تقبيل يد السفير الأمريكي!!

هذه عشر تغريدات عن حوار السابع من سبتمبر، وقد بدأتها بالتغريدة الصادمة، والتي تؤكد بأننا في بلاد شنقيط، بلاد المنارة والرباط، قد وصلنا إلى مستوى  مخيف من الانحطاط ومن الانهيار في القيم.

(1) لقد تم وصف السفير الأمريكي في بلادنا بالرجل المبارك في حفل انطلاق مهزلة السابع من سبتمبر، ولقد تم تقبيل يده أمام الجميع،

وهو ما شاهدناه في تقرير بثته قناة “الساحل”. فهل يمكننا أن نتوقع خيرا ـ أي خير ـ من مهزلة افتتحت بتقبيل يد السفير الأمريكي؟ (2) لأول مرة نجد أنفسنا أمام “شيء مبهم وغير واضح” اختلف المشاركون حتى في تسميته، فهل هو حوار؟ أم تشاور؟ أم مشاورات؟ أم جلسات تمهيدية؟ ..رسالة الوزير الأمين العام للرئاسة الداعية لهذا “الشيء المبهم وغير الواضح” حملت في طياتها كل تلك التسميات. (3) في يونيو 2009 تم تنظيم حوار في داكار حضره كل الطيف السياسي الموريتاني، وفي سبتمبر 2011 تم تنظيم حوار جديد ولم تحضره إلا ثلاثة أحزاب معارضة (المعاهدة)، وفي سبتمبر 2015 تم تنظيم “شيء مبهم وغير واضح” ولم يحضره من كتلة المعاهدة إلا رئيس حزب الوئام. (4) الملاحظ من التغريدة السابقة أن كل حوار جديد تنظمه السلطة الحالية يكون أقل حضورا من الحوار الذي سبقه..هذا التراجع الملحوظ على مستوى الحضور سيجعلنا نتوقع أن الحضور لأي حوار قادم سيتم تنظيمه مستقبلا من طرف السلطة قد يقتصر على الحكومة، والحزب الحاكم، وجماعة “أعطيني نشكرك”، وبالإضافة طبعا إلى “صاحب اليد المباركة”. (5) من نفس التغريدة السابقة يمكننا أن نلاحظ أيضا أن الأحزاب المعارضة التي شاركت في وقت سابق في حوار مع السلطة الحالية، لا تتحمس كثيرا للمشاركة في الحوارات التي تتم الدعوة لها من بعد ذلك..فهل السبب في عدم التحمس هو أن السلطة لا تلتزم للمعارضة بما تتعهد لها به خلال حواراتها السابقة أم أن هناك سببا آخر؟ (6) يمكننا أن نلاحظ أيضا بأن هناك تراجعا على المستوى الرسمي في افتتاح الحوارات..حوار 2011 افتتحه رئيس الدولة بنفسه, حوار 2015 افتتحه الوزير الأول، الحوار القادم ربما يفتتحه الناطق الرسمي باسم الحكومة أو تفتتحه وزيرة البيطرة. (7) لم تقنعني الحجة التي تقدمت بها المعاهدة، والتي بررت بها حضور رئيسها لافتتاح “الشيء المبهم وغير الواضح”..تقول المعاهدة بأن رئيسها سيطلب من جديد تأجيل “الشيء المبهم وغير الواضح”، ألم تطلب المعاهدة ذلك في بيان منشور وفي لقاءات قادتها مع رئيس الدولة؟ ألم يرفض الرئيس طلب التأجيل؟ فَلِم يكرر قادة المعاهدة غفر الله لهم نفس الطلب حتى من بعد الافتتاح الرسمي؟ وهل كان الغرض من إعادة الطلب هو أن تتاح الفرصة لحضور رئيس حزب الوئام؟ (8) لا يمكن لرئيس حزب الوئام أن يرفض أي دعوة تتقدم بها السلطة، ولكنه في المقابل يمكنه أن يرفض أي دعوة تتقدم بها المعارضة، وهذه هي فلسفة “المعارضة المسؤولة” التي كان رئيس حزب الوئام قد ابتدعها ذات استقبال مشهود كان قد خصصه في وقت سابق لرئيس الدولة في مقاطعة “كرمسين”. (9) لاشك أن المعاهدة، وبطلبها للتأجيل، كانت قد قدمت مخرجا وفرصة ثمينة للسلطة للخروج من المأزق الذي وضعت فيه نفسها، بالدعوة لحوار السابع من سبتمبر، ولكن يبدو أن السلطة كانت جادة في إحراج نفسها، وبالتأكيد فسيكون للسلطة ما أرادت. (10) العديد من أصدقائي في “العالم الأزرق” كان قد نشر على صفحته صورا من بطاقة الدعوة التي وصلته..بعض هؤلاء الذين نشروا صور بطاقات دعوتهم لم أكن أعرف لهم من قبل أي اهتمام بالشأن العام، فأن تصل لمثل أولئك بطاقات دعوة فذلك يعني بأن السلطة قد وجدت صعوبة كبيرة في توزيع الخمسمائة أو الألف بطاقة المخصصة لهذا “الشيء المبهم وغير الواضح”. حفظ الله موريتانيا..

 

محمد الأمين ولد الفاضل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى