إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل..!
إن ظاهرة الانتحال والسرقة ومجانفة الحقيقة ليست جديدة كما ان دوافعها قديمة بقدمها، إنها الاحقاد والحسد وعمى البصيرة والانتصار لغير الحق وكذا الجشع، غير ان اعتناق هذه الظاهرة عواقبه وخيمة ومزرية بصاحبها فما افلح قط كاتب لم يتحر الحقيقة، ولم يتجرد من عواطفه ودوافعه الذاتية..
ذلك أن الأمانة شرط وجوب في الكتابة يلزم من عدمه العدم من أجل ذلك جرى الكتاب وراء الحقيقة بلا كلل وتوخوا الحذر والدقة وبالغوا في الأمانة العلمية خوفا من التاريخ الذي لا يرحم.
صحيح انه من حق الكاتب ان يبحث عن الشهرة وعن المنفعة المادية إن كان ممن ذلك هدفه، لكن ليس على حساب الحقيقة إلا اذا كان من باب خالف تذكر، لأن التسرع في البحث عن المنافع المادية والشهرة بلا تقيد بالضوابط والثوابت المعروفة في الكتابة قد يؤخر صاحبه بل ويقضي على مستقبله في هذا الفن وإلى الابد، وهل بعد الخيانة من سبيل إلا إلى زبالة التاريخ مع من كتب عليهم الخزي جراء ما كتبته ايديهم وماكسبته من ثمن مقابل ذلك.. “فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون” صدق الله العظيم.
لقد طغت النزعة المادية وللاسف على الكثير من كتاب هذا البلد، وظهت انفلونزا السرقة والتحامل والوقوع في اعراض العلماء والعبث بالتراث.
والحق انه ظلم مابعده من ظلم ان يقضي عالم حياته علما وتعليما ودعوة الى الله وتجديدا لدينه وطرق تزكية النفوس واصلاحا وانفاقا وتاليفا، ثم يجرد من ذلك عدوانا وظلما ليصبح مجرد رقم من اتباع رجل آخر عفى الزمن على ما سطره من اثر وخيم الجهل على الناس بعده قرونا.
وليس يخلو امرؤ من حاسب أضم
لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم اشجى محنة عرفت
وابرح الناس شجوا عالم ظلما
هكذا اطلع علينا المدعو يحى ولد سيد احمد، بكتاب الشيخ سيدي محمد الخليفة بن الشيخ سيد المختار الكنتي بكتابه “الطرائف والتلائد” في ذكر كرامات الشيخين الوالدة والوالد، ذلك الكتاب الفريد من نوعه شكلا ومضمونا وسبكا والذي كل الكتب في مجاله كانت كلا عليه حيث حشاه صاحبه بتاريخ والديه وكراماتهم وعلمهم وورعهم وسند مروياتهم وطريقتهم هذا مع علم جم وادب وحكم بلغة جميلة وسلسلة سهلة عرفت عن الرجل.
إن كل ذلك جعله يحى بن سيداحمد أثرا بعد عين في تحريف واضح وفاضح بدء بعنوان كتاب المؤلف الذي عنوانه “الطرائف والتلائد في ذكر كرامات الشيخين الوالدة والوالد”، يحيى بن سيداحمد نزع كرامات الشيخين الوالدة والوالد، ثم أضاف بعدها مدرسة المغيلي، المؤلف،
الباب الاول: في مولد الشيخين وعمرهما ونسبهما وابتداء أثرهما.
الباب الثاني: في ورعه يعني الشيخ وزهده
الباب الثالث: في علومه وفضله واساليب تربيته
الباب الرابع: في ذكر معاملته مع العامة والرؤساء
الباب السابع: في وصاياه ورسائله
المحقق يحي بن سيداحمد هذا ولا تخلوا الأربعة التي وصلتنا من الكتاب من ذكر الكرامات في ثنايا وصولها الممتعة، فعل يحيى بن سيد احمد كل ذلك ليتسنى له بيع الكتاب للجزائريين على انه مجرد امتداد للمدرسة “المغيلية” ولقد سمعت انه حين سئل عن سوء فعله هذا أجاب: ان الجزائريين ماكان ليساعدوه على طباعة الكتاب لولا ذلك.
