكان نواذيبوا الابرياء .   بقلم الأستاذ : جمال ولد الطيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى