مكتبة تحترق و مدارس في المزاد !!/ سيدي علي بلعمش
لقد احترقت اليوم مكتبة موريتانية ضخمة: ليست القضية أن نوافق أو نختلف مع المرحوم محمد سعيد ولد همدي؛ لقد نذر هذا الرجل حياته للقراءة و الكتابة و البحث فكان له موقف معلن من كل شأن وطني و رأي مستنير في كل آخر.
كانت حياته الهادئة مليئة بالاضطرابات و مواقفه العنيدة مليئة باللين و الإنسانية. كان رجلا وطنيا في كل أبعاده .. في كل مواقفه.. في كل عطائه .. في كل اهتماماته.. كان مثقفا يرفض أن تحرقه السياسة و سياسيا يرفض أن تهجنه الثقافة.. والى الأنظمة و لم “يتشدود” و عارضها و لم يتآمر .. لم أوافق المرحوم يوما في سوى أن من حقه أن يختلف عني و عنك و لم أخالفه في سوى أن “الخلاف لا يفسد للود قضية” : كنا نتشدق بتلك العبارة سهلة الممتنع و كان ذلك باعه الأوسع و سلوكه المطبوع و قناعته الأرسخ. رحم الله محمد سعيد ولد همدي و تجاوز عنه و أسكنه فسيح جناته.