وهو والله أعذر أقبح من ذنب كإصرار المومسة على الزنا لإطعام الايتام.
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كمطعمة الايتام من كد فرجها لك الويل لاتزني ولا تتصدقي
ولماذا يبحث لهذا القطب والعالم البارز عن مدرسة تداعى بنيانها وهو يعلم انه امتداد لمدرسة والده الذي فاق إصلاحه مدرسة المغيلي دعوة وإصلاحا وتنصيبا للامراء، واتفاقا وتربية، وتجديدا، فما حمله اذن غير الطمع والحسد.
ولان كان ابن طالبن قد سرق وخان الأمانة فقد فعلها من قبل مأمون محمد احمد رحمه الله وتجاوز عنه حين حقق كتاب الشيخ سيد المختار الكنتي “فتح الودود، من المقصور والممدود” حيث تحامل فيه على الرجل مع ان أقصى ما توصل اليه ان الكتاب يحوي بعض القصص “الاسرائليات” التي ذكر المؤلف في مقدمته انه سيأتي بها دفعا للملل والسآمة المعروفة في علم النحو والصرف، لكن ذلك ليس هو الهدف، بل الهدف المساس من علم من أعلام التصوف في بلد يكره التصوف ويكره الزهد لاسيما بعد استكشاف النفط..
أفيعقل أن يصبح تراث آل الشيخ بين محابات الوهابية ومغازلة الدنانير الجزائرية؟.
لقد سكتنا كثيرا عن تجاوزات يحي بن سيداحمد وسرقاته المتكررة امقدمات كتب القوم في كل مناسبة يشارك فيها وليس مهرجان سيداحمد الكنتي آخرها ومن يريد ان يتأكد من ذلك فليعد إلى كلمته، والى مقدمة الشيخ سيد محمد الخليفة في كتابه: “الطرتئف والتلائد في ذكر كرامات الشيخين الوالدة والوالد”.
سكتنا عن تصرفات هذا الرجل المشينة ولسان حالنا “ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز” صدق الله العظيم.
ذلك ان رهط الرجل والله من أهل ود أبينا ويا نعم القوم، غير ان التغاضي ما عاد يجدي مع رجل اشرب في قلبه حب المادة، وأغراه صبرنا عليه في تحقيق مآربه وزادته مغرة المقولة الشهيرة “الحي يغلب ألف ميت” لان الميت مهما عظم شأنه لم يعد باستطاعته رد الظلم عن نفسه، ولكنه نسي ان الحي قد يخلف أكثر من ألف ما منهم من احد إلا وهو قادر على ان يلقم المدعوا يحيى بن سيداحمد حجزا.
إنا ومن يهدي القصائد نحونا :: كمستبضع تمرا إلى ارض خيبرا
فإلى كل الكتاب الذين يحترمون الحقيقة ويهمهم أمرها وإلى كل القراء داخل هذا البلد وخارجه فإننا نزودهم بأن كتاب: “الطرتئف والتلائد في ذكر كرامات الشيخين الوالدة والوالد” لمؤلفه الشيخ سيدمحمد الخليفة بن الشيخ سيد المختار الكنتي الذي حققه المدعو يحى بن سيداحمد، يحمل الكثير من التغيير والتحريف والمغلطات وليس مصدرا يوثق به، ولا يحل بأي حال من الأحوال محل المخطوط المتوفر في “زاوية الشيخ سيد المختار الكنتي” في نواكشوط والشيخ سيدي الكبير الموجود في غيرهما بكثرة.
ولم احتم مقالي هذا قبل ان أوجه نداء الى الجهات الوصية على حفظ تراث آل الشيخ سيد المختار وابنائه والمتمثلة في زوايا الشيخ في كل من مالي والنيجر والمغرب والجزائر وموريتانيا، أوجه إليهم نداء بتحمل المسؤولية التامة في الدفاع عن هذا التراث وملاحقة كل من تسول له نفسه بالمساس به بغير وجه شرعي، وكذا مصادرة تلك الكتب -التي لا تبت بأي صلة للشيخ- بعد ملاحقة أهلها قضائيا لما يترتب على ذلك في قوانين الملكية الفكرية.، وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون” صدق الله العظيم.
بقلم: الشيخ ولد عابدين ولد سيد أعمر الملقب الديه